حسين كاظممقالات

هل اكتشاف النفط الصخري في البحرين عامل إيجابي أو سلبي؟

البحرين اليوم – (خاص)

حسين كاظم

كاتب من البحرين

 

 

أعلنت السلطة الخليفية عن اكتشاف كميات من النفط الصخري والغاز العميق، وحمل الخبر صبغة البهجة والفرحة وكأن عرساً للتو قد أعد له، قبل كل شيء لا شك أن أي خير يدخل على شعب البحرين شيعة وسنة هو يدعو للبهجة والفرح، لكن الموضوع هذا يحتاج لعدة وقفات:

 

الأولى: النفط الصخري والغاز العميق وبحسب أهل الخبرة ينطويان على كلفة عالية في الاستخراج، ذلك لأن الأدوات والخبراء الذين يحتاجهم النفط الصخري لاستخراجه من الصخر وتسييله وإعادة قولبته في أنابيب كيميائية لتحويله لنفط صالح للاستخدام، يحتاج لمال ووقت كبيرين، فهل توصلت السلطة الخليفية لتقنية لاستخراجه بكلفة أقل من بيعه لاحقاً في السوق الدولي وفقا لسعر السوق؟

الثانية: أي خير يدخل على الشعب البحراني هو مدعاة للفرح كما قلنا، لكن النفط في الخليج عموماً وفي السعودية والبحرين خصوصا، تحول من أداة رخاء إلى أداة سلبية ومعول هدم، وإن كان بعض ذرات مدخولاته يروّح عن البحرانيين ثقلاً ماً في المعيشة، ألا أن النفط وعائداته يعد ورقة سياسية وذراعاً اقتصادياً لتجذير الدكتاتورية على المستوى الداخلي، وتصدير الإرهاب والرعب في سائر البلدان، كما فعلت دول الخليج في سوريا والعراق وليبيا وغيرهم.

الثالثة: أكثر من نصف عوائد النصف يدخل ميزانية مجلس العائلة الخليفية ولا يدخل في ميزانية الدولة، وهذا يفاقم من الأزمة في البحرين، حيث أن الأزمة فيهم لا معهم فقط، وإذا ما وجد عامل مقوٍ لهم، فإن المشكلة الوجودية الذي يعانيها شعب البحرين مع الخليفيين ستتسع (أو/و) ستطول.

الرابعة: المصروفات العسكرية ستكون متواصلة و”متصاعدة” مع أي عائدٍ إضافي، وهذا يفاقم المعاناة الإنسانية في البحرين، مع صمت مخزٍ ووقح من المجتمع الدولي، ذلك أن برميل النفط أغلى في ضمير الساسة من دم الإنسان.

 الشعب البحراني يأمل الخير دائماً، لكن السلطة الخليفية تحوّر الإيجابيات إلى عوامل سلبية تزيد من الدكتاتورية والشمولية في البلاد، بلا رحمة ولا هوادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى