الخليجاوروبا

فشل “الحملة” على النشطاء بعد ملاحقة أحمد عسيري.. ومعلقون: “التكنولوجيا الرخيصة انتصرت على مملكة النفط”

 

البحرين اليوم – (خاص)

أكد مراقبون “فشلَ” الحملة التي يشنها آل سعود وآل خليفة ضد النشطاء البريطانيين والبحرانيين الذي لاحقوا الناطق باسم الحرب السعودية على اليمن، أحمد عسيري، في العاصمة البريطانية نهاية الأسبوع الماضي، ورموه بـ”البيض” متهمين إياه بارتكاب “جرائم حرب”.

وأشارت أوساط متابعة إلى أن ما وصفوها بـ”الحملة المسعورة” التي قام بها الإعلام السعودي والخليفي؛ وصلت إلى “طريق مسدود” مع الاتصال الذي قام به ولي ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، برئيس الحكومة البريطانية جونسون، وقد أبدى الأخير “ما يُشبه الاعتذار” عما حصل لعسيري، إلا أن ناشطين أوضحوا بأن الموقف البريطاني الرسمي “لن يكون له أي صدى أو تأثير سلبي على النشطاء”، ولاسيما بعد أن تحولت الحادثة إلى “الخبر الرئيس” في أغلب المحطات ووسائل الإعلام الدولية، وتسابقت وكالات دولية لشراء فيديوهات وصور ملاحقة النشطاء لعسيري وردّه عليهم بحركة بذيئة بإصبعه الوسطى.

وقد أقرّ معلقون سعوديون مقربون من النظام السعودي بأن الحكومة البريطانية “لا يمكنها ضمان” عدم تكرار ملاحقة أي مسؤول سعودي أو غيره خلال زيارته إلى بريطانيا، حيث تُتيح القوانين البريطانية الاحتجاج والتظاهر العلني وحماية المحتجين، كما أن “رمي البيض” لا يعد اعتداءا بحسب هذه القوانين. كذلك يُتيح القانون المحلي اعتقال المواطنين لأيَّ مشتبه به بارتكاب جرائم خطيرة، ضمن القانون المعروف بـ”اعتقال مواطن” والذي حاول الناشط البريطاني سام والتون تنفيذه واعتقال عسيري لولا تدخّل الحرس الشخصيين التابعين للسفارة السعودية.

بيبي بي

في هذا السياق، قال السعودي إبراهيم الهطلان مساء أمس الأحد، الثاني من أبريل، في مقابلة مع قناة البي بي سي (العربية) بأن ملاحقة النشطاء للشخصيات الرسمية ستتكرر بغرض إحراجهم أمام الرأي العام، بحسب تعبيره. وأقر الهطلان بأن القدرة المالية والإعلامية لآل سعود أخفقت في مقابل القدرة المتواضعة إعلاميا وماديّا التي يملكها النشطاء.

وتحدث في المقابلة كذلك الدكتور مكرم خوري الذي استنكر حديث المعلق السعودي عن الانتماء المذهبي للنشطاء البحرانيين الذين شاركوا في الاحتجاج، وقال إن ذلك محاولة لـ”طأفنة” الحدث. وأكد خوري بأن ما قام به النشطاء محميّ في إطار القانون البريطاني ضمن قانون ١٩٨٤.

وأوضح خوري بأن تأثيرا كبيرا أحدثه احتجاج النشطاء على مستوى الإعلام السياسي، وقال إن كل قدرات السعودية المالية والسياسية “فشلت وسقطت” أمام هذا الاحتجاج الذي قام به النشطاء الذين استعلموا “أرخص وسائل التكنولوجيا” مع وجود وضوح في “التفكير السياسي والتنظيم الجيد وترتيب الأمور في العلاقات العامة”، ولخّص ما حصل بقوله: “التكنولوجيا الرخيصة انتصرت على مملكة النفط”، حيث سلطوا الضوء على ما تقوم به السعودية في اليمن، وقد نجحوا في ذلك من غير “صرف أموال باهظة”، بحسب تعبيره.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى