مقالات

إلى متى يصمت العراقيون عن وقاحات آل سعود وآل خليفة؟

البحرين اليوم (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

من المؤكد أن العراقيين، الطيبين الأطهار، يرفضون كل الرفض الزيارة المرتقبة لولي عهد آل سعود، محمد بن سلمان، وقد استبقلوا الرسميين والحزبيين ورفعوا اللافتات التي تندد بهذه الزيارة وتؤكد براءة العراقيين منها، ومن كل يد يمكن أن تطبّع مع نظام الشر والشرور الوهابي، وقبل أن يعلن التوبة النصوحة، ويرفع يده عن القتل والاضطهاد. ولكن هناك من بين العراقيين ممن لا يزال يحلم بأمور أخرى، وكأن الكابوس الأسود الذي عاشته البلاد في العهد الصدامي؛ لم يأخذوا منه المواعظ الكاملة، ويظنون أن اللعب في السياسة يمكن أن يجنبهم عودة هذا الكابوس، ومن بوابة قرن الشرطان. لقد أعاد بعض السياسيين العراقيين الاعتبار لصدام، وذلك بفتحهم الأبواب والنوافذ لأزلامه من آل خليفة وآل سعود، وتوافدهم على مجالس هؤلاء القتلة التي طالما كانوا حضنا داعما للصداميين وللفلول التي لازالت تتناسل منهم.

من حق البحرانيين، على وجه الخصوص، أن يسألوا ساسة العراق عن هذه المحبة المفتوحة لآل سعود وآل خليفة، وأن يسألوا عن هذا النأي المشبوه عن القيام بأي دور فعلي وجدي لمنع هؤلاء السفاحين استمرار تسليط سيوفهم ومدرعاتهم على المواطنين واستباحتهم المواطنين في المنطقة الشرقية وبلدات البحرين. العراق اليوم أقوى من أي وقت مضى، وهو مفخرة للجميع، ولكن هناك من السياسيين من يريد أن يواصل الهبل السياسي والاستهبال على الآخرين، ويعتقد أن التقرُّب من هؤلاء ومجاراتهم فيه خير ومنفعة لهم وللعراق، وهذا محض وهم وتخرصات يعيشها أولئك الغارقون في الكراسي وأحلام السلطة المغرية.

السفير الخليفي في بغداد صلاح المالكي يكرر المحاولات البائسة واليائسة من الخليفيين لتسليم “المطلوبين السياسيين” إلى البحرين، حيث تحدث أمس الثلاثاء للصحافة العراقية عن جهود تبذلها وزارة الداخلية العراقية في هذا الملف، وهو يفعل ذلك في كل مرة يزور فيها مسؤول عراقي البحرين، أو يطير سياسي عراقي إلى السعودية، وتكرار هذه الطلبات والدعوات – المحفوفة بدعاوى العلاقات المتطورة بين البلدين – فيه إهانة كبيرة للعراق وللعراقيين، وليس من الكرامة العراقية أن تستمر هذه الدعوات المهينة من غير رد رادع حاسم وعلني، وبما يليق بمكانة العراق التي دحرت دواعش آل سعود، واستعادة جزءا من الشرف العربي الذي يدوس عليه آل سعود وآل خليفة بجرائمهم المتواصلة بحق شعوبهم وبحق القضايا العربية الكبرى مع تحالفهم مع الإسرائيليين والمشروع الأمريكي في المنطقة. لقد بات من الواجب أن يتحرك الضمير العراقي الحي، وأن يصرخ في وجه الساسة البائسين الذين يرضون أن يُهان البحرانيون في مطاراتهم كل مرة، بحجة قوائم الانتربول وبحجج أخرى، وهي إهانات متواصلة وطالت معارضين بحرانيين لهم فضل كبير على قادة العراق اليوم. جانب من قوة العراق ينبغي أن تظهر في ملف البحرين والسعودية، وتعطيل هذه القوة هو تعطيل للحضور الإستراتيجي لهذا البلد العريق، ولمصلحة أنظمة الإرهاب في الخليج. فهل من مستجيب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى