حكايات الضحايا

الطالب حسين جعفر بو حمد.. ضحيّةُ مسرحيةٍ أخرجها الخليفيّون

752ae033ac2c24b6b9b95812c97d7f29
حكايات الضحايا-البحرين اليوم:

كات يتهيأ لبدء دراسته الجامعية في قسم المحاسبة في جامعة البحرين. لكنه وجد نفسه حبيس جدران السجن منذ أوائل شهر سبتمبر من العام الماضي. إنه الطالب حسين جعفر عبدالله بوحمد من مواليد العام 1996 في المنامة.

كان جاسا في منزله يتناول طعام العشاء مع عائلته عندما طوّقت أعداد ضخمة من قوات المرتزقة الخليفية المنطقة وأغلقوا المنافذ، ثم اقتحموا المنزل واعتقلوه.

وبعد ذلك بدأت فصول مسرحية جديدة أخرجها الخليفيون.

كان المسرح منزلا مهجورا في بلدة بني جمرة، وضعوا فيه الأسلحة وجاؤوا بالطالب حسين بعد أن أشبعوه ضربا ليصورا مسرحية إلقاء القبض عليه في ذلك البيت مع الأسلحة.

وبعد تصوير فصول المسرحية أخذوه إلى مبنى التحقيقات الجنائية، ليأتيهم أول اتصال منه بعد منتصف الليل ليخبرهم أنه بصحة جيدة وبنبرة صوت تكشف عن هول التعذيب الذي تعرض له في المعتقل.

خفافيش الظلام قدمت مرة ثانية إلى منطقتهم لتعتقل جارهم الأستاذ خليل الحلواجي ثم وصلت بهم “الخسّة” والتجرّد من القيم إلى حد الطلب منه الإعتراف على جارهم الحلواجي.

غابت أخباره لمدة خمسة أيام، ذاقت خلالها العائلة الأمرّين على أيدي قوات المرتزقة التي اقتحمت منزلهم مرّتين خلالها، غير آبهين لطفل صغير نائم أو امرأة كبيرة. عبثوا بمحتويات المنزل وصادروا ماوقعت عليهم أيديهم.

والدته لم تكن تصدّق ما حصل.. فالحكومة تستعين بالمرتزقة الأجانب لانتهاك حرمة منازل أهل البلد الأصليين، وتعذيب أبنائهم في غياهب السجون.

نُقِل إلى سجن الحوض الجاف ليمكث فيه أكثر من عام، حيث تؤجل السلطات محاكمته مرّة بعد أخرى، ومن المقرّر أن تُعقد جلسة محاكمته اليوم الأحد 22 نوفمبر.

وأما تهمته فكانت تأسيس خلية وحيازة أسلحة ومتفجرات، وقد أجبروه على التوقيع على اعترافات، ولفّقوا ضده قضية أخرى (تجمهر).

العائلة تزوره في السجن ولكن بلا أحضان ولا قبل، فتعود والدته بعد الزيارة وقلبها كله حسرة عليه. فهي تراه وتحدثه من وراء الزجاج. وفوق كل تلك المعاناة؛ فإن العائلة تدفع تكاليف اقامته في السجن!

فالطعام الرديء الذي تقدمه السلطات في السجن يجبر المعتقلين على شراء الأطعمة من (حانوت) السجن، وأما ثمن بطاقات الإتصال الهاتفي فتدفعها عائلته أيضا فضلا عن تزويده بالملابس.

والدته كانت تتطلع لرؤية ولدها وهو يكمل دراسته ويدخل عشّ الزوجية، بعد أن بنت له شقّة ممنية النفس برؤية الأحفاد. لكنها اليوم تطيل النظر في ملابسه الجامعية التي كان من المقرّر أن يرتديها عند بدء الدوام بدل من ملابس السجن التي يرتديها اليوم.

حسين لم يُحرم من دراسته وإكمال نصف دينه فحسب؛ بل حُرِم من ممارسة هواياته الرياضية في كرة القدم والطائرة وحمل الأثقال. وكان في ذات الوقت الذي يعتني فيه بجسده، كان يواظب على حضور الصلوات في المسجد.

ترك غيابه أثرا كبيرا على عائلته الكبيرة، وخاصة أخية الأصغر علي الذي يبكيه كلما يتذكّر ليلة اعتقاله.

والدته أكّدت لوكالة أنباء (البحرين اليوم) على مظلومية ابنها سواء عبر اعتقاله التعسفي أو عبر تلفيق التهم له، فهو “لم يرتكب جرما” على حد قولها، بل هو طالب بحراني يسعى لإكمال دراسته وبناء مستقبله ورفع اسم بلده عاليا.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى