مقالاتمقالات

البعثات الدراسية في البحرين تسييس وطأفنة وإقصاء لأبناء البلد الأصليين

البحرين اليوم-مقالات

بقلم: يعقوب الستري – كاتب من البحرين

يعود ملف البعثات الدراسية إلى الواجهة في البحرين في مثل هذه الأيام من كل عام، مع إطّلاع الطلبة المتقدمين على نتائج القبول التي تسبّب عادة صدمة لعدد كبير من الطلبة. إذ عادة ما تكشف تلك النتائج عن حرمان نسبة كبيرة من الطلبة من البعثات بالرغم من حصولهم على معدلات عالية وصل بعضها الى 100٪ كما كشفت أحدى النائبات في برلمان البحرين. مما أثار إتهامات ضد الحكومة بطأفنة البعثات واتباع سياسة تمييز طائفية ضد أبناء الأغلبية البحرانية.

ومما يؤكد هذا الإتهامات إحصائيات موثقة رصدت هذا التمييز منذ العام 2011 الذي اندلع فيه الحراك الشعبي في البحرين. حيث تم تقليل عدد البعثات، وجعل أكثرها داخل البحرين لا خارجها، وتم وضعها رهن موافقة الديوان الملكي، وذلك ضمن سياسة ممنهجة تهدف لعقاب البحرانيين الذين شاركوا في التظاهرات المطالبة بالتحول الديمقراطي.

وشملت تلك العقوبات حرمان طلبة متفوقين من أبناء الأغلبية البحرانية من الحصول على حقهم الطبيعي في بعثات للتعليم الجامعي تلبي رغباتهم بالرغم من نيلهم نسب نجاح عالية تجاوزت 95٪.

ومن جانبها ترفض وزارة التربية والتعليم هذه الإتهامات ولكنها في ذات الوقت ترفض الكشف عن نتائج البعثات! مما يعزز الإتهامات بوجود بعد سياسي، وراء هذا الرفض القاطع لنشر نتائج البعثات. فالسلطات الحاكمة وضعت نظاما للقبول في البعثات، يعطي نسبة 40% من التقييم للمقابلات التي تجرى مع الطلبة، فيما لايحظى معدل النجاح إلا بالنسبة المتبقية. مما يتيح للسلطات التلاعب في تقييمات القبول. لقد أدت هذه السياسة الى تدمير آمال وطموحات العديد من الطلبة الموهوبين ممن لم يعطوا البعثات التي يستحقونها، ضمن سياسة تمييز وإبادة وانتقام ممنهجة ضد البحرانيين.

واقع أكّدت عليه الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي لحقوق الإنسان العام الماضي، إذ أشارت إلى أن الحكومة عرّضت قادة الحراك ونشطاء المنظمات غير الحكومية الى جملة من المضايقات منها “استجواب غير مناسب” لأبنائهم خلال المقابلات التي أجريت لهم للحصول على منح دراسية حكومية.

إن تسييس البعثات وطأفنتها يهدف بحسب البحرانيين، إلى القضاء على مستقبلهم ضمن سياسة إبادة جماعية تهدف الى استبدلاهم بمجنسين وموظفين أجانب، واقصاء أي دور لهم في رسم مستقبل البلاد، عبر محاربة الطلبة المتفوقين الذين هم قادة المستقبل وبناة الوطن، وتحويلهم الى غرباء على الأرض التي استوطنها أجدادهم منذ آلاف السنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى