مقابلات

المحلل العسكري اليمني أحمد عايض لـ “البحرين اليوم”: هناك خطوط اشتباك جديدة.. والسعودية عاجزة عن كشف سر قوتنا

البحرين اليوم – (خاص)

التطورات في اليمن، تطبع بانعكاساتها على الخليج، والتطور الدراماتيكي الأخير في الحرب الدائرة في اليمن، قد فرضت عدة تساؤلات لدى المتلقي لهذا الحدث الدامي، لذلك توجهت “البحرين اليوم” للمحلل العسكري اليمني أحمد عايض بعدد من الأسئلة حول هذا التطور، وقد أسهب عايض بشكل كبير في توضيح صورة الميدان، من خلال تقديمه لمعلومات مهمة في هذا الجانب، من قبيل كيفية تطوير اليمنيين لقدراتهم العسكرية، وعدم قدرة السعودي المدعوم أمريكيا وبريطانيا من احتواء الميدان اليمني وغيره من الأسئلة، وهذا نص المقابلة:

  •     أطلقت القوى اليمنية عدة صواريخ على السعودية وخصوصا العاصمة الرياض، هل يرسم ذلك خطوط اشتباك جديدة؟

 

هذا مؤكد. ولت ثلاثة أعوام من الصمود والنصر اليمني على المستوى الرسمي والشعبي وكل عام من الأعوام الثلاثة لها حسابات عسكريه زمنيه وجغرافية  متصلة بكل مرحله وكل مرحله لها خطوط اشتباك  ففي الثلاثة الأعوام الماضية  تمكنت  خلالها القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية من تطوير البنية التحتية البحثية والهندسية لكي تكون قادره على القيام بكسر معادلة تفوق تحالف العدوان الجوي وهذا يحتاج إلى العمل على مسارين، المسار العملياتي وكانت الهجمات الصاروخية فرديه أي تحمل رسائل تعزيز للميدان العسكري وتحذير  للعدوان من أن   الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب سيقابله تصعيد  صاروخي لا حدود له وفق الإمكانات المتاحة  والمسار  هو مسار  التطوير والتصنيع الحربي، وللعلم هذا المسار هو مشروع وطني دفاعي مستمر إلى ما بعد العدوان، ولكن أم الفوائد تكمن في زمن الحرب الكونية ضد بلدنا والتي فرضت على مراكز الأبحاث والدراسات التابعة للقوه الصاروخية على مسابقة الزمن من أجل الانتقال من مرحلة التفوق المتوازن إلى التفوق المطلق لصالح القوة الصاروخية. وبفضل الله علينا وبحكمة ورعاية  قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وبجهود المهندسين والفنيين استطاعت القوة الصاروخية أن تحدث توازن ضد  سلاح الجو الغازي المتقدم، رغم أن العمليات الصاروخية في الأعوام الماضية لم تخرج عن إطار الرسائل كونها عمليات اطلاق صواريخ فرديه  ورغم ذلك طالت كافة أراضي المملكه الحيويه وطالت إمارة أبوظبي وفوق ذلك حققت أهدافها وكبدت الغزاة خسائر فادحة في قواعده العسكرية ومطاراته. اليوم عنوان العام الرابع فرضته القوة الصاروخية بهجوم صاروخي كبير بمعنى خط المواجهة تغير ونحن الأقوى والاقدر وانتم الأضعف..

 

  • هل تتوقع أن تتصاعد الهجمات الصاروخية على السعودية؟

التصعيد الصاروخي مستمر وبشكل واسع ولكن له حسابات استراتيجية واضحه لن تخرج عن إطار الحسم بالقوه وبعمق أراضي العدو السعودي والإماراتي لن تكون أمنه فقائد الثوره أطلق تحذير واضح قبل أشهر للشركات العالمية بمغادرة الإمارات  لذلك هذا التحذير سيعقبه انتقام  قاس وقريب إن شاء الله ولن تضع الحرب أوزارها إلا بعد النيل من مشيخة الإمارات بإذن الله.

 

  • يتساءل البعض عن سر امتلاك اليمنيين للقوة الصاروخية بالرغم من القصف السعودي المدعوم استخباراتيا ولوجستيا من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، كيف تفسر ذلك؟

اليمن كان يمتلك صواريخ  تكتيكيه من طراز اسكود وتوشكا حصل النظام البائد على البعض منها من جيش الدوله الاشتراكية في جنوب الوطن بعد الوحده اليمنيه عام 90 من القرن الماضي، إضافة إلى شراء عدد قليل من السوفيت وكوريا الشمالية لكن أغلبها تعرضت للتدمير من قبل الفار هادي والإخوان، ورغم ذلك هذه الصواريخ لايتجاوز مداها 300 كم وتحتاج إلى تطوير وإعادة تأهيل شامله لكي تدخل الخدمه وهذه مهمه بغاية الصعوبة. طبعا قبل ثورة 21 سبتمبر لدى أنصار الله فرق متخصصة بتطوير وتصنيع الصواريخ الباليستيه وأسلحة أخرى وهذه الفرق إلى جانب كوادر المؤسسة العسكرية  شكلت منظومة متكاملة وفاعله  في مجال التطوير والتحديث والتصنيع الحربي اليمني والتي نجحت نجاحا مذهلا وبزمن قياسي من تحديث الصواريخ القديمة، وزيادة مداها أربعة أضعاف مداها الأصلي أي 1300كم وأصبحت تسمى ببركان، وللعلم يعد هذا التطوير بمثابة تصنيع من جديد أيضا تحويل صواريخ أرض-جو إلى صواريخ أرض-ارض بمدى 300 كم الى 450 كم وهذه إنجازات لم يسبق لأي دوله بالمنطقه أن ترفع المدى لمعدل 4/1 وتحويل صواريخ الدفاع الجوي إلى صواريخ باليستيه قصيرة المدى أو  متوسطة المدى . إضافة إلى تصنيع صواريخ باليستيه قصيرة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى صناعة يمنيه مائة بالمائة منها كروز وبدر1 وزلزال والصرخه والنجم الثاقب، والعديد من الصواريخ الباليستيه إضافة إلى تصنيع صواريخ أرض-جو  صناعة يمنيه خالصه بأيدي وطنيه وحققت نجاحات عظيمه استطاعت أن تسقط أحدث المقاتلات الغربيه كـ  F15 , F16 واليورو فايتر “التايفون”،  مجمع التصنيع الحربي يعمل بأقصى طاقاته ويسابق كوادره الزمن والتطوير، والتصنيع مستمر أثناء العدوان ومابعده .هذا التوضيح أردت أقوله بأن السر في قائد الثوره وطموحاته التي تصب في الاستفاده من الحرب الكونيه  لتحقيق الانتصار وبناء بلد قوي يمتلك  القدرة الدفاعيه الكفيله بسحق أعداء اليمن لذلك حولت  قيادة الثورة والجيش واللجان وبدعم شعبي كامل طموحات قائد الثوره إلى برامج أبحاث ومشاريع عمل تنفذ بكفاءة عالية  وهذا ماتحقق ويتحقق وسيتحقق بإذن الله تعالى .بالنسبة للقصف السعودي لم يطال البنية التحتية الدفاعية نهائيا نتيجة الإجراءات الصارمة التي تؤمنها أجهزة الاستخبارات ، فنحن نعرف عدونا وامكاناته وخططه وماذا يسعى له ومن المؤكد ان اجهزة  الاستخبارات الأمريكية والسعودية وغيرها لم تستطع الوصول إلى تلك المنشآت وهذا طبيعي ، لكن مع ذلك نحن نستبقهم بمراحل كثيره في العمل الاستخباراتي وهم قوه  عدوانيه عمياء  بدون استخبارات في المقابل نحن استطعنا اختراق قلاعهم العسكريه والأمنيه والسياسية ووالخ فكل شيء على طاولتهم نعلم به. فهذه حرب شامله ويجب أن تكون أجهزتنا الاستخباراتية جديره ومنتصره وهكذا كانت وستكون…

 

  • باللغة العسكرية، كيف تفسر الضعف السعودي الواضح في تدمير قوة اليمن لحد الآن؟

الضعف السعودي يكمن في غياب العقيدة العسكرية  والثقافة القتاليه وعدم كفاءة القيادة ومنتسبي الجيش فهم لم يخوضوا حربا من قبل  لذلك لايمتلكون خبره ولا دافع،  إضافة أنه وكيل متغطرس استهان بقوة خصمه وهو اليمن ،  لذلك شكل تحالف عدواني ليخوض حرب خاطفه تحت عناوين غير صحيحه ولانزيهه اضرته أكثر والمستفيدين هم أصحاب المشروع الاستعماري الحقيقي الأمريكيين والصهاينه لذلك هو عدوان ظالم ضد بلد  المفترض شقيق لهم  والظالم ضعيف مهزوم مهما كانت إمكاناته العسكرية والماليه فهو ضعيف ..

 

  • هل هناك توافقات وازنة بين القوى السياسية والقوى العسكرية، أم أنهما واحد في الكيان والرؤية؟

 

واحد في الكيان والرؤية على المستوى الدفاعي وهذا هو الأهم على المستوى الوطني وبزمن حرب تلزم توحد العمل والرؤية.

 

 

  • كيف يتلقى الغربيون وخصوصا الأمريكيون ، رسائل اليمنيين التي يرسلونها فوق الصواريخ؟

عادة الغربيون لاينظرون للحدث بل لقوة صانع الحدث وتطور قدراته حاضرا ومستقبلا . أي الأمريكيون لاينظرون إلى اليمن اليوم بعد استهداف الرياض وأبوظبي  نظرة عاديه، نظرة انه بلد فقير ومحاصر بل ينظرون بقلق كبير نظرا لتطور قدراته الصاروخيه التي تجاوزت معلوماتهم الاستخباراتية بأن الهجمات الصاروخيه لم تخرج من استخدام الصواريخ القديمه المحدثه.لقد تفاجأ الأمريكيون والأوروبيون من مستوى تطور قدرات الصواريخ الباليستيه التي فرضت نفسها إقليميا مما جعل قادة البنتاغون الأمريكي يؤمنون أن اليمن اليوم يمتلك برنامج كامل لصناعة وتطوير الصواريخ وهذا ما أقلق الأمريكيين والصهاينه لذلك خرج قادة الجيش الأمريكي من الغرف المظلمه التي يديرون منها العدوان وتصدروا المشهد السياسي والإعلامي والعسكري تجاه اليمنن  وتحركوا دوليا حاملين ملف الصواريخ الباليستيه اليمنيه..بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الذي اكتسح مطارات ومدن المملكة. إذن تغير المشهد وانقلبت كل الموازين وأصبحت مسارات المعركه جديده ومختلفه وحاسمه بإذن الله.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى