واشنطن

شبكة “بلومبرغ” الإقتصادية: ستخسر السعودية الكثير في صراعها مع قطر حتى وإن ربحته

من واشنطن-البحرين اليوم

نشر موقع شبكة “بلومبرغ” الإقتصادية تقريرا الجمعة (9 يونيو 2017) بعنوان: “السعودية لديها الكثير ما تخسره في نزاعها مع قطر حتى وإن ربحته”، للكاتبين غلين كاري ومارك تشامبيون.

التقرير تطرق إلى الأزمة التي تعصف بين إمارة قطر من ناحية وعدد من دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بالإضافة الى مصر من ناحية أخرى، والتي أخذت منحى تصاعديا مع قطع العلاقات الدبلوماسية لتلك الدول مع قطر وفرض حصار بري وبحري وجوي عليها.

التقرير حذّر من أن هذا التوتر في منطقة الخليج يمكن أن يؤدي إلى إلحاق أضرار بأكبر بلد مصدّر للنفط في العالم، حتى وإن ربح الصراع. وأشار الكاتبان إلى أن الخلاف حول قطر طويل الأمد وأن السعودية سعت لفرض إرادتها في سوريا واليمن. لكنهما أوضحا أن الخلاف “بدأ يسري الآن في الدائرة الداخلية للممالك الخليجية، في الوقت الذي يسعى فيه السعوديون إلى الاستثمار الأجنبي لتحديث اقتصاد يعتمد على النفط”.

ونقل التقرير عن يزيد الصائغ، أحد كبار الزملاء في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي “إن أكثر ما يثير القلق هو أن السعودية والإمارات العربية المتحدة قد تكرران ذات الأخطاء التي ارتكبت عندما قررت القيادة السعودية شن حرب في اليمن”، وأضاف “لم يكن لديهم إستراتيجية سياسية واضحة، واستندوا إلى افتراضات خاطئة، وتكبدوا تكاليف مالية باهظة وتسببوا في خسائر بشرية متفاقمة، وربّما الأسوأ يتعلق اليوم بأمنهم”.

وأشار التقرير إلى أن النزاع مع قطر بدأ في التأثير على أسواق الطاقة الأوروبية، إذ ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بعد أن غيّرت اثنين من الناقلات المليئة بالوقود القطري؛ مسارها بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط – ربما لتجنب عبور قناة السويس، التي يديرها الحليف السعودي في مصر.

ومن جانبه أكد سانام فاكيل وهو زميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتم هاوس بلندن؛ أن قطر “لن تستسلم للمطالب السعودية لأن ذلك يشكل تحديا لسيادتها وبالتالي لشرعية العائلة الحاكمة”.

التقرير حذّر من أن تداعيات الأزمة القطرية على الإستثمارات في منطقة الخليج وفي السعودية بشكل خاص، وعلى هذا الصعيد قال جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في مجموعة سامبا المالية في لندن “إن أى نزاع من هذا النوع سيؤثر سلبا على مناخ الاستثمار في كافة دول الخليج “، مضيفا ” لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتحمل حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تسعى فيه إلى جمع مليارات الدولارات من المستثمرين الأجانب من خلال بيع أسهم عملاق النفط، أرامكو “.

وأشار التقرير إلى تصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اعترف فيه بأن سمعة الخليج كوجهة مستقرة لرأس المال قد تتضرر، قائلا “لا أستطيع أن أنكر أن هذا الخلاف له خسائره”، إلا أنه ادعى ألا بديل عن مواجهة قطر. وأما الضرر الآخر الذي سيلحق بالسعودية فهو انسحاب قطر من منظومة مجلس التعاون الخليجي وتقوية علاقاتها مع إيران وروسيا، وهو أمر يبعث على القلق لدى العديد من الدوائر الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى