مقالاتيوسف الحوري

رسالة إلى حمد الخليفة: قبل أن يحل الطوفان

 

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: يوسف الحوري

ناشط بحراني مقيم في ألمانيا

 
لم يشعر البحرانيون بالفخر و العزة والكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية وأنهم مواطنون متساوون منذ قدوم أجداك غزاةً من الزبارة في قطر إلى وطني البحرين، وتعزز هذا الشعور بعد أن ورثت يا حمد من أبيك عيسى مقاليد الحكم في ظروف غامضة.

عرفناك كاذبا حانثا باليمين، فحين أقسمت على كتاب الله العزيز في مجلس السيد علوي الغريفي “طيب الله ثراه”؛ كانت الشكوك حول مصداقية والتزام يدك بالقسم تشتعل في رأس الجميع، بمن فيهم مواليك، لأن البحرانيين مؤمنون أن اليد التي نمتْ من مال السحت والحرام؛ لا تكترث بحرمة قرآن ولا بعهود مع الشعب، وهذا ما تأكد لهم لاحقا مع تسريب مستشارك السابق د.صلاح البندر لملف المؤامرة الشهير “تقرير البندر”، فكان لك ما تريد. المهم لديك أن تصبح ملكا لتدخل نادي “الملوك”، وتتحول الجزيرة ذات الثلاثة والثلاثين أرخبيلا مملكةً لك من أجل تضمن توريثها لأبناء العتوب.

أحداث و مواقف مؤرشفة أثبتت فيها للبحرانيين أنك لست إلا مستبد و مستأثر بالسلطة والحكم لك ولعائلتك ومقربيك، حتى جاءت ثورة 11 فبراير ٢٠١١ معلنة الطلاق البائن بينك وبين البحرانيين.

لازالت مشاهد دخول جيش جرار من السعوديين والإمارتيين عبر الجسر المرتبط بشبة الجزيرة العربية إلى البحرين عالقا في الأذهان، هذا البلد الذي لا يتعدى سكانه الأصليون مئات الآلاف. جاءت الجيوش لسحقهم في دوار اللؤلؤة، وفي مناطقهم. وجزيرة سترة شاهدة على جريمتك وخيانتك العظمى.

منذ ذاك التاريخ اعتقلت أكثر من 10000 بحراني، يتقدمهم الرموز الدينية والسياسية والوطنية، مضافا إلى ذلك عشرات النساء والأطفال، وأسقطت جنسية ما يقارب 450 مواطنا بحرانيا، وهجّرت قسريا العشرات منهم، وقطعت أرزاق الآلاف بعد أن أمرت بفصلهم من وظائفهم، وهدمت 40 مسجدا، حتى بات هدم المساجد “علامة مسجلة” باسمك في العصر الحديث.

لم تكتف بذلك، فتوغلت أكثر عندما استهدفت القامة الشامخة و المرجعية الأبوية للشعب المتمثلة بآية الله الشيخ عيسى، قاسم دام ظله، والسبب واضح لدى الجميع، فعقدة التأثير على الجماهير كانت تمثل لك جمرة في الكبد، خصوصا بعد التاسع من مارس عام 2012 بعدما وصفت الجموع الغفيرة التي خرجت في الشوارع بـ”الشرذمة”.

كل ذلك موثق ومعلوم لدى المجتمع الدولي، ولا يحتاج إلى المزيد من التوضيح والسرد والاستعراض، فالحديث عن مخازيك على الصعيد الداخلي مع الشعب لا يستوعبه مقال، واللجنة التي انتدبتها تحت ضغوط دولية برئاسة الراحل البروفسور بسيوني وثّقت عشرات المئات من وصمات العار على جبينك من الانتهاكات الفظيعة التي ارتبكتها بمعية نظامك والجيش الذي استدعيته من خارج البلاد لمواجهة الثائرين عليك.

أكتب إليك اليوم هذه الرسالة بعد أن وصل بك الحال من الارتهان عند صبي من آل سعود، أصغر سنا من ولي عهدك الذي هو نسخة منك أيضا.

في هذه الرسالة أعرض عليك حلولا للمأزق الذي انت وعائلتك فيه للخروج منه بأقل الخسائر التي سوف تطالكم عاجلا أم آجلا.

⭕ في الشأن الداخلي:

1- الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والحقوقيين، وفي مقدمتهم الرموز القادة، ورفع الحصار عن آية الله قاسم وإرجاع المبعدين قسرا والمهجرين الذين اضطرتهم الظروف الأمنية لمغادرة البحرين.

2- الاعتذار للشعب البحراني في التلفزيون والصحف الرسمية على ما كل ما ارتكبته من جرائم بحقهم وبحق مقدساتهم ورموزهم الدينية و الوطنية.

3- التعويض ماديا لكل المتضررين من جرائمك وجرائم نظامك، وجبر خاطر عوائل الشهداء الذين سقطوا منذ توريثك الحكم.

4- تسليم السلطة طوعا إلى المعارضة البحرانية ليشكلوا حكومة إئتلاف وطني، تقود البحرين في مرحلة الفراغ السياسي لحين إجراء انتخابات لتشكيل الحكومة التي توافق الشعب البحراني عليها وعلى صيغتها.

6- إرجاع الأموال خزينة الدولة التي ورثتها من أبيك و كسبتها بفترة توليك الحكم.

7- تسليم كافة الوثائق والمستندات الرسمية المتعقلة بالدولة إلى الحكومة المنتخبة “مؤقتا”.

5- حزم حقائبك ومغادرة البحرين وطلب اللجوء في أحد الدول الأوربية أو العربية.

⭕ على الصعيد الإقليمي والدولي:

1- فك التحالف مع السعودية والإمارات والتوقف عن “رتويت القرارات لهم” والانسحاب من العدوان الغاشم على اليمن والاعتذار للشعب اليمني.

2- التراجع عن حصار قطر والاعتذار للشعب القطري على مشاركتك في الحصار وإلحاق الأضرار بهم ماديا ومعنويا.

3- وقف المساهمة في التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية ووقف الهجوم الإعلامي من قبل الإعلام الرسمي المرئي والمسموع تجاه لبنان والاعتذار للشعب اللبناني.

في حال قمت بهذه الخطوات العملية فإني أعدك بتشكيل لجنة مكونة من عدة أطراف بحرانية مؤثرة تدعو لوقف ملاحقتك دوليا، كونك متورطا في جرائم ضد الإنسانية وسوف تقوم هذه اللجنة بالتفاوض مع المعارضة البحرانية والشعب البحراني و عوائل الشهداء والضحايا والمتضررين على التالي:

1- محاولة ضمان عدم اعتقالك من جانب الحكومة المؤقتة عند تسليمك السلطة لحين مغادرة الأراضي البحرانية.

2- إبقاء في البحرين كل من لم يثبت تورطه من عائلتك العتوب بجرائم بحق الشعب البحراني.

3- محاولة ضمان عدم ملاحقتك وأفراد اسرتك قضائيا في المحاكم الدولية.

4- تسهيل إجراءات الحصول لك على لجوء في إحدى الدول الأوروبية.

فنصيحة أن تتعقل وتستوعب رسالتي إليك، وأن تقبل هذا العرض، فالمنطقة مقبله على تحول كبير، وكل المؤشرات تفيد أنك من بين أكبر المشمولين والمتأثرين سياسيا من هذا التحول، وعندها لا أستطيع أن اتنبأ لك ماذا سيكون مصيرك، فلا تأمن وتثق وتعتمد على آل سعود و آل نهيان، فمصيرهم غير مضمون، ومن المؤكد أن مستشاريك وضعوك في المشهد السياسي التي تمر به المنطقة، ونحصوك بما أنصحك به الآن، وهو بأن مستقبلك السياسي على كف عفريت، خصوصا بعد أن سلمته في يد بلطجي آل سعود.. محمد بن سلمان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى