اوروبا

الدكتور سعيد الشهابي: الخلافات الحدودية السعودية مع دول المنطقة تعرض الإستقرار للخطر

من لندن-البحرين اليوم

كتب الدكتور سعيد الشهابي مقالة في صحيفة القدس تحت عنوان ” مرحلة شاقة من المفاوضات السعودية ـ اليمنية“ تطرق خلالها الى السباب التي تقف وراء تعثّر المفاوضات السرية الجارية بين السعودية وحركة أنصار الله اليمن للتوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار.

الشهابي أرجع تعثر المفاوضات الى عقبة الخلاف على الحدود بين السعودية واليمن, لافتا الى أن مشكلة الحدود مع اليمن تمتد بجذورها الى ايام الملك عبد العزيز عندما ضم مناطق يمنية الى مملكته الحديثة التكوين، ومساحتها تفوق مساحة اليمن الحالية.

وأشار الشهابي إلى إن من بين هذا المناطق اقاليم نجران وعسير وجيزان في الجنوب الغربي من المملكة, التي ضمها عبدالعزيز وفقا لإتفاقية وقعها العام 1932 مع اليمن ومدتها عشرون عاما تتيح له البقاء في تلك المناطق, لكن السعودية استخدمت المال لمنع فتح هذا الملف, مؤكدا أن الحرب الحالية تجدد الاصرار  على استعادة تلك الاقاليم.

المقالة اوضحت أن السعودية لديها مشاكل حدودية مع معظم جيرانها في المنطقة, وان هذه المشاكل تمثل مصدر قلق واضطراب في العلاقات. ومن بينها المشكلة الحدودية مع الكويت حول المنطقة المحايدة, التي حالت دون إنشاء الكويت لمصفاة نفطية عملاقة في المنطقة.

كما ان السعودية لديها خلافات حدودية مع حليفتها الإمارات التي وقعت معها عام 1974 اتفاقية على تحديد الحدود بين البلدين، وبموجبها تنازلت السعودية عن جزء من واحة البريمي في مقابل الحصول على ساحل بطول 50 كيلومترا يفصل بين قطر والإمارات، وكذلك امتلاك حقل شيبة الذي يمتد جزء منه داخل أراضي الإمارات, وهي الإتفاقية التي ترى الأمارات اليوم أنها ظالمة.

وفيما يتعلق بالنزاع الحدودي مع قطر, أوضح الشهابي أن السعودية توسعت في الحدود والى الحد الذي أدى الى عزل الامارات عن قطر جغرافيا, مذكّرا برفض السعودية خطة لربط الامارات وقطر بجسر على غرار الجسر الذي يربط البحرين والسعودية.

وعرج الشهابي على تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير في عهد السيسي مقابل تنازل مصر عن مساحة الف كيلومتر مربع في سيناء لاقامة مشاريع سعودية واسعة كجزء من خطة بناء مدينة حديثة اطلق عليها “نيوم” عند تلك المنطقة.

خلصت المقالة الى ان هذه الحقائق تؤكد أمرا مهما مفاده ”ان السعودية، برغم مساحة اراضيها الشاسعة، تطمع في كل شبر حدودي مع اي من الدول المجاورة“, متوقعا استمرار توتر العلاقات مع اليمن، برغم الاخفاقات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية ضدها, وعجز السعودية عن حسم الحرب لصالحها.

وأكد الشهابي أن الحرب التي قادتها السعودية على اليمن أثبتت ” ان السلاح وحده لا يكفي لحسم المعارك، وان الدعم الانجلو – امريكي لم يحسم الحرب لصالح التحالف بقيادة السعودية التي اصبح عليها، كطرف معتد، ان تقوم باعادة إعمار اليمن بعشرات المليارات من الدولارات“.

وحذّر الشهابي من أن المنطقة ستظل متوترة ”ما دامت الخشية من التوسع السعودي كابوسا يضغط على صدور مواطني الدول الاخرى المجاورة“. داعيا ”العقلاء“ في سدة الحكم بالسعودية لوقف الطموح السعودي بالاستيلاء على اراضي الغير بالقوة او الابتزاز, ومشددا على ان“ لجم جماح السعودية ضرورة لضمان امن المنطقة ونماء مجلس التعاون الخليجي“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى