مقالات

الخاصرة الرخوة للنظام والمعارضة في البحرين

البحرين اليوم- مقالات

بقلم: صادق البحراني

من أهم العوامل المؤثرة في الصراعات هو اكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف لدى الكيانات، الصديقة والعدوّة، لتفعيل خاصيتي التعزيز والتضعيف، وبذلك نخلق معادلات حسب المقاسات التي نريد.

في الساحة البحرانية، هناك عصابة لديها سلطة وقوة وعلاقات إقليمية ودولية، ولديها داعمون بالمال والسلاح والتخطيط، وهذه عناصر قوة وعلى الشعب والمعارضة التفكير الجدي في إعْمال خاصية التضعيف لها.

أما الخاصرة الرخوة في هذه العصابة فتكمن في جوانب عديدة، منها: الاعتماد على الأجنبي بنسبة تقارب للـ ١٠٠%، تفضيل الأجنبي في كل المناحي وحرمان المواطن من حقوقه الأساسية، السلك العسكري يشغله الأجانب بنسبة كبيرة جداً، المخالفات الصريحة لعقائد الشعب، الاستمرار في القمع وكبت الحريات، انتشار الأوضاع غير الأخلاقية في أوساط الموالين، وغيرها. وهنا على الشعب والمعارضة إعْمال خاصية التعزيز أكثر في هذه المواطن.

الهدف المثالي هو إخلاء ساحة القوة لدى العصابة، وملئ ساحة الضعف وضرب الخاصرة الرخوة.

وفي المقابل، هناك شعب ومعارضة يمتلكان رصيد قوة في جوانب كثيرة، منها: الاستعداد للتضحية، المواجهة الصريحة، النَّفس الطويل، التكافل، العقيدة الدينية، المؤسسات الاجتماعية والثقافية المستقلة، الرموز الشعبية، وغيرها. وعلينا تعزيز هذه النقاط وحمايتها من الاختراق ورفض التدخل في تسييرها.

وخاصرة المعارضة الرخوة تكمن في أمور، منها: التبعثر، سوء الإدارة، غياب الاستقطاب للكفاءات، تحديث قائمة الأعداء، عدم التركيز على العدو، فقدان التمويل الذاتي، تدني مستوى الاستقلالية في عدة ملفات، عدم الالتصاق بالشعب في بعض المنعطفات، وغيرها. مطلوب من الشعب الإصرار على أن تتحمل معارضته المسؤولية الدينية والأخلاقية في دعم أهداف ثورته والمساهمة في خلق معادلات تصب في تحقيق هذه الأهداف، وأن تتخلى عن النرجسية، وتطوّر من نفسها ولو من خلال استبدال بعض الوجوه التي عفا عليها الزمن وبقت “مكانك سر” طوال هذه السنوات.

من الجيد أن يدفع الشعب في اتجاهات تصحيحية لوضع المعارضة لمنع استضعافه من خلال خاصرتها الرخوة، عن طريق الضغط الميداني والإعلامي أو النقد البناء العلني والصريح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى