ما وراء الخبر

البحرين عرّابة التحالف الخليجي مع “إسرائيل”

من المنامة-البحرين اليوم

دخلت علاقات دول الخليج العربية مع الدولة العبرية، مرحلة حاسمة قد تتوّج بعقد تحالف عسكري بين الطرفين. فقد كشفت “القناة 12” الإسرائيلية في تقرير لها النقاب عن مساع تبذلها تل أبيب من أجل توقيع اتفاقية “عدم حرب” مع دول بالخليج من أجل التصدي لـ “خطر إيران“.

وبحسب التقرير فإن التحالف بين الطرفين لن يقتصر على الجانب العسكري، بل سيشمل مكافحة الإرهاب والتعاون الإقتصادي، بالإضافة إلى حل قضية فلسطين وفقا لما بات يعرف بصفقة القرن.

وفي هذا الخضم تبدو البحرين عرّابة مثل هذا التحالف! فالبحرين استضافت قبل ثلاثة أشهر مؤتمرا في المنامة اعتبر الخطوة الأولى لتنفيذ صفقة القرن التي طرحتها الإدارة الأمريكية، وكانت البحرين المبادرة وبصوت عال للدفاع عن الهجمات الإسرائيلية سواء على لبنان أو سوريا أو العراق واعتبارها دفاعا عن النفس، فيما انفكت تصف خصوم الكيان الصهيوني في المنطقة بالإرهابيين.

كما وأن للعائلة الحاكمة في البحرين تاريخ طويل من اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين وفي استضافة وفود اسرائيلية. وجاء اللقاء العلني بين وزير الداخلية الخليفي خالد الخليفة ووزير خارجية إسرائيل كاتس هامش المؤتمر السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، ليكشف دور المنامة على هذا الصعيد.

فقد كشف كاتس عرضه مبادرة على نظرائه الخليجيين خلال المؤتمر تهدف لتطبيع العلاقات في مجالي “مكافحة الإرهاب” والتعاون الاقتصادي معتبرا أن “هذه الخطوة التاريخية ستضع نهاية للصراع وستسمح بالتعاون المدني لحين التوقيع على اتفاقيات سلام“.

ومن المقرر أن تتضمن المبادرة أربعة بنود تتمحور حول تطوير الصداقات والتعاون بين الجانبين، اتخاذ خطوات ضرورية وفعالة لضمان عدم انطلاق نشاطات أو تهديدات قتالية وعداء وتآمر ضد كل طرف، والإمتناع عن الإنضمام والدفع أو مساعدة ائتلاف أو منظمة أو تحالف ذي طبيعة عسكرية أو أمنية، مع طرف ثالث وأخيرا حل أي خلافات ناشئة عن الاتفاقية عن طريق المشاورات.

ويلاحظ من هذه البنود انها تهدف الى تعزيز التعاون الإقتصادي وبمايهدف مصالح الدولة العبرية،في تكملة للدور الأمريكي على هذا الصعيد الذي فاز بحصة الأسد. كما وأنها تمنع دول الخليج من تقديم أي مساعدة مادية أو عسكرية وحتى سياسية لأي طرف معاد لإسرائيل وهذا يشمل الفلسطينين.

وأخيرا فإن الهدف الأساسي وكما كشف كاتس فهو مواجهة إيران وتحجيم نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. لكن تطورات الأحداث في المنطقة تشير إلى فشل الولايات المتحدة في تحجيم الدور الإيراني بل وفي مواجهتها بعد أن أصبحت لها اليد الطولى في المنطقة، وسط عجز أمريكي واضح عن مواجهتها، فكيف ستنجح اسرائيل في تحقيق هذا الهدف الذي عجزت عن تحقيقه الإدارة الأمريكية؟

إن هذا التوجّه الذي تقوده البحرين يعكس بحسب مراقبين حالة اليأس والإحباط التي تمر بها السعودية وحلفاؤها في المنطقة, الذين خسروا جميع اوراقهم في هذا الصراع ولم تعد لديهم سوى الورقة الإسرائيلية المحترقة. فاسرائيل التي فشلت في مواجهة فصائل المقاومة في المنطقة هي أعجز من أن تحمي دول الخليج، التي تقع في مرمى الترسانة العسكرية الإيرانية.

ولذا فيبدو واضحا ان الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو استنزاف خزائن دول الخليج، وتطبيع العلاقات معها بهدف تحقيق هدف أساسي ألا وهو تمرير صفقة القرن التي ترمي لتصفية القضية الفلسطينية. ويبدو ان العائلة الخليفية أصبحت حصان طروادة الإسرائيلي لفتح الأبواب على مصراعيها امام اسرائيل في منطقة الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى