اوروبا

في ندوة بذكرى الإستقلال: حل أزمة البحرين لن يتحقق بعودة القوات البريطانية إلى البلاد

من لندن-البحرين اليوم

عقد تكتل المعارضة البحرانية في المملكة المتحدة ندوة الثلاثاء 13 أغسطس، بمناسبة حلال الذكرى الـ 48 لإستقلال البحرين التي تحل يوم غد الأربعاء. عقدت الندوة تحت عنوان ”العودة البريطانية إلى شرقي السويس، المسؤوليات الأخلاقية والسياسية والإنسانية“ بمشاركة جمع من المختصين والناشطين الذين استعرضوا أسباب هذه العودة العسكرية وتداعياتها على المنطقة فضلا عن المسؤوليات البريطانية المترتبة عليها.

أدار الندوة المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي، الذي أكد على أهمية فتح هذا الملف بالتزامن مع ذكرى الإستقلال، لأن هذه العودة البريطانية تمت عبرة بوابة البحرين التي غادرتها القوات البريطانية مطلع السبعينات من القرن الماضي. لافتا إلى أن البلاد تعيش اليوم حالة من القمع والإنتهاكات التي ترتكبها السلطات مشيرا إلى أن المملكة المتحدة شريكة في هذه الإنتهاكات كما وأنها ”وللأسف تحاول تبييضها“.

كان أول المتحدثين البروفيسور البريطاني ”رودني شكسبير“ الذي بدأ كلمته بالإشارة إلى التوتر المتصاعد في المنطقة بسبب سياسات الولايات المتحدة التي تزيد يوما بعد آخر من إحتمالات وقوع حرب، لافتا إلى أن التواجد العسكري والبريطاني والإسرائيلي في منطقة الخليج ربما سيشعل فتيل الحرب في أي وقت.

وأما الناشط مراد قريشي من ”تحالف وقف الحرب“ فاعتبر إن إنشاء قاعدة عسكرية بريطانية في البحرين ”مخالف للسياسة البريطانية القائمة على الإنسحاب من شرقي قناة السويس“، مؤكدا على أن بريطانيا لم تعد اللاعب الأكبر في المنطقة إلا انها ورغم ذلك تعزز من علاقاتها وروابطها مع الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.

وبشأن التنسيق البريطاني الأمريكي حول تطورات الأحداث، أشار مراد إلى الإجتماع الذي عقد مؤخرا بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون و رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث أكد فيه بولتن على أهمية تقوية الروابط الإقتصادية بين البلدين على أعتاب خروج بريطانيا المتوقع من الإتحاد الأوروبي. لكن قريشي شكك في العرض الأمريكي معتبرا أن أي تعاون اقتصادي سيكون على حساب تلبية مطالب أمريكية (في إشارة إلى الحرب ضد إيران).

وأوضح قريشي أن ذكرى الإستقلال تمر في وقت تعيش فيه البحرين أوضاعا استثنائية، إذ تصاعدت وتيرة انتهاكات حقوق الإنسان، حيث الإعدامات وإسقاط الجنسية والإعتقالات التعسفية وممارسات التعذيب وتغييب القادة المعارضين، مؤكدا على تضامن تحالف وقف الحرب مع الشعب البحراني و أنه ”لا ينبغي نسيان كفاح الشعب المتواصل طوال نصف قرن ضد الدكتاتورية“.

الناشط البريطاني ليندن بيترز ذكّر بان عائلة آل خليفة انقلبت على دستور الإستقلال عام 1975 واستحوذت على ثروات البلاد وخاصة النفطية منها وكأن الإستقلال ”أعطي إلى العائلة الحاكمة وليس إلى شعب البحرين“. وفيما يتعلق بالعودة العسكرية البريطانية إلى المنطقة عبر البحرين أوضح بيترز، بأن العودة لم تعد مرتبطة بالنفط وإنما بهدف تحجيم دور إيران في المنطقة.

وشدّد بيترز على أن قرار هذه العودة لم يتخذه الشعب البريطاني وإنما اتخذته نخبة تريد دعم الدكتاتوريات من أجل جني أرباح خاصة. ولفت بيترز إلى أن كلية سانت هيرست العسكرية أصبحت مؤسسة ”لتخريج الدكتاتوريات“.

واختتم الناشط البريطاني مداخلته بالتأكيد على أن الثورة في البحرين نجحت وأن السلطة الحاكمة منيت بفشل ذريع لأنها ” لم تستطع قمع الثورة إلا عبر الإستعانة بالقوات السعودية والإماراتية“.

وأعرب الناشط علي الفايز عن خيبة أمل شعب البحرين إثر انقلاب العائلة الحاكمة على الدستور عام 1975 بعد أن ظن الشعب عقب إستقلال بأن الطريق باتت معبّدة أمام إقامة نظام ديمقراطي . وتساءل الفايز عما إذا كانت بريطانيا حقا غادرت البحرين أم إنها ظلت تدير الأوضاع فيها من وراء الكواليس، مستشهدا بالدور الذي لعبة المستشار الأمني البريطاني ايان هندرسون في قمع ثورات الشعب عقب الإستقلال.

ولفت الفايز إلى أن هناك أزمة حقيقة في البحرين إذ أن هناك ثورة في البحرين تتجدد كل عقد من الزمن، وأن حل هذه الأزمة ”لايتم عبر إقامة القواعد العسكرية أو إرسال السفن الحربية إلى المنطقة“ بل عبر إقامة انتخابات حرة ونزيهة تنبثق منها حكومة تعبر عن الإرادة الشعبية.

اختتمت الندوة بكلمة الناشط الحقوقي البحراني سيد أحمد الوداعي الذي عرض فلما قصيرا حول ذكرى الإستقلال وكذلك حول اقتحام الشرطة البريطانية لمقر سفارة البحرين في لندن أواخر شهر يوليو الماضي من أجل إنقاذ حياة الناشط البحراني موسى عبدعلي، الذي اعتلى سطح السفارة إحتجاجا على عزم سلطات البحرين إعدام ناشطين. وبيّن الوداعي أن صمت المجتمع الدولي وعدم ضغطه على العائلة الخليفة لوقف عملية الإعدام، هو الذي دفع بالناشط عبدعلي ”الشجاع“ إلى الإعتصام من أجل جذب أنظار الحكومة البريطانية، لكنها وللأسف لم تتدخل، وكانت النتيجة إعدام الناشطين في اليوم التالي للحادثة.

وانتقد الوداعي الدور البريطاني في البحرين لافتا إلى أن ”البصمة البريطانية واضحة على طول مسار الإنتهاكات في البلاد بدءا من الإعتقال وانتهاءا بالإعدام“، معتبرا أن بريطانيا تتولى مهمة تبييض انتهاكات النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى