اوروبا

جريدة التايمز الإيرلندية: مخاوف من تسليم العريبي إلى بلد يعتقل 4000 سجين سياسي

البحرين اليوم-دابلن (مترجم)

لا يزال لاعب كرة القدم البحراني حكيم العريبي (الحاصل على اللجوء في أستراليا)، معتقل  في بانكوك، وقد ألقي القبض عليه هناك بموجب طلب من البحرين في نوفمبر الماضي، وذلك عندما وصل إلى مطار بانكوك في عطلة. على النقيض من هذا، بدأت الشابة السعودية رهف القنون (18 سنة)، والتي احتجزتها السلطات التايلندية أيضا لمدة 48 ساعة، (بدأت)حياة جديدة في كندا.

 

ومثل رهف، يخشى العريبي (26) من الإضطهاد في وطنه. خصوصا بعد أن حكمت عليه إحدى المحاكم في البحرين بالسجن لمدة عشر سنوات في عام 2014. واتُهم العريبي بتخريب مركز للشرطة خلال احتجاجات الربيع العربي.  وهو اتهام نفاه العريبي (اللاعب السابق في المنتخب الوطني للبحرين) الذي هرب إلى أستراليا، وتم منحه اللجوء فيها، قبل أن ينضم إلى  نادي (باسكو فالي) لكرة القدم في مدينة ملبورن.

في الشهر الماضي تم تمديد حبس العريبي في بانكوك مدة 60 يوما. وقال حينها في حال تم ترحيله إلى البحرين “سأجبر على الاعتراف بأشياء لم أفعلها أبداً”.

حكيم العريبي تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله في البحرين سابقا.  إنه مثل رهف يخشى على حياته. وقد ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) أنه استُهدف لأن شقيقه المسجون كان ناشطاً سياسياً يطالب بالتغيير. وتقول (HRW) إن التسليم محظور على اللاجئين المعترف بهم، والذين يمكن أن يتعرضوا للتعذيب في بلدانهم الأصلية.

وكان الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، والفيفا لكرة القدم إلى جانب الخارجية  الأسترالية قد انضموا إلى هيومن رايتس ووتش في الدعوة ل “عودته الفورية” إلى أستراليا (مكان إقامته كلاجىء).

 

اعترافات كاذبة

تعتقل البحرين أفراد عائلات السجناء أو المطلوبين. في 10 يناير / كانون الثاني، توصل فريق خبراء بالأمم المتحدة المعنيين بالاعتقال التعسفي إلى أن المنامة تقوم باعتقال أقارب الناشط الحقوقي سيد أحمد الوداعي لدوافع انتقامية، بسب نشاطه في لندن. ودعت الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري عنهم.

وقد تم اعتقال شقيق زوجة الوداعي، سيد نزار إلى جانب والدتها هاجر منصور وابن أخيها محمود منصور في عام 2017. وبحسب التقرير فقد تعرضوا للتعذيب وانتزعت منهم اعترافات كاذبة. وحكم عليهم بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة زرع قنبلة وهمية. وكانت السلطات في البحرين قد أسقطت الجنسية عن مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية السيد أحمد الوداعي.

في ذات السياق رفضت السلطات في البحرين دعوة الأمم المتحدة هذا الشهر لإطلاق سراح الناشط البارز نبيل رجب (54)، والذي سُجن بتهمة نشر “تغريدات “كاذبة”، لا تقع ضمن حرية التعبير”. بحسب التعبير الرسمي لوزارة الداخلية في البحرين. وقد تزامن صدور بيان الأمم المتحدة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى  الجزيرة التي تستضيف قاعدة الأسطول الأمريكي الخامس، وترتبط ارتباطا وثيقا بحليف الولايات المتحدة وهي السعودية.

وفي نهاية الشهر الماضي ، أيدت المحكمة العليا في البحرين الحكم الذي فرضته لمدة خمس سنوات على رجب ، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وذلك بسبب تغريدة ينتقد فيها العدوان السعودي على اليمن، وتغريدة أخرى يكشف فيها عن التعذيب في سجن جو (البحرين). وقالت نائبة المدير الإقليمي لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”، لاما فقيه، إنه “لم يكن يجب القبض عليه في المقام الأول، وأن التمسك بحكمه يشكل إجهاضاً قضائياً للعدالة”.

 

مظاهرات الديمقراطية

نشط رجب منذ تسعينيات القرن الماضي، ودافع عن حقوق العمال الوافدين في دول الخليج، بالإضافة إلى الحقوق المدنية في البحرين، وتعرض إلى الإعتقال مرارًا وتكرارًا بسبب نشاطه. تم تعيين رجب في المناصب العليا للمنظمات الدولية، مما جعله ناشطًا بارزًا. ولعب رجب دورًا رائدًا في مظاهرات البحرين 2011 للمطالبة  بالديمقراطية. وتم التصدي للاحتجاجات آنذاك من خلال حملة قمع مدعومة من السعودية والإمارات.

 

في 14 فبراير 2011 ، نهض البحرانيون ضد عائلة آل خليفة المدعومين من الولايات المتحدة وبريطانيا، منذ 1783. وكان المتظاهرون من (السنة والشيعة) قد اتخذوا دوار اللؤلؤة آنذاك في قلب العاصمة مقرا لهم، وتوسعت دائرة الاحتجاجات في عموم البلاد. وقمعت السلطات الاحتجاجات بالغازات والرصاص الحي. كما أرسلت السعودية 1000 جندي، إلى جانب 500 من الإمارات لدعم النظام في البحرين من أجل قمع الثورة.

وبسبب القمع قُتل ما لا يقل عن 164 متظاهراً، كما اعتقل الآلاف. وطال القمع هدم المساجد الشيعية الذين وصفهم النظام ب”الإرهابيين”. وحينها اعتقل قادة المعارضة والرموز الحقوقية. وبسبب التعذيب قُتل ما لا يقل عن 5 من السجناء. وفي الوقت الحالي يقدر عدد المعتقلين بحوالي 4000.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى