اوروبا

في ندوة بلندن: بإعدامه نقش آل سعود اسم الشهيد النمر على قائمة العظماء.. وأما هم فعلى قائمة “المنبوذين”

من لندن-البحرين اليوم

عقدت في العاصمة البريطانية لندن الخميس(4 يناير 2017) ندوة تحت شعار “مداد العلماء ودماء الشهداء” إحياءا للذكرى السنوية الثانية لإعدام عائلة آل سعود آية الله الشيخ نمر باقر النمر وثلاثة ناشطين آخرين من أبناء المنطقة الشرقية.

 

الندوة التي حضرها جمع غفير من محبّي الشيخ الشهيد من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية؛ ألقيت خلالها ثلاث كلمات لكل من الناشط السياسي البحراني علي مشيمع والإعلامي اللبناني يحيى حرب والناشطة الحقوقية زينة طاهر، فيما تولى إدارة الندوة المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي.

الدكتور سعيد الشهابي

الشهابي افتتح الندوة مشيرا إلى شجاعة الشهيد النمر الذي “تحدى جبروت وطغيان عائلة آل سعود، التي انتهكت الحقوق الإنسانية للمواطنين”، وعبثت بمقدرات البلاد وشنت الحروب العبثية، لافتا إلى أن دماء الشيخ النمر لن تذهب سدى وستطيح بعرش آل سعود يوما.

الناشطة العراقية زينة طاهر، التي شاركت بفاعلية في الحملات التي دعت إلى إيقاف إعدام الشيخ النمر وإطلاق سراحه؛ ألقت كلمة مؤثرة تطرقت خلالها إلى الجانب الإنساني في حياة الشيخ الشهيد الذي كان حافلا بالعطاء، حيث جلوسه مع الفقراء والمحتاجين وتواضعه الجم، معتبرة أن إحياء ذكراه هو إحياء لـ”لكرامة والشرف والوقوف بوجه الإستبداد”.

الناشطة زينة طاهر

وأوضحت طاهر بأنها أجرت دراسة قانونية لمحاكمة الشيخ النمر أثبتت أن محاكمته كانت غير قانونية وغير عادله، مشيرة إلى أن جثمانه الطاهر وجثمان ثلاثة ناشطين آخرين ممن أعدمتهم السلطات معه؛ لم تُسلّم إلى ذويهم، ولاتزال مجهولة المكان.

وذكّرت الناشطه بحراك الشيخ النمر من أجل المطالبة بالحقوق، والذي بدأ بتقديمه عريضة الإصلاح في العام 2007 التي تجاهلتها سلطات آل سعود، وكذلك بوقوفه إلى جانب ثورة الرابع عشر من فبراير التي اندلعت في البحرين عام 2011.

واوضحت الناشطه بأن رسالة الشيخ النمر قد وصلت إلى كافة أنحاء العالم حيث يحتفل بذكراه اليوم في مختلف بقاع الأرض، من ملبورن في استراليا ومرورا بكراجي في الباكستان وانتهاءا ببرلين ولندن وغيرها من المدن العالمية. وأكدت طاهر على أن النمر كان “ثوريا وقد نقش آل سعود اسمه على قائمة العظماء” داعية إلى إخبار العالم بقصته.

الناشط علي مشيمع

الناشط علي مشيمع
كان المتحدث الثاني في الندوة الناشط السياسي البحراني علي مشيمع الذي ابتدأ كلمته بتلاوة آية الشهادة من القرآن الكريم ثم عرج على ذكر أسباب الإحتفاء بذكرى النمر، ومنها أن الطبيعة البشرية تميل إلى الإنجذاب للمواقف البطولية والشجاعه التي يتصاغر أمامها الطغاة، مشيرا إلى أن استذكار مواقف الرسول الأعظم والإمام علي في صدر الاسلام “يشعر بالفخار والكبرياء حيث يتصاغر كل الطغاة عند ذكرهم وهكذا يتصاغر آل سعود أمام النمر”.

وبيّن مشيمع أن النمر كان “ميزانا لتجلي الحق”، حيث يُختبر العلماء والنخب، منتقدا حالة الخذلان والصمت عن إعدامه، وداعيا للإنتصار لمبادئ النمر “لأنه كان ناصرا للمستضعفين وخاصة الثورة البحرانية”.

وأوضح مشيمع أن الإنتصار لأية الله النمر يتم بإحياء ذكراه وبنشر أفكاره وبالكتابة عنه والمشاركة في الفعاليات التي تناهض الظالمين، وكذلك في ممارسة ضغوط سياسية على الحكومة السعودية، معتبرا أن هناك مسؤولية اخلاقية علي الحكومة العراقية لممارسة مثل تلك الضغوط.

واختتم مشيمع كلمته بالتأكيد على أن الظالمين “سيتقهقرون”، وأن “مصير النمر في شهادته سيكون أعظم عما كان عليه في حياته، وأما اعداؤه فليس لهم ذكر بل سيذكرهم التاريخ بالعلن”.

الإعلامي يحيى حرب

الإعلامي يحيى حرب
وكانت المتحدث الأخير في الندوة؛ الإعلامي اللبناني يحيى حرب الذي ابتدأ كلمته بوصف الشيخ النمر بالإمام الصالح الذي استشهد لأنه قال كلمة حق أمام سلطان الجائر، فعاش كريما سيدا لنفسه ومخلصا للعهد، وكان شخصية دينية وسياسية نصيره للمظلومين، وقد دفع ثمن معارضته للنظام السعودي الجائر وكعادة المقاومين.

وأوضح حرب أن النمر كان من دعاة الإصلاح الإسلامي ومنتقدي السياسات الطائفية، وداعية للحوار والتسامح، لافتا إلى اعتقاله والى مرافقته للحراك الشعبي السلمي المطالب بالحقوق ووقف سياسات التمييز. وبيّن حرب أن النمر طالب بإلغاء البرامج الدراسيه التي تروج للفكر التكفيري.

وفي إشارة منه لحملة “مكافحة الفساد” التي تشهدها السعودية هذه الأيام؛ اعتبر حرب أن النمر كان سابقا لعصره عندما اتهم النخب السعودية بالفساد، فها هو اليوم محمد بن سلمان يسعى لتحويل السعودية إلى “مملكة للطرب”.

وأشار حرب إلى التقرير الأخير الذي أصدرته الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم والذي وصف السعودية بأنها دوله مثيرة للقلق على صعيد الحريات الدينية، مشيرا إلى هجومها على بلدة العوامية واستمرار عمليات تصفية واعتقال الناشطين. وأكد حرب في ختام كلمته على أن الشهيد النمر “يقف في صف الأحرار فيما يقف النظام السعودي في صف القتلة المنبوذين”.

هذا واختتمت الندوة بعرض فلم قصير حول الشهيد آية الله الشيخ نمر النمر. يذكر أن السلطات السعودية أقدمت مطلع العام 2015 على إعدام 47 شخصا من بينهم آية الله النمر وثلاثة ناشطين آخرين من المنطقة الشرقية بتهمة المشاركة في الاحتجاجات المطلبية التي عمت المنظقة في العام ٢٠١١م.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى