مقالات

تهنئة “المشير” لعقربة الرمل: دعوة لإنقاذ المشهد الصحافي

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

 

لا أدري إذا كانت سوس الشاعر – مذيعة وكاتبة آل خليفة – قد تلقت “تهنئة” من الحاكم الخليفي حمد عيسى بفوزها بجائزة مفبركة، ومضحكة، من قِبل مجلس وزراء الإعلام العرب – سيء الذكر – ولكن “المطراش” نبيل الحمر قد يكون يكون نقل هذه التهنئة بالفعل. غير أن التهئنة التي لها دلالة أهم وأخطر، هي تلك التي قدمها “المشير” خليفة أحمد – القائد العام للجيش الخليفي – للشاعر، ومن المفيد هنا الوقوف عند ما جاء في رسالة التهنئة حرفيا، حيث أعرب خليفة عن اعتزازه” بالشاعر، وأشاد “بجهودها (..) المخلصة، وإسهاماتها المتميزة”، وأشار على وجه الخصوص ببرنامجها في تلفزيوة “العورة” الذي يحمل عنوان “على مسؤوليتي”، كما تحدث الحاكم العسكري عن أعمال الشاعر الإعلامية التي “تؤكد على اللحمة الوطنية” وخدمتها للوطن، داعيا لها بالتوفيق.

وفي هذا الموضوع لي نقاط ثلاثة:

– أولا، لا أدري ما علاقة المشير – المعروف بالحقارة والدجل والترهيب – بسوسن الشاعر، عدا العلاقة التي تجمعهما في النتانة والدناءة والتحريض على القتل والإرهاب ومعاداة السكان الأصليين. ولا أعلم شخصيا عن وجود “بروتوكول” معمول به بتهنئة “القائد العام” لـ”إعلامية” تعمل في التلفزيون الرسمي. طبعا، أحاول أن أكون بهذا التساؤل محتفظا بقدر من الموضوعية، وإلا فإن “الزريبة” التي تحكم البحرين بالنتانة والوقاحة؛ لا تعرف لا بروتوكول ولا أخلاق مهنية، ولا أعراف دبلوماسية، وكل ما يجري فيها هو تطبيل ووساخة، وتكريم لمن يهزّ أكثر، ولمن يتفوق في بعث الأوساخ الأنتن.
– ثانيا، أنا أقترح على النشطاء الحقوقيين رفع دعاوى على “المشير” الخليفي بتهم التحريض المذهبي ونشر الكراهية، والاستناد على تهنئته ومباركته وإشادته للشاعر دليلا وبرهانا على هذه الدعاوى. فهذه التهنئة تعد مستند إدانة ضد المشير “الملعون”، لكونه يعلن صراحة تأييده لكل ما صدر عن الشاعر من تصريحات وكتابات ظاهرة في تحريضها على الكراهية وإثارة العداوة على أسس سياسية ومذهبية، وهي جرائم ثابتة في القانون الدولي، وثبوتها على الشاعر بات موثقا في التقارير الحقوقية.
– ثالثا، هناك “شرور” يجمع “المشير” و”الشاعر”، ويمثل رمزا للشر الخليفي عموما. المعروف أن “عقربة الرمل” تتلقى تعليمات وتوجيهات وغطاء من الأجهزة الخليفية، ومنذ أن خلعت كل حيائها على عتبة حمد عيسى؛ أصبحت البوق الذي ينفخ منه الأشرار في الجيش وغرف التعذيب، وهذه حال تمت تسويتها بعد الإجهاز الكامل على كل الأصوات الصحافية والأقلام التي لا تفضل الرقص في حفلات الخليفيين. أمام ذلك، أصبح من اللازم أن يعيد الصحافيون البحرانيون النظر في هذا المشهد، والتفكير الجدي في إعادة الاعتبار للمشهد الإعلامي والصحافي بتأسيس منبر إعلامي وصحافي محترف يملأ الفراغ القاتم الذي يشغله كتّاب وإعلاميو “الهزّ والوز”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى