مقابلات

  الناشط السياسي علي الفرج لـ “البحرين اليوم”: المعارضة بجميع أطيافها تعتبر القوات السعودية “قوة احتلال”..ولا يمكن أن تكون الرياض جزءً من أي حل

 البحرين اليوم – (خاص)

  

يرى الناشط السياسي البحراني الدكتور علي الفرج أن السعودية أزّمت الوضع في البحرين، وهي جيدة جداً في خلق أزمات في المنطقة، ويعتقد الفرج أن المعارضة بجميع أطرافها تحمل رؤية واحدة تجاه قواتها العسكرية في البحرين، ويقول في مقابلة له مع “البحرين اليوم” أن “السعودية تنظر للبحرين و الدول الخليجية الصغيرة الأخرى كساحات للتوسع أو للنزاع مع دول المنطقة الكبيرة الأخرى. في ظل هذه السياسة للأسف لم و لن تكون السعودية جزء من الحل”، وهذا نص المقابلة:

  

  • هل ثمة قراءة موحدة للمعارضة بشأن تواجد القوات السعودية والإماراتية في البحرين؟

 

من معرفتي يوجد نظرة موحدة للمعارضة البحرانية تجاه القوات السعودية و الإماراتية التي دخلت البحرين في شهر مارس ٢٠١١ و هو أن هذه القوات دخلت بطلب من النظام الخليفي و من دون مشاورة لأي من القوى التي تمثل الشارع في البحرين. هي حتما دخلت البحرين من دون إجماع وطني و جاءت لوقف حد للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالديمقراطية. بل لا أبالغ بالقول أن هذه القوات دخلت لقمع الحراك الشعبي و لأجل المشاركة في القمع الرسمي تجاه ليس فقط التجمعات و المسيرات الشعبية بل لخلق حالة إرهاب ممنهجة ضد الشريحة الشعبية التي تمثل غالبية شعب البحرين و لذلك شاركت هذه القوات في اقتحام البيوت الآمنة و ملاحقة الشباب الطامح للديمقراطية و المعارض لسياسة النظام الخليفي.

 

  • في الذكرى  السابعة لدخول القوات السعودية والإماراتية بعنوان “درع الجزيرة” للبحرين، وتدخلهما في الشأن المحلي وقمع الثوار، هل تبلورت رؤية لدى الناس تجاه تلك القوات؟ وهل هناك تناغم بين رؤية الناس ورؤية المعارضة في هذا الشأن؟

 

كانت الناس تأمل من دول المنطقة العربية التدخل بشكل إيجابي و بناء من أجل حل الأزمة السياسية في البحرين بل أن تدخل كطرف لمواجهة مطالب الناس. لاشك أن نظرة غالبية الناس في البحرين أن هذا القوات لم تدعم السلم الأهلي بل خلقت أجواء سلبية تبيح للأجهزة القمعية للنظام المبالغة في القمع و لذلك شوهد مباشرة بعد دخول هذه القوات جرائم مثل هدم ٣٧ مسجدا و عدة مظائف حسينية و استهداف شعائر الوجود الشيعي في البحرين حتى بالغت في استهداف علماء الدين و النخب المختلفة من شعب البحرين. نعم يوجد من من يوالون النظام و يدعمون بقاءه من رحب بهذه القوات و لكن لاشك إنهم لا يمثلون غالبية شعب البحرين. لا يوجد شعب يرغب أن تحتل أرضه و تصادر استقلالية قراره و شعب البحرين ليس استثناء. و لما كانت قوى المعارضة في البحرين تدعم إرادة الشارع الشعبي فإنه يوجد توافق واضح تجاه القوات الأجنبية التي دخلت البحرين بعد الثورة.

بل العكس بتاتا. إن النظام الخليفي عندما يعتمد في بقاءه على الدعم الخارجي و على المرتزقة في الداخل بدل طلب الشرعية الشعبية يجعل المعارضة الواسعة في البحرين تصر على ضرورة التغيير. استقلال البحرين كدولة غير قابل للتفاوض في نظر المعارضة. كما أن مصادرة القرار الشعبي هو أساس المشكلة السياسية في البحرين. إذا كان شعب البحرين يرفض الوصاية الخليفية فمن باب أولى أنه يرفض كل الوصايات الخارجية. كان هدف النظام الخليفي بدخول هذا القوات تعقيد المسألة السياسية و جعل المعارضة في مواجهة بعض أنظمة المنطقة. لذلك حرصت المعارضة على العمل الشعبي بدل أي تدخل خارجي من أي دولة أخرى لأن المعارضة حريصة من جانب على استقلالية القرار البحريني و من جانب أخر منع نزاعات داخلية و أهلية دخلت فيها دول أخرى و أدت لنزيف دماء واسعة كما حدث في الصومال و لبنان سابقا و في سوريا و ليبيا.

 

  • من الواضح الدعم السعودي والإماراتي لآل خليفة، فهل ذلك يعيق أو يؤخر أو يغير من النهج المعارض تجاه آل خليفة؟

 

لا يوجد دولة في العالم لا تتأثر بمحيطها الإقليمي فهذا شيء طبيعي و منطقي و لا يمكن تجاوزه عمليا. كما أن الدول الصغيرة كالبحرين لكي تبقى لابد لها من علاقات و روابط مع دول الجوار. هذا لا يعنى مصادرة المصلحة الشعبية و تجاوز ما يريده الشارع. للأسف التدخل السعودي الإماراتي في البحرين لم يكن إيجابي من منظور غالبية شعب البحرين كما أن هذا التدخل جعل من الأزمة السياسية الداخلية في البحرين ورقة للتلاعب من قبل دول المنطقة لعرض عضلاتها و فترحت الباب ليس فقط لتدخل دول أخرى و لكن أيضا شرعنت لتدخلات عسكرية أخرى في المنطقة مثل الحرب في اليمن و الأزمة مع قطر.

 

  • هل تعتقد أن الخريطة الإقليمية تؤثر سلبا (أو) إيجاباً على الوضع المحلي في البحرين؟ كيف؟ والسؤال الآخر، انتهج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نهجاً متشدداً في الكثير من الملفات، هل تعتقد أن ذلك سينعكس على القضية البحرانية؟ كيف؟

سياسة ولي العهد السعودي لم تختلف عن سياسة السعودية السابقة تجاه البحرين. لاشك أن خسائر بن سلمان في اليمن و في الملف القطري يجعله أكثر تمسكا بالتدخل في الشأن البحريني. من ناحية أخرى إن سيطرة بن سلمان على الساحة الداخلية في السعودية بعد قضائه على مناوئيه  من أمراء آل سعود يسيل لعابه للتوسع في المنطقة بشكل أكبر و الحلقة الضعيفة في المنطقة هي دول الخليج الصغيرة. سياسة بن سلمان الحالية تشكل لعله أكبر عقبة تجاه الحل الساسي للأزمة السياسية الداخلية في البحرين و لكن من دون شك أنه أكثر تشددا تجاه الأزمة الداخلية في البحرين من الدول الداعمة الأخرى للنظام الخليفي مثل الولايات المتحدة و بريطانيا. إن التوافق السعودي الإماراتي الحالي المتشدد تجاه الأزمة في البحرين لعله هو السبب الرئيسي وراء زيادة درجة القمع الرسمي و الإمعان في سياسات متطرفة و غير مسبوقة مثل إصدار أحكام الإعدام بالجملة و سياسة تصفية الملاحقين ميدانيا.

  

  • لو أن ثمة تسوية مع بعض أطراف المعارضة، هل تعتقد أن “السعودية” ستكون جزءً أساسياً من الحل؟ وهل ذلك ممكن مع اعتبار عدد كبير من المعارضين قواتها على أرض البحرين قوات احتلال؟

 

للأسف إن السياسة السعودية جيده جدا في خلق الأزمات الداخلية في الدول المجاورة و تفتقد لأي مثال يدلل على انخراطها في حل أي مشكلة في المنطقة. تريد السعودية خضوع كامل من قبل دول المنطقة و خاصة الصغيرة منها. من هذا المنطلق تنظر السعودية للبحرين و الدول الخليجية الصغيرة الأخرى كساحات للتوسع أو للنزاع مع دول المنطقة الكبيرة الأخرى. في ظل هذه السياسة للأسف لم و لن تكون السعودية جزء من الحل إلا إذا حدث تغير جذري في السياسة السعودية. في نظري إذا أراد النظام الخليفي إيجاد حل للأزمة السياسية في البحرين فلابد للنظام الخليفي الابتعاد عن التأثير السعودي و لا يوجد حاليا أي معطيات توحي بذلك في المستقبل المنظور. وجود القوات العسكرية السعودية على أرض البحرين كما هي عقبة للمعارضة الشعبية هي أيضا و لعله بدرجة أكبر عقبة في وجه النظام الخليفي لمراجعة سياساته الداخلية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى