اوروبا

سعيد الشهابي يدعو الى اعتبار حصار الشعوب ”جريمة ضد الإنسانية“

من لندن-البحرين اليوم

كتب الدكتور سعيد الشهابي مقالة في صحيفة القدس العربي تحت عنوان“ حصار الشعوب جريمة ضد الإنسانية“ حذّر فيها من تداعيات الحصار على الشعوب داعيا الى تجريمه واعتباره جريمة ضد الإنسانية. أكد الشهابي في مقالته على ان سياسات الحصار عادة ما يصيبها الفشل عبر التاريخ ولا تحقق أهدافها, مشيرا الى الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين في صدر الدعوة لكن المسلمون خرجوا من ذلك الحصار ”أشد عزيمة وأربط جأشا“.

واما في العصر الحديث فأشار الشهابي الى الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن والذي تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث. وبيّنت المقالة أن سياسة الحصار فشلت فشلا ذريعا في تحقيق نصر عسكري للسعودية في اليمن , وأصبحت اليمن تهدد السعودية وترد عليها في عمقها مما دعا الأخيرة الى الدخول في مفاوضات مع جماعة انصارالله, وهذا يعني أن ”الحصار بشكل عام لا يدفع بلدا للاستسلام، بل تؤكد الوقائع انه كثيرا ما ساهم في تقوية البلد المحاصر“.

ورأى الشهابي أن أولى ثمرات فشل الحصار على اليمن هي انعكاساته على الحصار الذي فرضته السعودية وحلفاؤها على قطر. مشيرا الى فشله وقد ظهر ذلك من خلال مشاركة دول الحصار في بطولة كأس الخليج المقامة في قطر, كما وان ان قطر ظلت ثابتة على مواقفها ولم تغير سياساتها فهي “تحتفظ بتحالفها مع تركيا وعلاقاتها الطيبة مع ايران وخيوط تواصلها مع جماعة الاخوان المسلمين الذين استهدفتهم قوى الثورة المضادة بدون رحمة“.

وشدّد الشهابي على ان الحصار سلاح جائر“يجب ان يصنف ضمن اسلحة الدمار الشامل، فهو لا يميز بين المذنب والبريء، الرجل والمرأة، الكبير والصغير“, مشيرا الى معاناة العراقيين خلال الحصار الذي فرض عليهم عقب غزو صدام للكويت عام 1990, وكذلك الحصار الجائر على الفلسطينيين خصوصا سكان غزة فهو ”الآخر جريمة حرب يرتكبها الاسرائيليون بدعم الامريكيين وصمت العالم.“.

وذكرت المقالة الحصار المفروض على ايران منذ أربعة عقود معتبرا إياه “الاشرس في التاريخ الحديث“. لكنه لفت الى ان ايران نجحت في الأتفاف على الحصار وتحولت في ظله الى قوة لا يستهان بها في المنطقة والعالم.

واختتم الشهابي مقالته بالتأكيد على ان الحصار لا يصنع انتصارا لمن يفرضه، ولا هزيمة لضحاياه، بل العكس هو الصحيح،داعيا الى اعتباره جريمة ضد الانسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى