اوروبا

باحث امريكي يتساءل: لماذا أصيبت السعودية بجنون العظمة فجأة؟

من واشنطن-البحرين اليوم

كتب “جيمس جيلفين” أستاذ التاريخ الحديث في منطقة الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا مقالة الجمعة (20 أكتوبر 2017) تحت: عنوان “لماذا أصيبت السعودية فجاة بجنون العظمه؟”. تطرق فيها إلى الأسباب التي أدت إلى إحداث تغيير كبير في السياسة السعودية خلال العقد الأخير.
وأوضح الكاتب أن السعودية كانت تعتمد على ثروتها النفطية الهائلة وعلى والولايات المتحدة لضمان أمنها، فهي “تستخدم الثروة لشراء الأصدقاء ودفع الأعداء والأعداء المحتملين، وتستخدم أمريكا الثانية لضمان بقائها”، موضحا بأنها لم تتدخل مباشرة في شؤون جيرانها.

لكنه بيّن أن هذه السياسة تغيرت خلال خلال العقد الماضي عندما تدخلت السعودية عسكريا في البحرين واليمن، وساعدت في تمويل عملية الإنقلاب التي أطلقها عبد الفتاح السيسي في مصر عام 2013، و دعمت المتمردين في ليبيا وسوريا، وشكلت تحالفا دوليا يزعم أنه لمحاربة الإرهاب، وقادت حملة مجلس التعاون الخليجي ضد جارتها الصغيرة، قطر.

وبين الكاتب ووفقا إلى التطورات الأخيرة، بأنه “من الواضح أن المسؤولين السعوديين يفترضون أنهم لم يعد بإمكانهم الاعتماد على ضماناتهم الأمنية التقليدية وهي النفط والولايات المتحدة، ويبدو أنهم يتصورون أن الضمان الوحيد لأمنهم هو استعراض عضلاتهم”.

واعتبر أستاذ التاريخ في جامعة كاليفورنيا أن هناك ثلاثة أسباب للتحول في الموقف الأمني السعودي، وهي الانتفاضات العربية في عامي 2010 و 2011، وسياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وانهيار أسعار النفط.

وفيما يتعلق بالسبب الأول لهذا التحول فرأى “جيفلين” أن السعودية نظرت إلى الانتفاضات العربية باعتبارها كارثة محتملة، إذلم تكن الانتفاضات مهددة فقط للحلفاء المستبدين للسعودية مثل مصر والبحرين، ولكن للنظام الإقليمي وأسس شرعية للسعودية أيضا”، مضيفا ” كما هددت الانتفاضات بتوسيع نطاق الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة – وهو أمر يخشاه النظام السعودي” الذي غضب على سياسة أوباما الداعمة للإنتفاضات العربية.

واعتبر الكاتب أن ذلك يقودنا إلى السبب الثاني وهو سياسات أوباما حول الشرق الأوسط، إذ كان يعتقد بأن الولايات المتحدة يجب أن تركز اهتمامها على شرق آسيا، وليس على منطقة معرضة للصراع والركود الإقتصادي مثل الشرق الأوسط. وبالتالي كان أوباما يتطلع إلى خفض التزامات أميركا في المنطقة، معتبرة أن ذلك هو أحد الأسباب التي أدت إلى توقيع الاتفاق النووي الإيراني، لأن إستراتيجية أوباما الكبرى جعلت حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة يخشون التخلي عنهم.

وأما السبب الأخير للتحول في السياسة السعودية فهو انهيار أسعار النفط منذ شهر يونيو 2014 الذي دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى طرح خطة لتقليل اعتماد المملكة على النفط بعنوان “رؤية 2030″، وتعتمد على تقليل الدعم الحكومي للمواطنين وتطوير مصادر دخل أخرى غير النفط.

لكن الكاتب رأى أنه “ومن غير المحتمل أن تكون هذه الرؤية أكثر نجاحا من حرب اليمن الفاشلة المسؤول عنها أيضا محمد بن سلمان”، بحسب قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى