اوروبا

زوجة حكيم العريبي للغارديان: قضيت أول يوم من شهر العسل في السجن مع زوجي

البحرين اليوم-أستراليا (مترجم)

كتبت زوجة اللاعب المعتقل في بانكوك حكيم العريبي مقالا في جريدة الغارديان الأسترالية. وتقوم البحرين اليوم بنشره كما جاء بعد مراجعته وترجمته:

في ال 27 من نوفمبر، سافرت إلى بانكوك مع زوجي الحبيب، وهو لاعب كرة قدم محترف في البحرين. شعرنا بسعادة غامرة بأن نقضي شهر العسل معا في تايلاند لالتقاط الأنفاس. لم نحتفل بقضاء شهر العسل فقط ، بل كانت المرة الأولى التي يسافر فيها زوجي خارج أستراليا خلال السنوات الخمس منذ فراره من البحرين عام 2014 وحصوله على اللجوء السياسي (في أستراليا).

لقد اخترنا بانكوك لقضاء شهر العسل بسبب كل ما تقدمه من جمال، وخططنا لزيارتنا بالتفصيل معًا. لقد خططنا لركوب قارب هادئ معًا إلى أحد الأسواق العائمة الشهيرة لشراء فواكه استوائية وحرف يدوية محلية، وزيارة “أكواريوم” بانكوك الفريد من نوعه لتجربة المحيطات الفريدة، والتي قرأنا عنها. كنا نتطلع إلى قضاء وقت ثمين إلى جانب الشواطئ المشمسة، والمياه الزرقاء “الكريستالية” في رحلة ليوم واحد إلى جزيرة “فاي فاي” ، ولم نكن نطيق الانتظار حتى نرى المعابد البوذية الشهيرة على مستوى العالم.

 بين رهف وحكيم: لماذا استولى أحد اللاجئين على انتباه العالم بينما بقي الآخر في السجن؟ عوضا عن ذلك رأينا فقط جدران زنزانة السجن ، حيث كان زوجي محصوراً في مركز احتجاز فور وصولنا.

لقد تحول شهر عسلنا الذي طال انتظاره إلى أكبر كابوس يمكن تصوره. وما زال علينا أن نستيقظ بعد ما يقرب من ثمانية أسابيع من الألم النفسي والحزن الشديد.

قضيت اليوم الأول من شهر العسل – والأسابيع التي تلت ذلك – في زنزانة مشتركة مع زوجي بعد أن قررت طواعية البقاء إلى جانبه بعد اعتقاله الأولي.

سلطات البحرين تطارده، وقد أرسلت طلبا إلى السلطات التايلندية لتسليمه، بسبب تهم ملفقة ضده. أعلم أن زوجي لم يرتكب أي خطأ. إنه يعاقب بسبب تعبيره ضد الانتهاكات في البحرين. وفي حال لم يطلق سراحه ويعود إلى أستراليا فسوف فسأصاب بالإنهيار. لا أستطيع النوم ، لا أستطيع التنفس، لمعرفة مصيره المنتظر.

على الرغم من كل الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية الأسترالية، إلا أن السلطات التايلندية قررت احتجاز زوجي لمدة 60 يومًا للنظر في طلب سلطات البحرين. رجائي أن يفهموا أن زوجي هو أحد الناجين من التعذيب. القليل من يعرف ما يسببه ذلك من ألم.  أنا قلقة للغاية من عودته للتعذيب مرة أخرى. وبعد أكثر من 50 يومًا من الاحتجاز ، أعرف أن حالته النفسية تزداد سوءًا كل يوم ، وأن قلبي ينكسر عليه.

كان آخر يوم لي مع زوجي في 11 ديسمبر / كانون الأول، قبل نقله إلى سجن جديد، وعدم  السماح لي بمرافقته. قمت بزيارته في اليوم الذي تم فيه نقله (للسجن الجديد)، وستبقى في ذهني وقلبي صورته إلى الأبد وهو جالس في زي السجن، وقد تم حلاقة رأسه ولحيته.

هذا الرجل الجميل، والبطل الرياضي، والشجاع الذي عرفته في التعبير عن معارضته لقمع شعبه، كان محرجا لي رؤيته بتلك الهيئة. لا أستطيع التوقف عن التفكير والبكاء.

أضطررت أن أعود إلى (ملبورن) لأسباب أمنية، ولم أتمكن من التحدث إليه أو سماع صوته. ولم أتمكن من الحصول على رسائل من الصحفيين والمتعاطفين الذين التقوا به أثناء نقله إلى السجن.

مع شكري الكبير مع المتعاطفين، أود أن يخبروني كم يفتقدني، ويقلق كل يوم على صحتي، حيث بقيت وحيدة، وكان حكيم هو عائلتي في أستراليا.

نحن نعرف شدة ما سيواجهه، وعواقب تسليم المطلوبين. إن هذا معروف لدى البحرانيين بشكل جيد. وإن الشيء الوحيد الذي يساعدنا على الاستمرار ، ويعطيني وزوجي الأمل؛ هو الكم الهائل من الدعم الدولي الذي حصلت عليه قضيته.

 لماذا تعتبر محنة حكيم العريبي اختباراً للحركة الأولمبية نفسها

أنا ممتنة أبدا لجميع وسائل الإعلام ، ومنظمات حقوق الإنسان ، واتحادات كرة القدم ، والمسؤولين رفيعي المستوى الذين تحدثوا علانية لمساعدة زوجي. لقد كانت وزيرة الخارجية ، (ماريز باين)، صريحة في الدعوة إلى إطلاق سراح زوجي، كما أن الدعم الذي حظينا به أنا وحكيم من المجتمع الأسترالي مذهل. أنا أشكركم من أعماق قلبي.

لقد تقدم حكيم بطلب للحصول على الجنسية الأسترالية، غير أن الإجراءات بطيئة والمعاناة تتفاقم كل يوم. لا يجب أن يعاني أي إنسان بهذه الطريقة. آمل أن تتمكن الحكومة الأسترالية أن تسارع في  العمل مع الحكومات الأخرى لتأمين العودة الآمنة لزوجي إلى أستراليا.

أرجو المساعدة في انقاذ زوجي.

تنويه: لم تكن زوجة حكيم العريبي ترغب في استخدام اسمها وطلبت فقط أن يشار إليها باسم زوجته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى