ملفات

سجلات القبيلة الغازية: عقدة آل خليفة في الشتات والهزيمة – الحلقة الثانية

 

البحرين اليوم – (ملفات)

سلسلة من الحلقات التحليلية التي تسلط الضوء على فوراق الأصول والنشأة والسياسة بين العائلة الحاكمة والشعب. تحاول ان تشرح كيف يستمر ويتواصل التاريخ مع الحاضر وكيف أن التاريخ لا يزال يصوغ استراتيجيات الحاضر وتدبيراه.

الحلقة الأولى: عقدة الأصول المجهولة.

 

استعرضنا في الحلقة الأولى جزءا من التاريخ الغامض للأصول القبلية للعتوب، وتبين هناك أن آل خليفة كانت أسرة صغيرة غير معروفة، هاجرت مع مجموعة أسر من نجد إلى المنطقة الشرقية، وعملوا بداية كـ”مرتزقة حرب” مع بني خالد. وبالرغم من استقرار أسر آل خليفة في بر قطر؛ إلا أنهم ظلوا فترة من الزمن مجهولين تماما وضعفاء، ولم يظهروا كقوة إلى جانب القوى الأخرى في المنطقة. بل إن هذا الاستقرار تسبب في نشؤ عقدة الشتات والتيه وترسيخها أكثر من عقدة الأصول المجهولة والغامضة التي تحدثنا عنها في الحلقة السابقة.

سنحاول في هذه الحلقة تسليط الضوء على عقدة أخرى من العقد التاريخية، والتي لا تزال آثارها تظهر في ممارسات العائلة الحاكمة، وهي عقدة الشتات والتيه.

 

بداية الاستيطان

 

عندما استقرت عوائل العتوب في بر قطر اكتشفوا – وهم البدو القادمين من الصحراء – أن حياة الحضر والمدينة تكسبهم الثروة والغنى، حيث شاهدوا الأحوال التي عليها البحرين، خصوصا وأن تجارة اللؤلؤ والتجارة تدرّ على أصحاب الأرض الخيرات والأموال. وبحكم كونهم تحت حماية بني خالد؛ حاولت هذه العوائل ممارسة العمل التجاري، وبالأخص تجارة نقل البضائع عبر استخدام القوارب الصغيرة المستخدمة في هذا النوع من التجارة.

وفي الحقيقة؛ لم تكن الثروة المحصَّلة من هذا العمل تكفي لاستئصال الطباع البدوية والأخلاق الخشنة التي كانت سائدة في بوادي نجد، رغم أن هناك حواضر متمدنة في نجد. وقد دفعت تلك الخصال والطبائع البدوية العتوبَ إلى الانخراط في بعض علميات القرصنة وأعمال النهب والسلب بعد أن قويَت شكوتهم في بر قطر.

 

هجوم العتوب على البحرين في 1700

 

الرواية الأقدم والأكثر تداولا تقول إن قبائل العتوب ظهرت كقوة سياسية واقتصادية على بعض سواحل الخليج في العام 1700. وبحسب بعض الوثائق التاريخية؛ فإن تلك الأسر النازحة امتهنوا غوص اللؤلؤ أيضا، وعملوا في التجارة، مما أكسبهم ثروة مالية لم تكن لديهم من قبل، إلا أن دخولهم في منافسة الهولة عرضهم للانتقام المباشر من الهولة في صيف 1112هـ/ 1700م.

هذا الإسناد التاريخي يرد في وثيقتين تاريخيتين، الأولى في كتاب الشيخ يوسف العصفور البحراني “لؤلؤة البحرين”، والثانية ضمن أرشيف الدولة العثمانية، وكلا الوثيقتين تعودان للزمن نفسه مع اختلاف في بعض التفاصيل. بعد هذا التاريخ؛ أصبح اسم العتوب محلاًّ للتداول بين كُتّاب الرحلات الأوروبية، وأصبح اسما معروفا في التقارير الهولندية أولا، ومن ثم البريطانية.

 

وثيقة الشيخ يوسف البحراني

 

يقول الشيخ يوسف العصفور في ترجمة نفسه “إن مولدي كان في سنة 1107 هـ، وكان مولد أخي الشيخ محمد – مد في بقائه – سنة 1112هـ، في قرية الماحوز، حيث إن الوالد كان ساكناً هناك لملازمة الدرس عند شيخه الشيخ سليمان – المتقدم ذكره – وأنا يومئذ ابن خمس سنين تقريباً، وفي هذه السنة سارت الواقعة بين الهولة والعتوب، حيث إن العتوب عاثوا في البحرين بالفساد ويد الحاكم قاصرة عنهم، فكاتب شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبدالله بن ماجد الهولة ليأتوا على العتوب، وجاءت طائفة من الهولة ووقعت الحرب وانكسرت البلد إلى القلعة أكابر وأصاغر حتى كسر الله العتوب، وللوالد – رحمه الله – أبيات في ذكر هذه الواقعة وتاريخها، لم يحضرني منها إلا البيت الأخير المشتمل على التاريخ وهو قوله:

“قضية القبيلة المعذبة     وعام تلك شتتوها فاحسبه”

فهذه الوثيقة التاريخية تؤكد على أن العتوب هاجموا البحرين في 1700، وأن هذا الهجوم لم يكن وحيدا، بل يُفهم من كلام الشيخ البحراني أن الاعتداءات كانت متكررة، وإلى الحدّ أنها أشاعت الفساد في البحرين، وعرّضت أحوال الناس فيها للخطر. وهذا السلوك يمكن فهمه على ضوء أن تلك الهجمات كانت تحدث على المناطق الساحلية للبحرين، أو على الأطراف التي تسمح للمهاجمين بالفرار السريع.

الأمر الملفت في شهادة الشيخ البحراني قوله أن “يد الحاكم كانت قاصرة عنهم” (الشيخ يوسف البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 425)، إذ يُفهم من هذه العبارة أن البحرين أو المنطقة عموما فترة الهجوم كانت تعاني من ضعف سياسي في الأنظمة السياسية المسيطرة على المنطقة، وهذا ما شجّع آل خليفة والعتوب على شنّ هجماتهم على البحرين وعلى سفن المنطقة. معنى ذلك أن العتوب استغلوا الضعف السياسي في الدولة الصفوية ومحيطها، كما استغلوا خلوّ البحرين من الحامية العسكرية لشنّ هجماتهم على القرى وإشاعة الفساد في البلد.

هذا الأمر دفع بالسكان المحليين في البحرين للتحالف مع بعض القوى السياسية الصاعدة وقتها، وهي قوة الهولة، لمنع هجمات العتوب وإعادة الاستقرار للبحرين. وسنرى أن هذه الاحداث قد طُبعت في ذاكرة البحرانيين نظرا لضخامتها وعنفها، حتى أصبحت تلك السنة التي كُسِر فيها العتوب “سنةً” يُقاس بها التاريخ البحراني.

 

الوثيقة العثمانية

 

تأتي الوثيقة العثمانية مكمِّلة للأحداث التي لم يأتِ على ذكرها الشيخ يوسف العصفور، إذ أنها تشرح بالتحديد مسار الأحداث بعد ما أسماه الشيخ يوسف العصفور بـ”كسر العتوب”، حيث جاء في الوثيقة العثمانية: “وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمة عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين، وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها. وهرب الناجون من العتوب إلى حلفائهم من الخليفات. ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودين في البحرين، وقالا: لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب إلى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية. وبالفعل جاؤوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 بيت وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء إلي أنا مأموركم في البصرة، بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: إننا من أهل السنة و الجماعة تركنا بلاد الرافضيين، “بلاد القزل باش” ولجأنا إلى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا…”.

وفي ترجمة أوغلي: “وقد أغارت أحد المرات في البحرين عشيرة الحولة (الهولة)، على عشيرة العتوب وهي حليفة لعشيرة الخليفات (الخليفة) وأخذوهم على حين غفلة فقتلوا منهم مقدار 400 نفسا ونهبوا أموالهم، ولاذ من نجى من الباقين بالفرار فالتجؤا إلى الخليفات (الخليفة) وتم الاتفاق بين العتوب والخليفات على أن هذه هي من فتنة العجم من أهل البحرين، فقالوا هيا نسير إلى البحرين فنقتل رجالهم ونخرب ديارهم. وهكذا غاروا على البحرين، وحرقوا البيوت الكائنة خارج القلعة ونهبوا أموالهم وقتلوا رجالهم ثم عادوا إلى أماكنهم..”.

وبحسب هذه الوثيقة؛ فإن انكسار العتوب أمام الهولة جعلهم ينتقمون مرة أخرى قبل خروجهم من المنطقة والاحتماء بالدولة العثمانية، فبعد أن تراسلوا مع قبيلة الخليفات (الخليفات قبيلة عربية تعيش في منطقة بندر ديلم في جنوب فارس) أغاروا على البحرين كما كانوا يفعلون سابقا “وحرقوا البيوت الكائنة خارج القلعة ونهبوا اموالهم وقتلوا رجالهم ثم عادوا إلى أماكنهم”.

 

ارتحال آل خليفة إلى البصرة

 

وبعيدا عن جدال الترجمة للوثيقة العثمانية؛ فإن المؤكد هنا هو ارتحال آل خليفة والعتوب من بر قطر إلى الديلم أو البصرة في رحلة شتات وتوسل بالاحتماء بالعثمانيين والسماح لهم بالاستقرار هناك، وهذا ما يتفق مع تفسير سلوت أيضا للوثيقة نفسها، حيث يقول سلوت “يرد ذكر “الخليفات” في سياق الحديث عن بندر ديلم، وتفسيرنا هذا يتفق مع الحقائق التاريخية المعروفة، وهذا التفسير المختلف للوثيقة يجعلها برهانا مهما على الروايات السائدة بين العتوب في الكويت، إذ أنها تذكر أن العتوب والخليفات طردهما الهولة من منطقة البحرين، وكان الهولة يعيشون في بندر كنج بالقرب من بندر لنجه الحقيقي وبندر فريحة في قطر. وقد تواطأ الهولة في ذلك مع العجم، ورد الخليفات والعتوب بعنف، فنهبوا البحرين وقتلوا الكثيرين من الهولة ثم خافوا من القصاص فهاجر الكثير منهم إلى البصرة حيث شغلوا 2000 بيت”.

ويضيف سلوت “ومما يدخل الرضا على النفس حقا أن هذه الوثيقة الموجودة في المحفوظات العثمانية؛ تؤكد روايات العتوب التي تقول أنهم جاءوا عن طريق البصرة أو جنوب إيران، فهاتان الروايتان صحيحتان، ولكي نفهم هذه الوثيقة المهمة فإنه من المفيد أن نضعها في سياق تاريخها المحلي، فمن المعروف أنه قبل عام 1674م بفترة قصيرة؛ استطاع تحالف القبائل العربية في المنطقة الواقعة بين البصرة وبندر ريق – وهي منطقة تشمل أرض قبيلة الخليفات – من طرد الهولة من شواطئ اللؤلؤ في البحرين، وتدل الوثيقة العثمانية ضمنا أنه في فترة غير معروفة استعاد الهولة في أسفل الخليج سيطرتهم، ولكن العتوب والخليفات انتقموا بشدة لخسارتهم، مما جعلهم يخشون الانتقام، فعادوا إلى البصرة في وقت صعب من تاريخها…”. (سلوت، نشأة الكويت، ص ١١٦)

النتيجة التي يمكن الوصول إليها هو أن مسار الشتات رافق آل خليفة منذ خروجهم من صحراء نجد إلى زمن انكسارهم في 1700 حتى 1716 سنة استقراراهم مرة أخرى في الكويت. هذا الشتات والتيه لا شك أنه حفر في ذاكرة أسلافهم، وورّث الأبناء هذا الإرث الحزين، مسببا عقدة تاريخية للأحفاد منهم في حكم البحرين، ومحاولة السيطرة عليها. كما سيأتي معنا في الحلقة المقبلة.

 

 

  • نص الوثيقة العثمانية

من والي البصرة علي باشا إلى السلطان العثماني،

بخصوص ذلك أحيطكم علما، يوجد على شواطئ العجم محل اسمه البحرين، يقوم العجم في هذا المكان بالتعرض لأهله بأنواع الضغوطات والمعاملة السيئة، ويهتم العجم بهذا المكان اهتماما كبيراً.

هناك أيضاً عشيرتان تتبعان لإدارة العجم وهما عشيرة العتوب وعشيرة الخليفات من أهل المذهب الشافعي والحنبلي، ويسكنون في مكان قريب من بندر ديلم، ويوجد أيضا بندر اسمه كونك فيه سبع أو ثماني عشائر يطلق عليهم اسم حوله، كلهم عرب من أتباع المذهب الشافعي.

أوقع البعض فتنه بين البحرين وبين هذه العشائر الثلاث حصلت بسببها عدوة بينهم، ووقعت صدامات في عرض البحر، وقُتل منهم ثلاث أشخاص غدرا الأمر الذي جعل التجارة والمهاجرين يتخوفون من القدوم إلى البصرة.

أغلب السفن التي تتنقل بين هذه الموانئ في تلك المنطقة هي سفن هذه العشائر الثلاث. وبسبب العداوة يقومون بإطلاق النار على بعضهم البعض إذا تلاقوا في عرض البحر.

وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمت عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها. وهرب الناجون من العتوب إلى حلفائهم من الخليفات. ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودين في البحرين وقالا: “لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب إلى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية”، وبالفعل جاؤوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 بيت وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء إلي أنا مأموركم في البصرة، بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: إننا من أهل السنة و الجماعة تركنا بلاد الرافضيين، بلاد القزل باش ولجأنا إلى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا.

لم يخصص بعد لهم مكان معين للاستيطان، والأفضل أن يبقوا هكذا للنظر إن كانوا سيبقون في البصرة بشكل دائم، عندها يخصص لهم مكان للإقامة. يملك هؤلاء ما يقارب 150 سفينة في كل سفينة اثنين أو ثلاثة مدافع، وعلى متن كل سفينة بين الثلاثين إلى أربعين مسلح بالبنادق عملهم هو النقل التجار والبضائع بين الموانئ في المنطقة. ومن أجل المصلحة واستمرار عملهم أرسلنا رجالنا إلى عشيرة حوله للتوسط في الصلح بينهم وبين العتوب والخليفات، لأن بقاء الحرب بينهم سوف يضر بالتجار الذاهبين والقادمين إلى البصرة، فيما لو استوطنوا لدينا. وفي حال قدوم عشيرة المذكورة وبتحقيق الصلح فإن البحر والسواحل سوف يأمن من شرهم. وبعد عقد الصلح؛ سوف يتبين إن كانت العتوب والخليفات سوف تستوطنان البصرة أم لا، ولكن هذا غير معلوم الآن..”.

  • نص الترجمة الثانية : (خليل ساحلي أوغلي)

دفتر المهمة رقم 111 صحيفة طم 713

جاء في قائمة قدمها على باشا والي البصرة إلى الاعتاب العالية

ونحيط بعلمكم العالي أيضا

إن في البحرين هي إحدى بنادر العجم، أوناس من الأعجام وعلى مذهبهم، وللعجم اهتمام كبير بهذا المكان،وتقيم عشيرتا العتوب والخليفات وهما عشيرتان تابعتان للعجم ومقرهما الأماكن القريبة من بندر دليمة (دلمون) وهاتان العشيرتان على مذهب الشافعي، ومذهب ابن حنبل برمتهما، ويقيم حول بندر كونك سبع أو ثماني عشائر من الحولة (هوله)، وهم أعراب على مذهب الإمام الشافعي.

وقد ألقيت الفتنة بين أهل البحرين وبين هؤلاء العشائر؛ فصاروا يعادون بعضهم البعض، وقد تقابلوا واقتتلوا مرارا على وجه البحر. وقتل البعض منهم بخدعة وتعطلت ميناء البصرة فلم يعد يقدمها التجار ولا المراكب من الخوف منهم. وغالب ما يعمل بين البنادر هنا في البحرين مراكبهم. فإذا ما لقي أحدهم مركبا لأخر راسيا في البحر أخذه.

وقد أغارت إحدى المرات في البحرين عشيرة الحولة (الهوله)، على عشيرة العتوب وهي حليفة لعشيرة الخليفات (الخليفة) وأخذوهم على حين غفلة فقتلوا منهم مقدار 400 نفسا ونهبوا أموالهم ولاذ من نجى من الباقين بالفرار فالتجؤا إلى الخليفات (الخليفة)، وتم الاتفاق بين العتوب والخليفات على أن هذه هي من فتنة العجم من أهل البحرين، فقالوا هيا نسير إلى البحرين فنقتل رجالهم ونخرب ديارهم. وهكذا غاروا على البحرين، وحرقوا البيوت الكائنة خارج القلعة ونهبوا أموالهم وقتلوا رجالهم ثم عادوا إلى أماكنهم.

واتفق العتوب والخليفات بعدها على أن لا يقر لهم في ديار العجم قرار، وقالوا هيا بنا نسير إلى البصرة فندخلأاراضي الدولة العثمانية ونحتمي بحماها. وهكذا وردوا البصرة وهم لا يزالون فيها ويبلغ عددهم مقدار ألفي بيت. وقد جاء عبدكم قاصدهم يقول “نحن بأجمعنا مسلمين وقد تركنا ديار الفزيل باش (كناية عن العجم للباسهم الأحمر على الرأس) وفتناهم وجئنا ملك سلطان المسلمين دخيلين. والأمر لكم. هذه هو رجائهم. ولم نعين لهم بعد مكانا للإقامة. فسيبقون مدة على هذا الحال فإذا ما قر قرارهم على أن يستقروا في البصرة وإما أن نعين لهم مكان يستقرون فيه. ولهم من المراكب مقدار 150 مركبا. ولكل مركب مدفعين أو ثلاثة مدافع وما بين الثلاثين أو أربعين حامل بندقية. وشغلهم نقل التجار من مكان إلى آخر.

وقد أنفذنا إلى عشيرة الحولة (الهوله) قاصدا ندعوهم لنصلح بينهم وبين الخليفات (الخليفة) والعتوب؛ فإن ورود وقفول التجار من البصرة يتوقف على هذا الصلح. فإذا تم الصلح فسيتم أمن جانب البحر شرهم. فإذا أمكن الإصلاح بينهم يظهر لدي أمر بقاء الخليفات والعتوب في البصرة، فهو الآن غير معلوم..”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى