حسين كاظممقالات

كلام في خلافات آل خليفة على “تويتر”

البحرين اليوم – (خاص)

 

حسين كاظم

كاتب من البحرين

 

 

لا تعويل على الخلافات “التويترية” بين دواوين الخليفيين، وإن كان طبيعياً استبشار المظلومين بخلافات الظلمة الطواغيت، وإن كان طبيعياً تكاثر التحليلات حول ما يجري من تراشق في وسائل التواصل الاجتماعي بين “طبالة” ديوان رئيس الوزراء خليفة بن سلمان و”فداوية” الملك الخليفي حمد بن عيسى، ألا أن غير الطبيعي أن يتم التعويل عليه.

لأسباب عديدة، منها أن طبيعة الصراع الحاصل حالياً لم تتكشف كل خيوطه، ولا يمكن الإحاطة بكل خلفياته، وإن كان الثابت أن الصراع على المصالح والمغانم، لكن حجم وطبيعة تلك المغانم تحدد-بطبيعة الحال-حجم وطبيعة أثر الصراع وتداعياته.

أما السبب الثاني، هو أن الراعي الأمريكي لم ينته بعد من تشغيل موظفيه في  الخليج، والخليفيون من ضمن أولئك الجوقة التي وظفها البريطاني سابقاً واستخدمها الأمريكي حالياً لتسيير مصالحه.

السبب الثالث، حتى لو كان الصراع له مدىً في الاتساع طولاً وعرضاً، وله تداعيات وخيمة على عائلة آل خليفة، ألا أن عدم الدخول والتعويل على آثاره، لن يحد من حجمه إن كان حجمه الحقيقي كبيراً، وعدم الدخول بين سلاطين الطمع وأمراء الجريمة يقي من توظيفهم لنا في صراعاتهم، وهذا عنصر مهم، ألا يتورط أحد من المعارضة في تغليب ديوان على آخر “تذاكياً” أو “زعماً” ان ذلك يسرّع في الحل السياسي.

لكن الأكيد والثابت والراسخ عند كل المظلومين من  الشعب البحراني العزيز، أن الله يجري سننه العظيمة على الجميع، وأن مصير الطواغيت هو التصادم ببعضهما، وإن كان هذا الصراع لن يؤتِ أكله في الأخذ بمظلومية الناس، فإن صراعاً آخراً بالتأكيد سيؤدي لذلك، وهذه السنة الثابتة كما أصابت السابقين هاهي تلوّح ببشائرها في الخليج.

لكن من المفيد التأكيد، أن “الركادة” في التعاطي مع المتغيرات أمر جيد، وعدم التسرع في التحليل والتعويل والتهليل والتهويل يعكس عقلاً راجحاً قادراً على إدارة الصراع بالحكمة المطلوبة.

المهم في كل ذلك أن وتيرة النشاط السياسي والحقوقي والإعلامي والميداني يمضي كما هو أو بوتيرة أعلى، وفائدة ذلك يصب في الاحتمالين المتقابلين، فإن كان الصراع كبيراً، كانت وتيرة النشاط المعارض ثقلاً إضافياً عليهم، وإن كان صغيراً، ظل النشاط المعارض سارياً يمارس ضغطه ويؤدي دوره المفترض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى