سوالف راس القدو: مصْبنة القرعان

البحرين اليوم – (راس القدو)

من كم يوم وأنا أدوّر على طوفة هبيطة أشدخ فيها هالقدو. بس ما عندي إرادة قوية، والحق ينقال.

العيد ما حسّيت فيه بسبب غيبة الحبايب. اللّي في السجن.. واللّي في الغربة من ديرة لديرة.. واللّي ضايع في البراري والمقابر ومو محصّل ليه مكان ينخش فيه من هالمجرمين. قالت لي أم علاّوي أروح إلى ربعي لشْيوبه وأسلّي روحي اشويّه. زنّت عليي بعد غده العيد. طاوعتها، ويا ريتني ما سمعت كلامها.

في بيت حجي صالح تلايموا الرّبُع. رزّيت روحي قرب الباب عشان من تنبط جبدي أشيل عليه، لأني أعرف حجي صالح.. فاتح مجلسه للخنين والخايس. صبّرني على القعدة هذا القدو اللي يسونه بيت حجي صالح، صراحة يجيب الراس عدل، ويخلّي الواحد ينسى همومه. بس من دخل الأقرع المجلس جتني نغزة في قلبي. حسّيت كأن واحد زعطوط جاي يستعرض على ناس قدْ جدّه. بناتي يسمونه “أبو الفسو”، من كثر الدخان الخايس اللّي يطلعه لمّه يصوّر روحه وهو يتكلم وينشر هراره في التلفون. بناتي يلزمون عليي عشان أشوفه، ويقولون لي: “أبويي شوف أبو الفسو ويش يقول.. يمبي الناس تروح للملك وترقص ليه عشان يطلع المساجين”. وعشان يخلوني أنفرز عليه زيادة يقولون لي: “أبويي.. صدق ليش ما تروح واتخليه يطلع أخونا علاوي؟”. البنات عرفوا ليي.. يخلون التلفون بعيد عني وأنا أطالع فيه، لأن كل مره يراوني إياه كنت اتفّلْ عليه واسوي التلفون كله زبد من التفّال. من يشوفوني استعد عشان اتْفّل يشيلون التلفون بعيد بسرعة ويشيلون عليه وهم يضحكون..

يعني آخرتها يجي قدامي ويهد عليي اشْلخ ماله! لا وجاي وياه الشلاخ الكبير اللي يهاجل من مكان لمكان عشان يدخل الزحرمان ويجمّع ليه جم من روبية. جوّدت روحي قدْ ما أقدر، وقمت أنفخ في القدو العدل وحقرت لهْرار اللي يهدّونه على اللي في المجلس. بس صراحة صعبة الواحد يستحمل هالمصبنة، قاموا يهرون ويمبون الناس تنسى اللي صاير، وتفتح صفحة جديدة على قولتهم، ويمدون إيديهم للملك، ويدخلون البرطمان. وكأنه ما صار شي، ولا في ناس إنْقتلت واتعذبت. انتفخ وجهي كله، ورميت كل التّفّال اللي جمّعته يوم العيد ورميت في وجه الأقرع وصاحبه السرسري، وطلعت سيده وراسي مرتاح.