المنامة

المعتقل محمد أحمد.. ثلاث سنوات من العذاب في سجن جو

المعتقل محمد احمد علي – سجن جو

البحرين اليوم-المنامة

انتهى المطاف بالمعتقل محمد أحمد (٢٤ سنة) إلى الرقود في المستشفى عل آلام السكلر تستريح وتهدأ. وأنى له أن يهنأ بطعم الراحة ويستقر باله وهو يترقب كل لحظة مجيء الجلادين لاقتياده إلى سجن جو سيء الصيت.
معاناة هذا الشاب تُعيد إلى الأذهان قصة الشهيد جعفر الدرازي، وتنعش الذاكرة بالشهيد محمد مشيمع اللذان رحلا من داخل الأسوار في عمر الزهور. وخلف الشهيد محمد رضيعه ( منتظر) الذي التقاه مرة واحدة قبل أن يتركه لينشأء يتيما بسبب حرمان والده من العلاج، وصعدت روحه لبارئها شهيدا على الظلم الذي يلحق بالسجناء السياسين من جلادين نُزعت الرحمة من قلوبهم.

بدأت المحنة المريرة مع الشاب محمد منذ لحظة اختطافه في 13-5-2016. حين علم الجلادون بأنه مصاب بفقر الدم المنجلي ( السكلر)، قرروا أن يتلذذوا بتعذيبه. ولكن هذا التعذيب لا يترك بصمات السياط والهاراوات على جسده، ولا يحتاجون إلى صعقه بالكهرباء!
نعم إنه مصاب بالسكلر، ولا يقوى على تحمل الأجواء الباردة؛ إذا فالتبدأ حفلة التعذيب النوعية..
عذبوه بسكب الماء البارد على جسمه، ووضعوه في غرفة شديدة البرودة.
هذه الرحلة من العذاب تسببت في إصابته بنوبات خطيرة في وقت لاحق. تنقل مصادر عائلية أنه تعرض إلى ما لا يقل عن عشرين نوبة حادة.
ويستمر التعذيب حيث ترفض إدارة سجن جو نقله إلى المستشفى، إلا إذا استعصى الأمر واضطروا لأخذه إلى العناية القصوى كما حدث لأكثر من مرة.

لا تسأل عن معنوياته، فهو ابن النخلة التي ما انحنت إلا لمن صيرها، وهو ابن جزيرة سترة التي ما إن تسمع باسمها تشعر بكبرياء أهلها وسخائهم في التضحية والبذل والصمود. غير أن أوجاع المرض تنخر في جسده النحيل.
رغم أنه نُقل إلى المستشفى لكنه في انتظار العودة إلى السجن. هناك سيعود لأنواع من العذاب.

يحتاج محمد لعناية خاصة ودورية، لكنه لا يحصل حتى على الحد الأدنى لاحتياجاته كصرف الدواء بانتظام، أو تناول وجبة خاصة لمرضه، أو استخدام الماء الساخن على الدوام، وعليه أن يعيش العذاب، ويشعر أنه يموت كل يوم.

تناشد عائلته والمقربين كل من له ضمير أن يحرك ساكنا لرفع هذه المعاناة، وتوجه النداء لكل المعنيين بالشأن الحقوقي أن يناله نصيب في تحركاتهم للدفاع عن حقوق الإنسان.
يخشى أحباءه أن تكبر معاناته أكثر، فيُفجع البحرانيون كما فُجعوا بمشيمع والدرازي. ” وما الله بغافل عما تعملون”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى