مقالات

لماذا يلجأ النظام إلى “الإرهاب” لإسكات شعب البحرين؟

 

البحرين اليوم – (خاص)

صادق البحراني

كاتب من البحرين

يتّهم المفكّرون الإسلاميّون الغرب ودول الاستكبار ومراكز القرار العالمي بإنشاء مؤسسات ضخمة موجّهة تستهدف “عقول” سكان العالم أجمع، لتحوّله إمّا أداة طيّعة بين أيديها أو عديم التأثير، ويكونون هم -أي الغرب وتوابعه- المؤثرين الوحيدين في كافة الساحات.

هناك خمس إستراتيجيات عامة يستخدمها الغرب ودول الاستكبار في محاربة “عقول” الناس:

أولها: الإلهاء والإشغال، حيث يُغمَر الإنسان في هذه الحياة ويكون شغله الشاغل العمل لتحصيل حاجاته الضرورية، كأنْ يعمل 12 ساعة في اليوم الواحد! ولدينا مثال في البحرين يحاكي هذه الإستراتيجية وهي وقت الدراسة للمرحلة الثانوية أو الجامعية.

الإستراتيجية الثانية وهي ملء الفراغ بالألعاب المشوّقة عديمة الفائدة والمفتقرة لعنصر التفكير الإيجابي النافع، بل هي تدمير للتفكير الواقعي المنتِج، وخيالية لدرجة كبيرة، وما يسهّل عملية اختراقها للمجتمعات الإسلامية هو عدم احتوائها على ما يخدش الحياء أو يخالف الدين.

أما الإستراتيجية الثالثة، وهي الأخطر، هو السعي الكبير والحثيث لجعل الإنسان بعيداً عن الأجواء الثقافية والمعرفية، بحيث لا يسمع درساً ولا يقرأ كتاباً، أي العمل على سياسة التجهيل الاختياري أو القسري، وهو ما يحدث لأغلب شبابنا في السجون الخليفية أو الذين يُطارَدون ويُضطرون لعدم الذهاب للمدرسة أو الجامعة كي لا يتم أسرهم.

أمّا الإستراتيجية الرابعة فتتمثّل في إيهام الإنسان بأن التفكير المستقلّ صعبٌ، وأشبه بالمستحيل، ويجعلونه مرتبطاً بما يبثونه من أفكار موجّهة تصبّ في خانة أهدافهم الشيطانية بعد ادّعائهم بشموليتها وصوابية أسباب تبنّيها.

وأخيراً، الإستراتيجية الخامسة وهي إدخال فكرة أن الهدف النبيل دوماً يكون بعيد المنال، وصعب الوصول إليه، بمعنى آخر: بثّ اليأس في كل من يحاول تحقيق هدف سامٍ وقصْد الحريّة والانعتاق من سطوة الديكتاتورية التي وضعوها هم في جسد العالم الإسلامي بالخصوص.

بعد استنفاذ هذه الإستراتيجيات الخمس وعدم فاعليتها في بعض المجتمعات والدول؛ فإن الدواء الأخير يكون بالتهديد والتخويف، أي بـ “الإرهاب”، وهذا ما حدث فعلاً لشعوب الصحوة الإسلامية، ومن ضمنها البحرين، فبعدما آيس الخليفيون وداعميهم من السيطرة على عقول البحرانيين، لجأوا إلى هوايتهم وعملهم الأصلي وهو “الإرهاب”، ومارسوه في أبشع صوره ضد الشعب البحراني الأعزل.

ما هو موقف شعب البحرين الآن؟

بعد النجاح المبهر الذي حققه الشعب البحراني في إفشال المخططات الخبيثة الرامية لتخديره وسلب حريته كرامته، والمرحلة الأخيرة التي بقت لدى العصابة الخليفية المجرمة وهي “الإرهاب”؛ كان حقيقٌ عليه -أي الشعب- أن يواصل مسيرته التي ستحدّد مصير الأجيال القادمة، وأن يواكب الأحداث المتسارعة في بلاده والمنطقة، وأن يكون في أعلى مستوى من الجهوزية لخوض أي استحقاق يضمن له حقّه في بناء الدولة التي يريد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى