اوروبا

الناشط موسى عبد علي يكشف لصحيفة الغارديان تفاصيل محاولة قتله داخل سفارة البحرين

من لندن-البحرين اليوم

روى الناشط البحراني موسى عبد علي لصحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل محاولة تصفيته التي جرت داخل مقر سفارة البحرين في المملكة المتحدة. ونشرت الصحيفة تقريرا الأربعاء (7 أغسطس) تحت عنوان ”معارض بحراني خشي أن يرمى من سطح السفارة بلندن“ أوردت فيه تفاصيل محاولة القتل التي تعرض لها الناشط البحراني بعد صعوده على سطح سفارة بلاده في لندن مساء الجمعة 26 يوليو الماضي, احتجاجا على عزم سلطات البحرين تنفيذ حكم الإعدام بإثنين من الناشطين.

وبيّن الناشط خلال المقابلة الصحفية التي أجرتها معه الصحيفة, أنه كان خائفا على حياته عندما بدأ أحد العاملين في السفارة بضربه بلوح خشبي بينما كان يقف على حافة السطح في البناية المؤلفة من خمس طوابق. وقال له الموظف وهو يحمل السلاح “لدينا شخصان يتم إعدامهما في البحرين وستكون أنت الثالث“. فيما قال له موظف آخر أنه لن يساعده أحد لأنه يقف على “أرض بحرينية”.

و أوضح موسى محمد أنه أعتقد لوهلة بأنه كان سيصبح “جمال خاشقجي الثاني ، في لندن”، مشبها نفسه بالمعارض السعودي الذي قتل في قنصلية بلاده في اسطنبول العام الماضي.

مضيفا “كنت أعتقد في ذلك الوقت بأنه (الموظف) كان يحاول دفعي من أعلى السطح دون أن يرى أي شخص أنه قد فعل ذلك، بحيث يبدو كأنني سقطت عن طريق الصدفة، أو إنني قفزت من السطح“.

وبيّن التقرير أن الأمر انتهى عندما اتخذت الشرطة البريطانية ورجال الإطفاء خطوة غير عادية تمثّلت في اقتحام مبنى السفارة. وجاء قرار الشرطة بعد أن شعرت بالقلق عندما شاهدت موسى جالسا على حافة السطح وبقربه شخص آخر. إذ هدّد ضابط في الشرطة موظفي السفارة باقتحام المبنى إن لم ينزلوا من السطح.

وخلال ذلك كشف موسى أن اثنين من العاملين بالسفارة أمسكوه لاحقا وحاولوا خنقه بقميص مبلل قائلا “لم أستطع التنفس, شعرت كأنني أموت خنقا“. لكنه أفلت, وحينها حاول إثنين من موظفي السفارة ربط يديه مهددينه بإلقائه إلى أسفل السلم ”كالخروف“.

وأظهرت اللقطات التي صورها النشطاء لموسى بعد تحريره من أيدي موظفي السفارة أنه كان يعرج، فيما كانت هناك كدمات على ذراعيه وساقه اليسرى، تم توثيقها في فحص طبي تم إجراؤه في عيادة بلندن بعد يومين.

وأشار التقرير الى أن سفارة البحرين أصدرت بيانا حول الحادثة أشادت فيه بـ “كفاءة وشجاعة“ موظفي السفارة متهمة الناشط بالتعدي على أملاك الغير, وواصفة الإدعاءات بمحاولة قتله بأن لا أساس لها من الصحة.

التقرير قدّم تعريفا بموسى محمد، واصفا إياه بالناشط حقوقي، غادر البحرين وحصل على اللجوء في المملكة المتحدة في عام 2006 بعد أن تعرض للإعتقال والمضايقة بشكل متكرر من قبل السلطات في الدولة ”الإستبدادية“.

ولفت التقرير إلى أن الناشط قرر أن يصعد في وقت متأخر من المساء الى سطح السفارة رافعا لافتة مكتوبة بخط اليد جاء فيها “إنني أخاطر بحياتي لإنقاذ رجلين على وشك أن يتم إعدامهما في الساعات القليلة المقبلة“ صارخا ”يسقط حمد“.

وكشف الناشط موسى أنه يستعد لتقديم شكوى رسمية إلى شرطة متروبوليتان يطالبهم فيها بالتحقيق في الإعتداء عليه من قبل موظفي السفارة.

و دعا موسى وزير الخارجية البريطانية الجديد دومينيك راب إلى طرد سفير البحرين فواز الخليفة بغض النظر عما إذا كان ما حدث تم تحت إشرافه أو قيادته. محذّرا من أن بريطانيا ستصبح مثل ”غابة يفعل فيها الناس مايريدون“.

ومن جانبه دعا سيد أحمد الوداعي مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD) الحكومة البريطانية الى إنهاء ”تواطئها“ مع سلطات البحرين، لافتا إلى أن حكومة المملكة المتحدة أنفقت ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب لتوفير التدريب لقوة الشرطة في البحرين، إلا أن الاضطهاد في البحرين يزداد سوءًا، مع مزيد من العنف ومزيد من عمليات الإعدام بحسب قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى