حسين كاظممقالات

الاحتمالات المرة في تموضع آل خليفة مع إسرائيل

 البحرين اليوم – (خاص)

حسين كاظم

كاتب من البحرين

حينما قصفت إسرائيل سوريا قبل أيام، سارع وزير الخارجية الخليفي بالترحيب، وقال أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وقتها رد الإعلامي الصهيوني ايدي كوهين-محتفياً-بمباركة موقف الوزير، لم تكتفِ الصهيونية بذلك، بل احتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصار مضرب مثلٍ للتطبيع العربي “العلني” مع إسرائيل.

ليس هنا المشكلة حقيقةً، بل المشكلة أن البحرين تؤخذ على حين غرة في مواقفها السياسية من تغريدة يغردها هذا الوزير الخليفي، وهو ما يدل إما عن ارتباك في الحالة الدبلوماسية عند الخليفيين، أو هو أمر مقصود يراد به جر الدولة والشعب معه إلى جحيم سياسات آل خليفة، وكلاهما مر.

الخليفيون وكما يعرف الجميع لا يمتلكون قرارهم، والرياض وأبوظبي لاعبان أساسيان في توجيه السياسات الخارجية والداخلية للخليفيين، وهو ما يفسره البعض السبب في جعل الجهاز الحكومي برمته جهاز استقبال لسياسة السعودية والإمارات، ويتحرك في نظم ذلك الإيقاع الوزراء على شكل موظفين تابعين للبلدين المذكورين، وهذا الاحتمال أيضا فيما لو كان دقيقاً-لأنه صحيح على كل حال بنسبة ما-احتمال مر.

في كل الاحتمالات، يزج الخليفيون البحرين في صراع معقد وصعب، أيسر ما فيه اغتيالات ورسم قواعد اشتباك ثمنها دم ومال وجهد وتخطيط، والبحرانيون في كل هذا الصراع المحتدم، لا يمكنهم التأقلم مع الخليفي في مواقفه الجبانة التي تقف ضد قضايا الأمة، فمثلا ايدي كوهين المذكور في بداية المقال، متخصص في الحط من كرامة العرب والاستهزاء بقدرتهم و”تسفيل” مكانتهم، لكنه يمدح آل سعود وآل خليفة-دائما- على مواقفهما مع الكيان الغاصب، وهذا يعطي صورة واضحة لانقسام العرب إلى فسطاطين، أحدهما إلى التصهين، وآل خليفة قد اختاروا هذا الفسطاط.

فهل من الممكن أن يكون الخليفي في يوم قريب، أن يمثل دور الوكيل المباشر للدولة الصهيونية في البحرين مثلا، كما أن محمد بن سلمان وكيلاً لصهر ترامب جاريد كوشنر، بشكل واضح ولا لبس فيه، كما يصرح بذلك كتاب Fire and Fury  لمؤلفه ميشيل وولف.

ممارسة الخليفيين لهذا الدور لا يزج البحرين في أتون صراع معقد فقط، بل أنه يفتح ثغرة كبيرة لدخول الإسرائيلي داخل البحرين ليفتح مشاريعه الاقتصادية و”الثقافية”، ويخلق له مواطئ لأقدامه النجسة على أرض أوال، ولا يعلم كيف ستكون النتائج الكارثية على المدى البعيد في هذا الجانب.

بات خطر الخليفيين أكثر من السابق، فالأمر لا يقتصر الآن على قمع أمني وقتل شعب البحرين، تطور الأمر إلى التجنيس وتناهى الآن إلى فتح البحرين للإسرائيليين، وهنا يجب الحذر من هذه المعضلة، لأنها لن تكون أبعادها سياسية واقتصادية فقط.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى