اوروبا

في مجلة “ذه ويك”: هل التحالف الأمريكي السعودي مجرّد زواج مصلحة؟

من لندن-البحرين اليوم

نشرت مجلة “ذه ويك” البريطانية مقالة الأربعاء(21 مارس 2018) مقالة تحت عنوان: “هل التحالف الأمريكي السعودي مجرد زواج مصلحة؟”؛ تطرق فيها الكاتب “متنديل نجان” إلى زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، متسائلا عن سبب كون الزيارة مثيرة للجدل.

المقالة أشارت في بدئها إلى أن العلاقة التي أقامها في نهاية الحرب العالمية الثانية الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت ومؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز، ضمنت تأمين النفط لأمريكا مقابل الحماية والدعم المستمر للنظام السعودي، لافتة إلى نجاة التحالف بين البلدين من الإنهيار أثناء الحظر النفطي في عام 1973 والهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر 2001، والتي شارك فيها 15 سعوديا، لكن هذا التحالف تعرض لبعض الضغوط مؤخرا وفقا لمجلس العلاقات الخارجية.

وفي هذا الخصوص أشار الكاتب إلى أن التدخل العسكري السعودي في اليمن جعل السعودية على خلاف متزايد مع واشنطن. وقد دفع البرود في العلاقات بين الولايات المتحدة والرياض خلال إدارة باراك أوباما، والذي بلغ ذروته أثناء توقيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015م (دفع) مؤسسة بروكينغز إلى وصف العلاقة بأنها “صخرية” بينما وصفتها فاينانشيال تايمز بأنها “سامة”.

ولفت الكاتب إلى أن العلاقات توترت بشكل أكبر عند طرح مشروع قانون في الكونغرس في عام 2016، لرفع السرية عن محتويات تقرير حول الدور السعودي في أحداث سبتمبر 2011، والسماح لأقارب الضحايا برفع دعاوى قضائية ضد الحكومة السعودية، ولم يتم تجميده إلا بعد أن هدد النظام ببيع ما يقرب من 750 مليار دولار في سندات الخزانة الأمريكية والأصول الأخرى المقومة بالدولار.

لكن المقالة أشارت إلى أنه حتى عند وصول العلاقات بين البلدين إلى الحضيض فإن الرئيس أوباما رخص صادرات أسلحة إلى السعودية بقيمة 115 مليار دولار وبشكل لم يسبق له مثيل. ومنذ ذلك الحين، تعمل الدولتان على استعادة العلاقة التي تحركها “المواءمة الإستراتيجية بين مصالح المملكة العربية السعودية في المنطقة وتلك الخاصة بالولايات المتحدة، والتي تركز في الغالب على التحكم في مدى التمدد الإقليمي لإيران” .

واعتبرت المقالة أن اختيار دونالد ترامب للسعودية كأول بلد لزياراته الرسمية الأولى إلى الخارج يعد “قرارا رمزيا أعاد تأكيد مكانة البلاد كحليف بارز للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

وفي هذا الصدد؛ قالت صحيفة واشنطن بوست أن العلاقات بلغت ذروتها هذه الأيام وأصبح التحالف بين البلدين “أكثر من مجرد زواج سطحي”. فالرئيس ترامب يريد المليارات من الاستثمارات السعودية لخلق وظائف في الولايات المتحدة، كما يريد أيضا أن يتراجع السعوديون عن التعاون مع روسيا لتحقيق تقدم نحو تسوية سياسية في اليمن وإنهاء نزاعهم المدمر مع قطر.

من جانبه؛ يريد ابن سلمان المزيد من الاستثمارات الأمريكية وخلق فرص العمل في السعودية، إلى جانب المساعدة التقنية والتعليمية لحملته لتحديث البلاد.

واختتم الكاتب مقالته بالإشارة إلى أن “هناك شعورا متناميا في اليمين واليسار بأننا يجب أن نعقد المملكة العربية السعودية لمزيد من المساءلة” بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، وسلوكها في الخارج، واستمرار تمويل الجماعات الإسلامية المتطرفة”، كما قال عضو الكونغرس الديمقراطي “رو خانا” في صحيفة “نيو ستيتسمان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى