العالم

الوداعي لصحيفة “لاديرا” الأروغوانية: حان الوقت للفيفا للرد على مطالباتنا

Screenshot 2016-01-30 14.52.16
من مونتفيديو-البحرين اليوم:

أجرت صحيفة “لاديرا” الأوروغوانية مقابلة صحافية يوم الجمعة (29 يناير 2016) مع الحقوقي البحراني سيد احمد الوداعي المدير في مركز البحرين للحقوق والديمقراطية (ADHRB) لتسليط الضوء على الحملة التي يقودها المعهد ضد سلمان ابراهيم الخليفة المرشح لرئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم.

وقالت الصحيفة بأن سلمان الخليفة، وهو عضو في العائلة الحاكمة في البحرين، يواجه اتهامات بالتواطؤ في إساءة معاملة اللاعبين.

وفيما يلي نص المقابلة:

 

– الصحيفة: هل يمكن أن تعطينا نبذة تعريفية عن معهد البحرين للحقوق والديمقراطية؟

 

– السيد أحمد الوداعي: إن معهد البحرين للحقوق والديمقراطية(BIRD)، هو منظمة غير ربحية تم تأسيسها في عام 2013 في المملكة المتحدة. ويمارس المعهد دورا إعلاميا فضلا عن مساعدة طالبي اللجوء، وله علاقة قوية مع الصحافة ومنظمات المجتمع المدني الأخرى. وقد نشرنا عدة مقالات مؤخرا في صحيفة الجارديان ونيويورك تايمز.

 

– لماذا هذه الحملة على سلمان الخليفة؟

 

– الوداعي: إن هدف نشاطاتنا هو الدفاع عن جميع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين خاصة، ومنطقة الخليج بشكل عام. وقد تعاملنا في هذه القضية بالتحديد مع الضحايا من الرياضيين الذين سجنوا وعذبوا في عام 2011.

 

– ما رأيك في رد السيد سلمان على سؤالنا يوم الاثنين الماضي؟

 

– السيد الوداعي: إجابات الشيخ سلمان خاطئة تماما. لا أحد يستطيع أن يتصور أن الشيخ سلمان، رئيس اتحاد كرة القدم في البحرين (AFB)، والأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، لم يشارك في إصدار العقوبات ضد لاعبي كرة القدم والرياضيين والأندية في البحرين في عام 2011 .

إن لجنة التحقيق التي رأسها سلمان تتحمل مسؤولية تلك الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان. وهناك أدلة واضحة على اعتماد إتحاد البحرين لكرة القدم لمواقف سياسة عدائية للمظاهرات المؤيدة للديمقراطية.

 

– ماذا حدث بالضبط مع الأندية؟

 

– في 19 فبراير 2011، بعد خمسة أيام من الاحتجاجات وحالة العنف؛ تقدمت ستة أندية لكرة القدم بطلب الى سلمان الخليفة بوقف الأنشطة الرياضية بسبب إنعدام الأمن. وجاء في الطلب الذي قدمه نادي المالكية الرياضي لكرة القدم “إن الجو العام لا يساعد على استمرار النشاطات الرياضية. الآباء لا يسمحون لأبنائهم باللعب في ظل التوتر الحالي وخطر التعرض لعواقب وخيمة، واستشهد منذ بضعة أيام البعض، وبالنسبة لبعض الأندية أصبح من المستحيل تقريبا تنظيم دورات تدريبية أو إقامة مباريات”.

لقد وقع على الرسالة خمسة أندية أخرى إضافة إلى نادي المالكية وهي كل من نادي الشباب، التضامن، سترة، الإتفاق و الاتحاد. لكن اتحاد البحرين لكرة القدم لم يرد على طلبات هذه الأندية، إلا أنه قرر في 18 أبريل وفي اجتماع برئاسة سلمان، تنزيل ناديي الشباب والمالكية من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية، فيما تم تغريم جميع الأندية الست التي وقعت على الرسالة مبلغ 20000 دولار امريكي.

وتم تعليق نشاطات الأندية واللاعبين لمدة موسم واحد. وقالت وكالة أنباء البحرين: “أكد مجلس إدارة إتحاد البحرين لكرة القدم على أهمية احترام قرارات لجنة التحقيق [برئاسة سلمان] ضد أولئك الذين أساؤا الى قادتنا والى مملكتنا الغالية”.

 

– سؤال: هل هناك دليل واضح على تورط سلمان؟

 

– الوداعي: نعم، تصريحات الحكومة نفسها. فالبيان الذي صدر في 20 أبريل نص بوضوح على أن الإتحاد اتخذ إجراءات ضد أندية كرة القدم “وفقا لقرارات لجنة التحقيق”. بينما خضع الرياضيون المعتقلون إلى التعذيب. ولقد أصبحت الأمور أكثر سوءا مع عدم إدانة سلمان للتدابير المتخذة ضد اللاعبين في البحرين في ذلك الوقت، وهذا لأنه كان متواطئا في تلك الإجراءات.

 

– سؤال: هل طالت العقوبات اللاعبين عقوبات أيضا؟

 

– في 10 أبريل 2011، شكل الأمير ناصر حمد الخليفة لجنة التحقيق، التي كانت لتحديد الرياضيين الذين شاركوا في الاحتجاجات السلمية. ووفقا لبيان صحافي صدر عن الحكومة في 11 أبريل، فقد حققت اللجنة في “انتهاكات الأفراد المرتبطين بالحركة الرياضية في الأحداث المؤسفة الأخيرة في مملكة البحرين” وأصدر الأمير ناصر أمرا بتعيين الشيخ سلمان إبراهيم الخليفة رئيسا للجنة”.

لقد تم توثيق عمليات تعذيب الرياضيين في البحرين. في 3 أبريل 2011، ظهر الأمير ناصر نجل ملك البحرين ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، على شاشات تلفزيون البحريني وقال “فليسقط جدار على رأس كل من دعا إلى إسقاط النظام”.

وخلصت اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في البحرين، وهي هيئة من الخبراء القانونيين الدوليين الذين حققوا في تصرفات الحكومة ردا على الاحتجاجات عام 2011، إلى أن قوات الحكومة استخدمت “القوة غير الضرورية” بهدف ترويع المواطنين في وقت مبكر من 2011.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أنه تم اعتقال أكثر من 150 من الرياضيين وأعضاء المجتمع الرياضي خلال تلك الفترة. وفي 5 أبريل، اعتقلت قوات الأمن مهاجم المنتخب الوطني لكرة القدم النجم علاء حبيل البحرين (73 مباراة، 29 هدفا) وفيما بعد شقيقه محمد حبيل (58 مباراة، خمسة أهداف) وحارس المرمى البديل علي سعيد (تسعة مباريات).

وكان علاء حبيل حاز على جائزة الحذاء الذهبي في نهائيات كأس آسيا 2004. ولكن أيا من هؤلاء اللاعبين لم يستعيد موقعه في المنتخب الوطني. لقد اعتقل هؤلاء اللاعبين لمدة تقرب من ثلاثة أشهر وتعرضوا للتعذيب، كما ورد في فلم وثائقي لشبكة ( ESPN) حاز على جائزة جيريمي شاب. وقال علاء حبيل لESPN: “أنا لم أرتكب أي خطأ ليستحق هذه المعاملة والإذلال. […] وضعت في غرفة واحدة وقالوا لي سنكسر قدميك”.

إن هذه التفاصيل وردت في مضمون الرسائل التي بعثها معهد البحرين للحقوق والديمقراطية BIRD إلى الفيفا. لقد كتبنا أول مرة إلى الفيفا في 2 يناير 2014 واسترعينا اهتمام السيد مايكل غارسيا، الذي ترأس لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي في ذلك الوقت، وطالبناه “بالبدء بإجراء تحقيق فوري في تصرفات اتحاد كرة القدم وتواطئه في كيفية التعاطي اللاعبين”، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تشكل انتهاكا واضحا لقانون أخلاقيات ال FIFA .

وأشار المعهد إلى أن السلطات ألقت القبض على ستة لاعبين على الأقل من اعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم، الذين تعرضوا للتشهير وللتعذيب، كما وأكد على أن 150 من الرياضيين سجنوا بعد تشكيل اللجنة الخاصة برئاسة الشيخ سلمان إبراهيم الخليفة لتحديد هوية الرياضيين الذين شاركوا في الإحتجاجات” .

ولقد صدرت عقوبات بتغريم بعض الرياضيين وتعليق نشاطات بعض الأندية فيما تم الحكم على محمد حبيل بالسجن لمدة عامين.

و قال معهد البحرين أن “سلمان تجاهل واجبه في حماية السلامة البدنية والعقلية والحقوق الشخصية للأفراد”، واعتبره خرقا للمادة 24 من قانون الأخلاقيات، وأنه “أساء إلى كرامة وسلامة البلاد، من الأفراد والجماعات الشعب “في انتهاك للمادة 23. وأخيرا، فلقد فشل سلمان في أداء واجباته كمسؤول مستقل، وفي ذلك انتهاك للمادة 19.

وأوضح الوداعي بأن رد غارسيا كان في الإدعاء بأن التحقيق في مثل هذه الإدعاءات خارج نطاق صلاحيات لجنة الأخلاقيات التي يرأسها في الفيفا.

وأشار الوداعي إلى أن غارسيا وفي حالة مشابهة لحالة البحرين أوصى بفرض عقوبات على الإتحاد النيجيري لكرة القدم على خليفة التدخل الحكومي في شؤونه. وكذلك صدرت عقوبات مماثلة على اتحادات كل من سلطنة بروناي ودولة الكويت وأثيوبيا.

وأشار إلى أن القمع ضد اللاعبين تواصل، وفي 7 يناير 2014 صدر حكم بسجن اللاعب حكيم العريبي، المتهم بإحراق مركز للشرطة، في الوقت الذي كان فيه اللاعب يخوض مبارة في قطر وكانت تنقل على الهواء بشكل مباشر.

وأضاف لقد تم اعتقال لاعبين آخرين، ومنهم حسن عبد الله المرحوم وقاسم حبيب عبدالله في ديسمبر 2013. إلا ردة فعل غارسيا كانت كسابقتها، وهو أن التحقيق في مثل هذه القضايا خارج نطاق صلاحيات لجنته.

وأوضح الوداعي أن شكوى جديدة قدمها المعهد مع منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية مع ترشح سلمان للانتخابات. وأضاف يوجد لدينا اليوم ” 79 على الأقل من الرياضيين في السجن”.

وقال “خلافا لما ادعاه غرسيا سابقا؛ فإن مثل هذه الأمور تدخل ضمن صلاحيات اللجنة”.

وأخيرا قال الوداعي “لقد حان للوقت للفيفا للرد على طلباتنا”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى