اوروباواشنطن

منظمة “أمريكيون” في تقرير لمجلس حقوق الإنسان: التحالف السعودي ارتكب انتهاكات للقانون الدولي في اليمن

بسبب الحرب تشهد اليمن أكبر كارثة من صنع الإنسان في العالم

 

جنيف، واشنطن – البحرين اليوم

قدمت منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” (ADHRB) بيانا خطيا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقبيل انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس، وأثارت فيه “بواعث القلق الخطير” إزاء انتهاكات السعودية وحلفائلها للقانون الدولي بسبب الحرب التي تشنها على اليمن.

وأوضح التقرير الذي نشرته المنظمة اليوم الاثنين ١١ يونيو ٢٠١٨م، بأن السعودية وحفاءها شنوا آلاف الضربات الجوية على اليمن، واستهدفت العديد منها مناطق مأهولة بالمدنيين، وذلك في الوقت الذي فرضت فيه حصارا جويا وبحريا على اليمن.

وأوضح التقرير بأن التحالف السعودي ادعى بأن الحرب التي شنها على اليمن في مارس ٢٠١٥م كانت تسعى، ظاهريا، لدعم ما اعتبرته الحكومة الشرعية للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، كما استند التحالف السعودي على قرارات أصدرها مجلس الأمن بهذا الخصوص، إلا أن تقرير منظمة “أمريكيون” يؤكد أن هذه القرارات لا تخول التحالف في شن هجمات “عشوائية” على المناطق المدنية، أو فرض حصار خانق على اليمن.

 

١٦٠٠٠ غارة جوية على اليمن

 

وأوضح التقرير بأن التحالف السعودي قام بأكثر من ١٦٠٠٠ غارة جوية، واستهدفت كثير منها مناطق مدنية، بما فيها مخيمات للاجئين، والمدارس، والأسواق، وحفلات الزفاف، وقاعات الجنائز. كما هاجم التحالف المستشفيات في شمال اليمن، بما فيها مستشفيات مدعومة من منظمة أطباء بلا حدود. وقد تم تفجير مستشفى أب في محافظة حجة في ١٥ أغسطس ٢٠١٦م، ومستشفى عبس والقموري في المحافظة نفسها. وبحسب “أطباء بلا حدود” فإن هذا الهجوم الجوي “كان الرابع والأكثر فتكا على المرافق الطبية المدعومة من المنظمة”.

ومن بين آلاف الغارات الجوية التي نفذها التحالف السعودي، وثقت منظمات حقوق الإنسان – وبينها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش – ١٩ غارة جوية تم استخدام فيها المقاتلات الحربية بذخائر عنقودية من طراز BL755 بريطانية الصنع والمحظورة دوليا.

وبالإضافة إلى الحملة الجوية، فرض التحالف السعودي حصارا شاملا على اليمن، وكان له تأثيره المدمر على حياة ملايين اليمنيين، حيث تستورد البلاد ٩٠٪ من بضائعها. وقد فرض الحصار قيودا صارمة على استيراد الغذاء والماء والوقود، وتم تقييد حركة مطار صنعاء وتشديد الإجراءات ضد استيراد الإمدادات الطبية وغيرها. ونتيجة لذلك، أصبح اليمن واحدا من أسوأ البلدان التي تعاني من الأزمات الإنسانية في العالم، حيث حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين من أن أكثر من ٢٢ مليون شخص بحاجة إلى مساعدات، بينما يوجد قرابة المليونين يعانون من النزوح داخليا.

 

أكبر كارثة من صنع الإنسان في العالم 

 

وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية بسبب الافتقار إلى المرافق والبنية التحتية الصحية الكافية. ووفقا لما ذكره مديرو منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ، فإن “أقل من نصف المرافق الصحية في اليمن تعمل بكامل طاقتها”. ونتيجة لذلك، لا يواجه اليمنيون فقط نقص الغذاء، بل يواجهون أيضا تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والدفتيريا والملاريا. ومنذ أبريل ٢٠١٧، أصيب أكثر من مليون يمني بالكوليرا وتوفي أكثر من ألفين، في حين تقول منظمة الصحة العالمية أنه منذ أكتوبر ٢٠١٧ أثر تفش الدفتريا على أكثر من ١٣٠٠ شخص، ٨٠٪ منهم من الأطفال.

وانتهى تقرير منظمة “أمريكيون” بوضع جملة من التوصيات، ومنها إنهاء الحصار على اليمن، والسماح بتدفق المساعدات إليه، وإعادة فتح مطار صنعاء، وأن يعمل التحالف السعودي على التعاون الكامل والشفاف مع فريق الخبراء الأمميين بغرض وقف جميع الغارات الجوية “حتى تتمكن لجنة دولية مستقلة وحيادية من التحقيق في جميع مزاعم الهجمات على المدنيين”، كما أوصى التقرير بوقف “جميع المعارك فوراً للعمل على التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء النزاع”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى