مقالات

ممانعة على قاعدة “للشهداء مبايعة”

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: عبدالله البحراني

كاتب من البحرين

 

نجحَ “خطُّ الممانعة” في كلِّ البلدان التي يتواجد فيها من خلْق معادلةٍ جديدة يصعب تجاوزها، فهو المُزاحِم الأوحد لسياسات الاستكبار والاحتلال ما دام لم يحِدْ عن العناوين العامة لهذا الخط. في إيران ولبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن وغيرها.. تحلّى أصحابُ فكر الممانعة بصلابةٍ في القضايا المبدئيّة، وتحملّوا التسقيط والطعن والحروب، ولكن النهاية الخيّرة كانت، وستكون، لهم.
تتحيّن الأنظمةُ الطاغوتية في هذه البلدان لاقتناص فرص الانقضاض على خطّ الممانعة وفكرها، ومحاولة طمْس معالمه، وبالتالي القضاء عليه، إلا أن الفشل هو مصيرها، فالممانعة فكرٌ قبل أن تكون ممارساتٍ تخلق الضّيق والرُّعب في نفوس الطغاة.
في البحرين، انبثقت نواة خطّ الممانعة في انتفاضة الكرامة عام 1994م من خلال قادة الشّعب ورموزه الأوائل، وبقيادة الشّيخ الشجاع عبدالأمير الجمري (رضوان الله تعالى عليه) بمعية الأستاذين الفاضلين عبدالوهاب حسين وحسن مشيمع، حيث قادوا الشّعبَ بروحٍ ثوريّة مرنة، ولم يقبلوا المساومة على حقوق الناس، واختاروا السجن على أنْ يضحوا أو يتاجروا بجراحات الشعب ودماء شهدائه.
ما بعد الانتفاضة؛ استمر التعامل بهذا الفكر، ومن خلال القادة أنفسهم، وتعاطوا مع العصابة الخليفية على المنوال نفسه الذي اختصره مفهوم الممانعة، ممّا خلق بيئةً مزعجة لمشروع الخداع الخليفي على مدى 10 سنين عجاف، إلى أن عزم الشعبُ على تصعيد الصراع مع الخليفيين وانطلقت الثورة الشعبية المباركة في 14 فبراير 2011.
خط الممانعة في البحرين، بما هو فكر ووعي وممارسة؛ يُعدُّ من نِعَم الله سبحانه وتعالى على الشّعب المظلوم، وهو من أعظم إنجازات قادة الشّعب، وعلى الشّعب أن يسعى للمحافظة عليه بكلِّ ما يملك، لأنه ضمانة العزّة والكرامة ورُوح الدين والاستقامة في هذا الزمن الذي تتكالب فيه القوى الشّيطانية على ثروات ومقدرات الدول الضعيفة والحكّام العملاء، وإنّ من علائم الحفاظ على هذا الخط هو إحياء ذكرى الشهداء الأبرار وتخليدهم في وجدان الجماهير والاقتداء بنهجهم المقاوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى