الخليجتقارير

الشيخ محمد العريفي: الطبعُ أقوى من التطبّع.. “أيها الصفويون الرافضة”

Capture

البحرين اليوم – (خاص)

 

“إثارة النعرات الطائفية هو خطأ يؤدي الوقوع فيه إلى تدمير البلاد”.

الشّيخ محمد العريفي، خطبة الجمعة، 5 يونيو 2015م.

 

قبل شهرِ، أو يزيد، أعلن الشيخ العريفيّ أنّ الشّيعة “سيزولون” نهائياً أو “يهتدون”. خلاصة توصّل إليها الرّجل بعد دراسة الرّوايات الخاصة بآخر الزّمان.

بعد تفجيرات القديح وحيّ العنود، عادَ الشّيخ العريفيّ إلى اللّعبة المفضّلة: الاستدارة. إلا أنّ الرّجل -الذي أُحتِجز في أكتوبر من العام الماضي في السّجن، بضعة أسابيع، لأنّه انتقد “قطار المشعر الحرام” في السّعوديّة – لم يعتد كثيراً على تغيير ملابسه، وأطباعه.

في الخطبة الأخيرةِ، لم يجرؤ العريفيّ على توصيفِ ضحايا تفجيري مسجد الإمام علي والإمام الحسين ب”الشهداء”، ولم يُطاوعه لسانه على اعتبار شيعة المنطقة الشرقيّة – على أقل تقدير – مسلمين.

“الطّبع يغلب التطبّع”. وهذا هو حال العريفيّ الذي جزمَ بأشدّ العبارات أنه – ومنْ يمثّل – لم يتورّطوا في الخطابات الطائفيّةِ، ولا في إثارة الفتن المذهبيّة. جزمٌ سرعان ما تهالكَ، وفي الخطبةِ نفسها، حينما أعادَ العريفيّ الحديث بلغة “السنة والشيعة”، و”قلَب له ظَهْر المِجَنّ” بالحديث عن “إيران” و”المليشيات الطائفيّة” في العراق.

العريفي لا مانع لديه في أن يُقدِّم برنامجاً دينيّاً في شهر رمضان في قناةٍ لبنانيّةٍ لا علاقة لها بالخطابِ الدّيني أو الوعظ، مثل قناة “إل بي سي”. ولكنه لا يتردّد في “الإفتاء” لمقاطعةِ قناة “إم بي سي”. وكأن الحديث: هنا قناة مع الإسلامِ، وأخرى ضدّه!

لم يكن غريباً أن اسم العريفي وصوره وُضعت داخل الدّوائر الحمراء أثناء تشييع الشهداء. هو معروفٌ باعتباره أحد رموز الفتنةِ الطائفيّة، وفي سيرته “علامات” سوداء على التحريض المذهبي.

بعد التفجيرات الإرهابيّة، والوجه الجديد الذي تحاول السّلطات السعوديّة الظهور به؛ أرادَ العريفي أن يركب الموجة، وبالميزان نفسه: محاولةٌ لتبييض “الصفحة” بالكلام المعسول. إلا أنّه ظلّ يراوح مكانه.

من سوء حظ العريفيّ أنّ الأرشيف مليء بما يُدينه، ويُثبت دوره التحريضي “العريق”.

“لم يكتفِ الرافضة بفسادِ المعتقد”، يقول العريفي، “وإنما زادوا عليه البغيّ والاعتداء”، يُكمِل فتنته في المؤرّوخة في أبريل من العام الجاري.

ولأن قناة “وصال” هي بيتُ التكفيريين والطائفيين “الجامع”، فكان لابدّ للعريفيّ أن يحلّ فيه، ويحكي للنّاس عبرها عن “شرك” الرافضة و”الدين” الذي يتعبّدون به.

العريفي الذي مُنِع من دخول دولٍ أوربيّة لشبهة ارتباطه بدعم الإرهابِ، قال في أحد رموز الشّيعة (السيد علي السيستاني) أوصافاً لا تليق لا برجل دين، ولا بمنابر الصّلاة التي يخطب فيها. ولكنها أوصافٌ – في المقابلِ – تليق بالخطيب الذي يعجن بقاموس “الصفويين” و”المجوس” ويسلّ سيفه للجهاد في بلادِ الشّام، حيث “داعش” و”النّصرة”، التي تجمعهم معه الجذور والصلاتُ العميقة.

في الخلاصة، العريفيّ هو ابن البيئة التكفيريّة التي ينتظر أهالي شهداء الدالوة والقديح والعنود أن تلاحقها السلطات. انتظارٌ قد يطول في ظلّ تلاعبٍ وهروبٍ مزدوج يقوم به وجوه التكفير والرّعاةُ الرسميون لهم.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى