مقالات

في مجلس خليفة سلمان: الجميلة والوحش

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي 

كاتب من البحرين

 

لم أتلوّث ولله الحمد، ومثل كثير من المواطنين، بدخول قصر القضيبية ولقاء خليفة سلمان، ولكني أجزم بضرس قاطع بأن كل ما يكتبه زوار مجلسه الأسبوعي هو شبيه بما يقوله الأعمى حينما ينقل لنا كلاما لرجل مُصاب بالزهايمر. لا فرق هنا بين ما ينقله أنور عبدالرحمن، وبقية جوقة خليفة المعروفين، وبين ما ينقله أي زائر أو عابر للقصر المشؤوم الذي يرتبط بواحد من أكثر مصّاصي الدماء والثروات في البحرين. ومن المضحك أن محامية “جميلة” مثل فاطمة الحواج أضافت إلى سجلها في “الجمبزة اللطيفة” مديحا عرمرمياً لخليفة سلمان بعد انضمت إلى جموع “المدّاحين” الذين يزورنه كل أسبوع ليأخذوا من الرجل – الذي تجاوز عمره المشؤوم الثمانين حوْلا – حكمة الأنبياء، وعظمة العباقرة! قالت الحواج وهي تلتقط السيلفي المأسوف مع “أبو دينار”: “كلامه يثلج القلب والعقل بحكمته في الحياة ونظرته الثاقبة للأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية”. وأضافت في “الهرار” وقالت: “.. في مجلسة الأسبوعي الذي يؤكد دائماً وابداً في خطابه على الوحدة الوطنية وتلاحم وتواصل القيادة بالشعب البحريني / دمت لنا يا أبا عليّ ولهذا الوطن فخراً وعز أطال الله بعمرك”.

لا أدري لماذا تقول محامية درست القانون والحقوق هذا الكلام المليء بالمبالغات المفضوحة، وما الذي يدفعها لأن تضم خليفة سلمان إلى قائمة زبائنها من أصحاب الجنايات للدفاع عنه، ولا أدري كيف تمكنت أصلاً من إخراج هذا الكلام من عقلها وأن تغرّد به ليقرأه الناس الذين يعرفون جيدا منْ يكون خليفة سلمان! ولكني أدري أن هذا الزمان خوّان! فالمرء الذي لا همّ له إلا التقاط صور إفطاره اليومي وبطولاته في المطاعم؛ ليس غريبا عليه أن يميل كلّ الميل ويغرس رجله في مجلس “الذباب” الأسبوعي. وإلا.. ألم تقرأ الجميلة الحواج ما قاله حكيمها العجوز في حق الجلاد والطائفي وسارق الضحايا عادل فليفل؟! ألم تتابع الحواج ما قاله زوّار خليفة في ذلك اليوم حينما امتدح فليفل وأشاد بـ”غضبته”؟! ثم ألم تر محامية القتلة ومروجي المخدرات والمتهمين بالدعارة والفساد – وهذا ليس شتمية للحواج – وجوه زوّار خليفة؟ ألم تُبصر بينهم كبار الفاسدين، والمتهمين بإثارة الفتن الطائفية، وارتكاب التعذيب بحق الأبرياء؟! ربما كانت زيارة الحواج يتيمة، وأنها “مرّة في السنة”، ولكن لا يسع المرء إلا أن يبدي العجب والاستغراب حينما يرى أن محامية أنيقة، تلقت دورات تدريبية في حقوق الإنسان، وتحمل شهادات عليا في القانون؛ تهتم في نهاية المطاف بكيل المديح لراعي الفاسدين، وحبيب الطائفيين، وحاضن المتردية والنطيحة، ومنذ أكثر من أربعين عاما!

يا جميلة آل الحواج.. ما زادتك هذه الزيارة شرفا، ولا منحتك تشريفا.. وكان أجمل لك وأرحم بنا لو انشغلتِ بـ”تحميص” المساكين والفقراء من أمثالي بنشر صور إفطارك اليومي على حسابك في تويتر، بدلا من خنق عيوننا وأرواحنا بصورتك مع “وحش” آل خليفة.. وفي مجلسه المليء بالمنافقين والكذّابين. ولتسمح لي الحواج، في ختام هذا المقال، بأن أردد الدعاء الذي قاله الأستاذ عبدالهادي الخواجة في ندوة “الفقر” قبل سنوات: “من كان في موته فرج لنا، فأرحنا منه”، ومن غير “سارق قوت الفقراء” من يكون في موته فرج للفقراء من أهل البحرين؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى