العالمما وراء الخبر

البحرين مقر لحلف “ناتو” شرق أوسطي!

البحرين اليوم – (خاص)

متابعات

ما ورء الخبر

تولى ملك الأردن عبدالله الثاني مهمة الترويج لمشروع حلف عسكري شرق أوسطي على غرار حلف الناتو. جاء ذلك في مقابلة متلفزة مع شبكة سي أن بي سي الإخبارية الأميركية. أعرب عبدالله خلال المقابلة عن تأييده لتأسيس مثل هذا الحلف بين دول تشترك في الرؤية والتفكير, لكنه شدد على أهمية وضوح مهمات الحلف حتى لا يُربك الجميع بحسب قوله.

وبعد هذا الترويج للفكرة تعددت التكهنات بشأن الدول التي سيضمها الحلف وعما إذا كانت إسرائيل من بينها, وعن العلاقة التي تربطها بالولايات المتحدة زعيمة حلف الناتو, وكذلك عن الهدف من تأسيسه وهل هو مواجهة إيران أم أمرا آخر.

وقبل الدخول في التفاصيل لابد من الإشارة أولا إلى أن هذا الطرح الأردني جاء في سياق تطورات إقليمية وأميركية. فعلى الصعيد الإقليمي كشف وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس عن نشر “إسرائيل” منظومة رادارات في كل من الإمارات والبحرين. كما أن رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي دعا في وقت سابق الولايات المتحدة إلى قيادة تحالف إقليمي لمواجهة” التهديدات الإيرانية”.

وبموازاة هذه الدعوة فإن مشرعين أميركيين أمهلوا وزارة الدفاع البنتاغون مهلة 180 يوما لإعداد استراتيجية لدمج الدفاعات الجوية الإسرائيلية مع نظيرتها في تسع دول عربية هي دول مجلس التعاون الست إضافة للأردن والعراق ومصر بقيادة أميركية.
يضاف إلى ذلك أن هذا الطرح يأتي في وقت تشهد فيه علاقات بعض دول المنطقة تصاعدا متناميا مع “إسرائيل” على مختلف الصعد, من اقتصادية وأمنية وعسكري. تأتي في طليعة تلك الدول البحرين والإمارات والسعودية.

فالبحرين هي أول دولة عربية تستضيف ضابط ارتباط إسرائيلي, وهي محطة لزيارات لمسؤولين صهاينة أبرزهم رئيس جهاز الموساد والدفاع ورئيس الوزراء وغيرهم, فهي الدولة الخليجية الأنشط على صعيد تعزيز الروابط مع دولة الاحتلال.
تأتي بعدها في المرتبة الثانية الإمارات التي نشرت فيها إسرائيل منظومة رادارات كما أسلفنا .

وأما بالنسبة للسعودية فلم يعد خافيا على أحد علاقاتها مع كيان الاحتلال ولم يعد إعلان التطبيع سوى مسألة وقت وسط توقعات بأن يعلن عنها خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرياض الشهر المقبل.

وفيما يتعلق بالأردن فهي الأخرى عززت علاقاتها مع “إسرائيل” وكان آخر تطور على هذا الصعيد هو اتفاقيات إمدادات الغاز والماء مقابل الكهرباء. إلا أن ما يتعلق بالعراق فلا يبدو أن الطريق معبدة لانضمامه إلى مثل هذا الحلف . فلقد صوت البرلمان العراقي على قانون يجرم التطبيع مع دولة الاحتلال, كما أن القواعد العسكرية الأميركية في العراق لديها أنظمة دفاعية ضد الهجمات صاروخية.

لكل ذلك فإن ماعناه ملك الأردن بالدول ذات الرؤى والتفكير المشترك, هي الدول التي طبعت علاقاتها مع كيان الاحتلال وفي مقدمتها الأردن ومصر والإمارات والبحرين إضافة إلى السعودية التي تقود حملة معاداة إيران وتحويلها إلى عدو للعرب بدلا من “إسرائيل”. وأما بقية دول الخليج وخاصة الكويت وقطر وعمان فمن الواضح أنها تنأى بنفسها عن الدخول في تحالفات عسكرية ذات أهداف عدائية رغم وجود قواعد عسكرية أجنبية فيها.

إذ يبدو أن هدف هذا التحالف هو الوقوف بوجه إيران التي تحتفظ معها هذه الدول الأربع بعلاقات جيدة بل إن بعض تلك الدول أقرب لطهران من قربها لبعض دول مجلس التعاون الخليجي ومنها عمان وقطر المرشحة لاستضافة المفاوضات النووية.
وما يعزز فرضية أن الحلف المرتقب فيما لو أبصر النور سيكون موجها ضد إيران, هي الدعوات الأميركية والإسرائيلية, إضافة إلى تحويل قضية فلسطين إلى قضية ثانوية, بل خذلان الشعب الفلسطيني.

ففي الوقت الذي تعزز فيه بعض دول المنطقة علاقاتها بدولة الاحتلال, فإن قوات الأخيرة تستبيح المدن الفلسطينية والحرم القدسي, لتقتل وتهجر وتنتهك
المقدسات وسط صمت عربي يتصاحب مع تعزيز للعلاقات مع كيان الاحتلال. وتبدو البحرين رائدة على هذا الصعيد, سواء طبقا لما أسلفنا وهو ما يعني أن البحرين التي حولها النظام الخليفي إلى قاعدة عسكرية للقوات الأميركية والبريطانية ولعسكريين إسرائيليين, ستكون المرشح الأبرز لاستضافة مقر حلف الناتو الشرق الأوسطي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى