مقالات

من المحرق إلى بربورة.. وصلت الرسالة

البحرين اليوم – مقالات

بقلم: يعقوب الستري – كاتب من البحرين

هناك العديد من الأحداث في تاريخ البحرين بعيدة عن التوثيق، بشكل عمدي، لما تشكّله من فضيحة كبرى للغواية التي جلبتها العصابة الخليفية إلى أرض البحرين.

لن أتطرق هنا إلى جميع جرائم هذه العصابة وفداويتها، فهذا يحتاج إلى موسوعات، ولكني سأذكر منطقتين نالتا الويلات على يد أفراد من القبيلة الغازية، وهما المحرق وبربورة.

كانت المحرق تضم سكّان البحرين الأصليين قبل أن تغزو قبيلة الخليفة أرض البحرين قادمة من قطر بعد طردها، وقبل أن يُزجّ بـ (العبيد) بين السكّان الأصليين. وكان لوداعة أهل البحرين دور في استعباد الخليفيين لهم، فلا أسلحة كافية للدفاع عن النفس ولا تكاتف قوي أمام الأعداء، وإنما الخوف من الموت كان المسيطر، حتى يُذكر أن أهالي بلدة كاملة قد هاجروا إلى المنطقة الغربية من البحرين الكبرى هرباً من جماعة مسلحة صغيرة كانت تعتزم اغتصاب ابنة أحدهم بشكل علني!

عودة للمحرق، فقد كان الخليفيون وفداويتهم يداومون على ملاحقة الفتيات ويختطفوهنّ ويغتصبوهنّ في المزارع، حتى عَمِل الأهالي على اختراق مجاميع الفداوية، وصاروا يرصدون أوقات خروجهم واصطيادهم للفرائس، وشُكِّلت مقاومة سرية من الأهالي تعمل بشكل فردي، مهمّتها قتل المغتصِب الخليفي بالسيوف الحادة، إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً حتى انكشف الأمر، وفرَّ المقاومون من جزيرة المحرق وأصبحوا مطاردين، حتى أن بعضهم غيّر اسمه أو أضاف شيئاً لاسم عائلته كي يتخفّى عن أعين الجواسيس والدرك.

أما بربورة، وهي جزء من منطقة النويدرات، الواقعة جنوب العاصمة المنامة، ففيها حكايات وحكايات، وسنكتفي بذكر ما دوّنته بعض المصادر بـ “مذبحة السادة”:

تذكر المصادر التاريخية أنّ السّادة الشهداء المدفونين في قرية بربورة هم من آل النبي(ص)، وعددهم خمسة سادة، كانوا مشهورين وقد قُتِلوا في وقت واحد، وتحديداً قبل صلاة الفجر، ويضيف المصدر أنهم كانوا معروفين عند أهل بربورة والقرى المجاورة، كما أن هؤلاء السادة كانوا وجهاء وزعماء في القرية، وكان لقتلهم وقع عظيم وكبير في نفوس النّاس وأهل البحرين وبعد مقتلهم هرب الكثير من أهل بربورة إلى البصرة.

هذا مختصر شديد جداً لوحشية العصابة الخليفية، والتاريخ الأسود المليء بالجرائم والدماء، والذي يُعطي المبرّر تلو المبرّر للثورة ضدهم والمطالبة بمحاكمتهم وتنحيتهم عن الحكم. فالرسالة الوحيدة من وراء جرائم الخليفيين هي: “كونوا عبيداً ولا تقاوموا”، نعم، وصلت الرسالة، وعليكم استيعاب الجواب الذي بدأ بكتابته شعب البحرين منذ فجر ١٤ فبراير عام ٢٠١١ وإلى الآن، وسيظل يكتب فيه حتى ينبلج فجر الفتح المبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى