حسين كاظممقالات

“الطائرة الترفيهية” التي طيّرت الملك السعودي من قصره

البحرين اليوم – (خاص)

حسين كاظم

كاتب من البحرين

 

بدون دهشة ولا مفاجأة كبيرة، تلقى الكثير خبر إطلاق نار في حي الخزامي الذي يضم قصور آل سعود، ومن دون ثقة أيضا تلقى الكثير الخبر الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، والتي تقول أن “طائرة ترفيهية” كانت ترفرف على القصور، فجاءها وابل من الرصاص الذي استمر ساعة كاملة.

لم يخبرنا الخبر الرسمي أي شيء عن مسألة “تقطع الطلقات”، مما يشي بمواجهة بين طرفي نقيض، ولم يخبرنا الخبر الرسمي لماذا استمر الطلق لساعة (أو أكثر على بعض الروايات المحلية)، هل لأن حرس القصور لم يتدربوا تدريباً جيداً، فقاموا بتجريب خيبتهم على “الدرون” التي جاءت لهم على غرة ليل؟

كل هذا ليس مهماً، المهم في المسألة أنها “غير مسبوقة”، وأنها تؤكد أيضاً وأيضاً أن (آل سعود) ليس في أحسن أحوالهم كما السابق، وإن بذخ محمد بن سلمان بذخاً مثلما طغى، ألا أن الأزمات تحوم حوله، مع تكثّر الأعداء من حوله في الداخل والخارج جراء إدارته السياسية الفاشلة.

آل سعود ليسوا بخير، هذا أهم ما في الأمر، وأحسن ما في القصة، وأكثر ما يشد التركيز، ولا يهم التفصيل الحاصل بين ثنايا خيبتهم، هل كان تمرداً أم انتقاماً أم انقلاباً، خصوصاً أن البروبغندا القائلة بأن محمد بن سلمان هو مؤسس للسعودية الثالثة، إشارة لتجديده وتغييره لوجه السعودية، ليس فاقداً للوجاهة، نعم هناك سعودية ثالثة بالمعنى السلبي للموضوع، ويمكن تغذية هذا المعنى-بكل سهولة-من سلسلة الفشل الذي منيت وتمنى به السعودية في أكثر من ملف، الأمر الذي يجعل مملكة الرمال على سكة مجهولة الوجهة، مع تفاقم المشكلة الاقتصادية في الميزانية والتورط العسكري في اليمن والصفقات المجنونة الذي يبتزه بها الغرب بشكل مثير للسخرية أحيانا وللقلق على المنطقة أحايين أخرى. علماً بأن ما حدث قبل ليالٍ قد جعل الملك السعودي يغادر قصره كما أشارت لذلك الكثير من المصادر وأكدته وكالة “رويترز”.

وبهذا المعنى أتفق على أن محمد بن سلمان ينجز في تهديم السعودية الثانية، فاعتقال الأمراء في الريتز، واعتقال أمراء آخرين في حائل واستئثار ابن سلمان بجزء وازن من مليارات المؤسسات الراسخة والكبيرة لأثرياء السعودية، يمشي بالوضع بآل سعود للتصادم الحتمي الذي تفرضه معادلات القبائل في حال نقصان الغنائم.

إذن لا نتوقع أن “الطائرة الترفيهية” ستكون كافية لستر العورة وسد المحنة وتغطية الفجوة، لكنها بالتأكيد سترفه عن نفس محمد بن سلمان لبعض الوقت، إلى أن تحاصره الأزمات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى