مقالات

العقل المرحلي والعقل الاستراتيجي

البحرين اليوم – مقالات

بقلم: علي الديهي

خيبة أمل للعائلة الخليفية عندما ترى البحرانيين وهم ينتفضون عليها كل 10 سنين، ويأس يكتنف النفوس عند أبناء البحرين حين يُقمعون في كل مرة أو يُخدَعون، والسبب الرئيسي هو اعتماد الطرفين على تشغيل العقل المرحلي في الصراع.

لم يُدرك قادة العائلة الغازية بأنه بالإمكان أن يغيّر البحرانيون من نمط العقل الذي يفكّرون فيه، وينتقلون من العقل المرحلي إلى العقل الاستراتيجي. نعم، الخليفيون سبقوا الشعب في هذه الانتقالة، وهو ما يؤكّده “تقرير البندر” في بعض فصوله، إلا أنّ شباب البحرين الذين انفصلوا عن التشبيكات الحزبية، والمرتبطين بشكل أو بآخر برموز الوطن الممانعين خلقوا معادلة جديدة يصعب تفكيكها لحد الآن.

كان لبعض قادة الثورة، الذين يقبعون في السجن الآن، الدور الأبرز في “تشفير” طريقة التفكير للعقول الميدانية في ثورة ١٤ فبراير، وجعلت فكّه معقداً للغاية، وذلك من خلال عدم حصر قيادة الحراك في جماعة معينة، وكذلك في رفع السقف، وأيضاً تشكيل التحالفات العصية على التراجع عن الأهداف الكبيرة.

القادة الثوريون وضعوا القطار على السكّة، وساروا به حتى يوم ١٧ مارس، حيث غُيِّبوا أجساداً، وبقوا فكراً يتحرّك في كل ساحة، وعقَّدوا خروج الخليفيين من هذا المأزق الكبير، وأشعلوا الإشارة الحمراء في وجه الحلول الترقيعية، وهذا ما يُعدُّ أحد أسس التفكير بالعقل الاستراتيجي.

الآن، ليس على البحرانيين سوى الصبر والصمود، والبقاء في إطار هذا التفكير، ورفض الانزواء أو القبول بالخطوات المرحلية إنْ كانت لا تخدم بما يقرّه العقل الاستراتيجي، وإنّ مسؤولية الأحزاب أنْ تسعى لإبقاء هذا النَّفس حيّ في وجدان وممارسات الجماهير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى