سجن جوالمنامة

منظمات أهلية: منذ ٣ أشهر والسلطات تصعّد المضايقات على سجناء جو.. والرموز يتعرضون لحرمان متعمّد من العلاج

 

البحرين اليوم – (خاص)

قالت منظمات أهلية بأن السلطات الخليفية ضيّقت على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة القيود على نزلاء سجن جو المركزي في البحرين، وأنها “استهدفت بشكل خاص السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي، عبر زيادة سوء المعاملة”.

وأصدرت كلّ من منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، مركز البحرين لحقوق الإنسان، معهد البحرين للديمقراطية والحقوق، والمركز الأوروبي للديمقراطية والحقوق، (أصدرت) بيانا أمس الأربعاء، ٢٩ مارس، أكدت فيه بأن قيادات الثورة المعتقلين ضمن القضية المعروفة باسم (قضية الرموز الـ١٣)؛ تم إخضاعهم لحرمان مشدَّد من الرعاية الطبية.

ودعت المنظمات الحكومة الخليفية إلى “التمسك بمباديء الحياد الطبي، وحماية جميع المحتجزين من سوء المعاملة، والإفراج الفوري عن جميع السجناء المحتجزين لمجرد ممارسة الحقوق الأساسية في مجال حرية التعبير أو التجمع أو تكوين الجمعيات”، بما فيهم قيادات الثورة الثلاثة عشر.

وأوضح البيان بأنه منذ عملية الهروب من سجن جو، في الأول من يناير الماضي، قام مسؤولو السجن بتصعيد “تدابير القمع”، ونقلت عن السجناء الشكوى من إلغاء الزيارات العائلية أو تقليص مدتها، كما شكوا من التضييق في الشراء من متجر السجن، وحظر القنوات الإخبارية والدينية، كما تم إجبار السجناء على وضع القيود والأغلال عندما يخرجون خارج الزنازن، كما تجاهلت السلطات شكوى السجناء بشأن إلغاء المواعيد الطبية.

وذكر البيان بأن القيادات الثلاثة عشر – وهم “مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين الذين تعرضوا للتعذيب والسجن بسبب مشاركتهم في الحركة المؤيدة للديمقراطية عام ٢٠١١” – يتم حرمانهم من أبسط حقوقهم داخل السجن مع الإمعان في التضييق عليهم.

وأشار البيان إلى أن هذه القيود الجديدة أدت “إلى مزيد من التدهور في الظروف المعيشية داخل سجن جو، المتدهورة أصلا، مما أثر بشدة على صحة النزلاء”. وأكد إصابة العديد من القيادات المعتقلين بمضاعفات شديدة جراء الإهمال الطبي المستمر. وأشار إلى ثلاث حالات من الرموز، وهم:
عبد الجليل السنكيس

ajviaks_240
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعرض المدافع عن حقوق الإنسان والناشط السياسي الدكتور عبد الجليل السنكيس، الذي يعاني من متلازمة ما بعد شلل الأطفال ويعتمد على العكازات أو الكرسي المتحرك؛ (تعرّض) للإغماء ونُقل إلى عيادة السجن قبل أن يتم نقله إلى المستشفى العسكري. وأبلغ الأطباءُ السنكيس أنه كان في وضع شديد من الجفاف، وأن الحالة قد أثرت على دماغه ورئته. وقد وصِفت له العديد من الأدوية ونُصح بشرب السوائل. ومع ذلك، ومنذ هذا التشخيص، إلا أن سلطات السجن رفضت إحضار السنكيس إلى مواعيده المقررة ما لم يقبل ارتداء زي السجن، وأن يكون مقيّدا بالأغلال. ولم يوافق السنكيس على هذه التدابير الجديدة. وواصلت السلطات منعه من الحصول على العلاج حتى أُصيب بالتقيؤ والإغماء مرة أخرى، ليتم نقله إلى طبيب مختص بالدم. ويحتاج السنكيس، المحكوم بالسجن المؤبد، إلى متابعة صحية مستمرة، ولم تتمكن أسرته من رؤيته.
عبد الهادي الخواجة

215px-Abdulhadi_Alkhawaja
بدأ عبد الهادي الخواجة، المدافع عن حقوق الإنسان ومؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان، والمحكوم بالسجن المؤبد؛ (بدأ) يعاني من حالة خطيرة جديدة في عينه اليمنى، بما في ذلك الفقدان الكامل للرؤية بعد حلول الليل، وضعف ملحوظ في الرؤية خلال النهار. كما يعاني من الصداع والألم جراء العين المتضررة. ويشير الخبراء الطبيون إلى أن هذا يمكن أن يكون أحد أعراض تخثر الدم، وإشارة محتملة إلى أزمات صحية قد تكون أكثر حدة، بما في ذلك السكتة الدماغية الوشيكة. وعلى الرغم من حاجته للعلاج الطاريء، إلا أن السلطات رفضت طلبات الخواجة لحضور تعييناته الطبية ما لم يخضع للتفتيش المهين ويضع الأغلال. وقدم  الخواجة رسالة إلى السلطات لإجراء فحوصات جديدة، إلا أنه لم يتلق رداً.

وقال نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، السيد يوسف المحافظة “إن حرمان السجناء السياسيين، مثل عبد الهادي الخواجة، من الرعاية الطبية عندما تكون هناك حاجة ماسة إليها؛ هو مثال صارخ على تجاهل الحكومة المخجل لحقوق الإنسان الأساسية”، مشيرا إلى أن ذلك يُبرز عدم وجود ضغوط دولية حقيقية على النظام.

 

 

حسن مشيمع

220px-Hasan_Mushaima_à_la_Place_de_la_Perle_26_févier_2011

يقضي القيادي المعارض الأستاذ حسن مشيمع (٧٠ عاما) السجن المؤبد في سجن جو وهو يعاني من الحرمان الروتيني من الرعاية الطبية من قبل السلطات. ومن بين عدد من الحالات الطبية الأخرى؛ تعرض مشيمع لمرض السرطان، الأمر الذي يتطلب مراقبة روتينية، بما في ذلك إجراء الفحوصات كل ستة أشهر. ومع ذلك، فقد مضى مشيمع أكثر من ثمانية أشهر منذ أن سمح له المسؤولون بآخر فحص طبي. كما منعت القيود الجديدة في سجن جو الأستاذَ مشيمع من الحصول على الرعاية الطبية الكافية لأمراضه الأخرى.

وقال سيد أحمد الوداعي، المدير التنفيدي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، بأن الحكومة الخليفية “اتخذت عددا مذهلا من الخطوات القمعية الجديدة منذ بداية عام ٢٠١٧، بما في ذلك عمليات الإعدام وقانون الأحكام العرفية الذي يُطبّق عمليا”، وأكد بأن “هذا العدد الواسع من الانتقام ضد السجناء وخاصة، القيادات ال١٣ لا يخدم أي غرض آخر سوى تخويف سجناء الرأي ومعاقبتهم بشكل جماعي”.

وبدوره، قال حسين عبد الله، المدير التنفيذي لمنظمة (أمريكيون) “لقد كانت ظروف السجون سيئة للغاية في البحرين، والآن لا تكاد الحكومة تلبي حتى الآن الحد الأدنى من التزاماتها بتوفير الرعاية الطبية المنقذة للحياة للمحتجزين”. وأضاف “سواء أكان ذلك من التعذيب أو الإهمال الطبي؛ لا ينبغي أن يموت شخص آخر في زنزانة السجن بسبب الاعتراض على الحكومة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى