الخليجالعالم

كاتب في صحيفة هندية يدعو ترامب للتحقق من المغالطة المزعومة بشأن “قيادة” السعودية للعالم السني

الكاتب الصحافي سعيد نجفي
الكاتب الصحافي سعيد نجفي

نيودلهي – البحرين اليوم

مع بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية اليوم السبت، ٢٠ مايو ٢٠١٧، فإن الكاتب الصحافي المعروف سعيد نجفي يفضّل أن يضيء “جملة من النصائح” التي يدعو ترامب لأخذها بعين الاعتبار أثناء هذه الزيارة التي قال مراقبون بأن السعوديين “جهزوا لها على نحو واسع، ويتأملون أن تمنحهم المزيد من الدعم في ظل الوضع المحلي والإقليمي غير المستقر الذي يواجهونه”.

وقال نجفي في مقال نشره اليوم السبت في صحيفة “thecitizen” الهندية المستقلة، بأن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يقف وراء تنظيم زيارة ترامب، “سيحاول أن يُثبت للعالم السني بأسره بأنه يخضع للنفوذ السعودي”. إلا أن على ترامب، يقول المقال، أن يتحقق بنفسه من بعض الحقائق، مقترحا الكاتب الإطلال على الموضوع من خلال باكستان التي تضم أكثر من ٢٠ بالمئة من السكان الشيعة.

وجاء في المقال بأن محمد بن سلمان عليه أن يعلم جيداً بأن رئيس الجيش الباكستاني السابق، الجنرال راحيل شريف، والذي يرأس الآن “القوات الإسلامية” التي ترعاها السعودية ضمن ما يُسمى بالتحالف العسكري الإسلامي (أن راحيل شريف) نشأ داخل الجيش الباكستاني الذي اعتاد على أن ينشد خلال تدريباته بهتاف “يا علي يا علي”، في إشارة إلى الإمام علي بن أبي طالب، وأشار المقال إلى أن هذا الهتاف يتعارض مع العقيدة الوهابية التي يتركز عليها النظام السعودي.

وينتقد المقال “المغالطة” التي تقول بأن “السعوديين هم قادة السنة في العالم”، ويرى ذلك “بعيدا عن الحقيقة”، ووضعَ الكاتب ترويج هذه “المغالطة” في سياق ما تقوم به السعودية من تأسيس جبهة وقيادتها بغرض “مناهضة إيران”. وأوضح بأن السعوديين هم أتباع محمد بن عبد الوهاب، ويشمل أتباع ابن عبد الوهاب أشخاصا مثل أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة والتكفيريين.

وأشار المقال إلى الموقف السعودي من الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي على حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وقال بأن الرياض كافأت السيسي بثمانية مليارات وأكثر نظير هذا الانقلاب. ويفتح المقال هذا الحدث للتأكيد على أن جماعة الإخوان مثلت على الدوام “كابوسا” للسعوديين، وبالتلاقي مع الثورة الإسلامية في إيران، إلا أن المقال يقترح العودة إلى “حدث أكثر دراماتيكية صدم المجتمع داخل السعودية لسنوات قادمة”، ورأى أن هذا الحدث “يفسر قدرا كبيرا من العصبية السعودية المستمرة حتى اليوم”، وهو محاولة جيهمان العتيبي الاستيلاء على المسجد الحرام في مكة في ٢٦ نوفمبر ١٩٧٩م، لإعلان الاحتجاج على “فساد وانحلال النظام الملكي السعودي”، وذكّر بأن العتيبي حوصر لمدة أسبوعين، واستعان آل سعود بقوات خاصة باكستانية وفرنسية وأمريكية لدخول المسجد الحرام وسحق المسلحين “المتمردين” هناك.

يقول المقال بأن هذا الحدث رسّخ “حالة بائسة” بحسب تعبير الكاتب، فقد تحول ضباط أميريكيون وفرنسيون “مؤقتا” إلى الإسلام، لكي يتمكنوا من دخول المسجد الحرام. يضيف المقال بأن “ترامب سيجد في هذه القصة شيئا مسليا”.

يذهب المقال إلى أن السعودية تعمل على “إبراز الانقسام السني الشيعي” في العالم الإسلامي، وهم يأملون من ذلك “إعادة توجيه مشاعر السنة في إيران”، وذلك لكي يسيطر “الخلاف الشيعي السني، على الصراع الوهابي السني”. وأكد بأن المناوشات الأخيرة التي تظهر في أقاليم بلوشستان الإيرانية والباكستانية “هي امتداد للصراع الشيعي السني الذي يعمل السعوديون على العمل الإضافي لتوسيعه”، وهو ما دفع الإيرانيين إلى توجيه تحذيرات ضد ما وصفوه بـ”الاستفزازات السعودية”، ومن ذلك التحذير الذي صدر عن قيادات عسكرية إيرانية وقالت فيه بأن “مكة والمدينة فقط ستكون هي المدينتان الآمنتان” بالنسبة لآل سعود، وذلك في حال اضطرار إيران لرد انتقامي على أعمال عسكرية سعودية ضدها، في أعقاب تصريحات متلفزة لمحمد بن سلمان هدد فيها بنقل “المعركة” إلى داخل إيران.

ولكن المقال يرى أن هناك دورا “مثيرا للشفقة” ويُشبه “دور المرتزقة” تقوم به باكستان في هذا السياق. حيث أنشأت باكستان مئات المدارس الدينية “كمفرِّخات” لمساعدة الأمريكيين في مواجهة السوفييت، وبمساعدة من السعوديين الذين عملوا على تعزيز “المجاهدين الوهابيين كحصن ضد إيران”. ومنذ أكتوبر ٢٠٠١م، اضطرت باكستان للدخول مع الأمريكيين في الضربات الجوية في أفغانستان، كما اتجهت للانضمام إلى “الحرب ضد الأصولية الدينية، وهي التي ساعدت على تعزيزها، ولا تزال تدفع ثمنا باهظا لها”.

يتجه الكاتب إلى البحرين للإضاءة إلى بقية المشهد، ويتحدث عن ٧٠ بالمئة من سكانها الشيعة. وهو يصف البحرين بأنها “دولة فريدة من نوعها”، حيث يُعارض غالبية السكان الشيعة النظام “السني”. ويدعو المقال ترامب إلى أن يعلم بأن حكم آل خليفة لا يحظى إلا بالحد الأدنى “من الولاء بين السكان”، كما هو الحال مع منصور هادي “الذي يعيش في الرياض، إلى حد كبير، تحت الحماية السعودية، في الوقت الذي يدعي بأنه رئيس اليمن، وتحيطه علامة استفهام كبيرة بشأن شرعيته”.

يتحدث المقال عن اتساع الثقافة الشيعية في إيران، العراق، لبنان، اليمن، باكستان، وشمال أفريفيا، إضافة إلى انتشار الصوفية التي تتغلغل على نطاق واسع في “الجيوب السنية” بحسب تعبير الكاتب الذي يختم مقاله بالقول “لا يمكن التقليل من انتشار الشيعة، حتى في ظل آلة الدعاية السعودية. هذا ما يجب أن يلاحظه ترامب”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى