السيد مرتضى السنديمقالات

لماذا تشارك البحرين في التحالف الدولي لقصف داعش؟

asdsadas
السيد مرتضى السندي – معارض بحراني – قم المقدسة

النظام الخليفي في البحرين، وفي ظل المتغيرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة، وعلى رأسها أحداث اليمن؛ يشعر بالرّعب من حصول أية ارتدادات شبيهة بما يحدث في صنعاء. هناك مخاوف لدى الخليفيين من احتمال أن ينعكس على الشعب البحراني “الحدث اليمني” الأخير، وأن يشجّعه على الانتفاض من جديد. ومكمن الخشية يكمن في أن يعطي الانتصار الذي حققته جماعة أنصار الله في اليمن حافزا للشعب البحراني، كما حصل ذلك مع  ثورة الرابع عشر من فبراير، حين انتصر الشعب المصري، واستطاعت ثورته أن تُسقط الرئيس المخلوع حسني مبارك.

خوف النظام الخليفي من أن تعاد التجربة هو ما دفعه لأن يُقوّي رابطته بقوى الشر، وتحديدا أمريكا والسعودية والإمارات، وذلك من خلال الزج بنفسها في معركةٍ هي خاسرة فيها، وبكلّ المقاييس.

وليس ظهور بعض أعضاء تنظيم داعش (البحرينيين) في مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا بداية الغيث! حيث سعى النظام الخليفي لتغذية الفكر التكفيري الداعشي من خلال مؤسساته الأمنية وإعلامه، وها هو ينقلب اليوم عليه.

في هذا الوقت، لا يزال النظام يتمسك بالعباءة السعودية، معتقدا أن الرياض يمكن أن تمثّل له “طوق النجاة”، في حين أثبتت الزحدات أنّ هذا “الطوق” لا ينفع في شيء، وفي كلّ الحالات، وهو تبيّن بوضوح من التجربة اليمنية الأخيرة.

فقد بذلت السعودية كلّ جهودها لأجل القضاء على التحرك الشعبي اليمني، واستخدمت كلّ الأوراق المُتاحة لها، إلا أن كلّ محاولاتها باءت بالفشل. لقد جربت “المملكة العجوز” الدخولَ في حربٍ مباشرة مع أنصار الله (الحوثيين)، وفي أكثر من مقطع تاريخي، وكانت النتيجة: هزيمة ساحقة، وبكلّ معايير السياسة والعسكر.

جرّب آل سعود دعم السلفيين والإخوان اليمنيين، ودفْعهم في اتجاه المواجهة المسلحة ضدّ “أنصار الله”، وانتهت المعركة بهزيمة نكراء. وجربت الحيل السياسية، ولم تفلح. حرّكت خلاياها الإرهابيّة (تنظيم القاعدة في اليمن)، ولم تُحرز نتائج على الأرض. تساقطت كلّ أوراق التوت “السعودي”، وجذّر “أنصار الله” نصرهم في أكثر من اتجاه.

التجربة البحرانية، بوجهٍ من الوجوه، قريبة من التجربة اليمنية، إلا أن السعودية احتلّت البحرين، واستعرضت عضلاتها على شعب أعزل، فحققت “انتصاراً عسكرياً” وشكلياً، ومؤقتا، وليس أكثر من ذلك. وهو ما لم تُنجزه في المشهد اليمني، نظراً لطبيعة المجتمع اليمني وخصوصية الشعب هناك، والذي يمثّل التّسلّح جزءاً من الوضع العام، ولذلك ذاقت السعودية من بعض البأس، فلم تجرؤ على التدخل العسكري لوأد ثورتهم المظفرة.

الخليفيون يسعون لربط مصيرهم بمصير السعودية وأمريكا، وهذا أمرٌ من وجهة نظر القوى الثوريّة موشّر “طيّب”، لأن مصير الأمريكان والسعوديين بات واضحاً، وها هي قلاعهم تتساقط واحدة تلو اخرى، فيما الهزائم تنزل عليهم تترى، ولا عزاء لهم.

إن المرحلة الحاضرة هامة، واذا استطاع  الشعب البحراني أن يغتنم هذه الفرصة، وأن يُصرَّ على أهدافه في هذه المرحلة الحسّاسة والمصيرية جداً، والمؤثرة للغاية؛ فإن الأمور ستكون لصالحه، وستؤتي هذه التحركات بثمار يانعة إن شاء الله.

قد يقوم النظام الخليفي بزيادة وتيرة الضغط على المعارضة والثوار ليُنهي الثورة، وليقطع الطريق على الشعب دون الحصول على مكاسب حقيقية، ومن أجل إدخال الرعب في قلوب الثوار لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بالنسبة إليه. ولكنه لن ينجح في ذلك.

إن النظام يحاول أن يُنجح الانتخابات المقبلة، وبأي وسيلةٍ كانت. وهو راغبٌ في الانتهاء من الأزمة التي يعيشها منذ ٣ سنوات ونيّف، وهو يُقاتل من أجل أن تمرّ هذه المرحلة الحرجة بسلام، وأن يدير أزمته بدون أية “تنازلات”.

إلا أنّ النّظام لن يخرج بشيء، وسيخسر المعركة أمام الشعب وثورته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى