واشنطن

صحيفة (نيويورك تايمز) تنشر مقالا للناشط نبيل رجب: لن أقف مكتوف الأيدي.. وعلى ترامب ألا يفعل ذلك

 

نيوريورك – البحرين اليوم

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأربعاء، ١٧ مايو ٢٠١٧م، مقالا باسم الناشط الحقوقي المعتقل نبيل رجب تحت عنوان “لا تربح من الانتهاكات في البحرين”، وذلك بالتزامن مع جلستين من المحاكمة عُقدت ضده أمس واليوم الأربعاء، بتهم تتعلق بنشر مقالات باسمه في صحف أجنبية، بينها نيويورك تايمز، وإدانته للحرب في اليمن، إضافة إلى فضحه للانتهاكات في السجون الخليفية.

وبدأ رجب مقاله بالإشارة إلى العدوان السعودي على اليمن، حيث تم ارتكاب “جرائم حرب هناك بمعدل متصاعد”، في ظل مجاعة تهدد أطفال اليمن.

وعلى الرغم من ذلك، قال رجب بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط ليجعل السعودية وجهة زيارته الأولى هذا الأسبوع، كما قال بأن إدارة ترامب رفعت “القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة” إلى البحرين التي ذكّر رجب بأنها “شريكة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن”.

ووصف رجب هذه السياسة بأنها “سعي متهور للربح من دون قيود”، مشيرا إلى صفقات التسلح الخاصة بطائرة إف ١٦ المقاتلة إلى النظام الخليفي، بقيمة ٢.٨ مليار دولار. ورأى بأن هذه السياسة سوف تحرض أكثر على “تدمير اليمن” و”تزيد من الكارثة الإنسانية في هذا البلد”.

وأضاف رجب “إنه يملأني العار أن بلدي، البحرين، يقصف اليمن بدعم من الولايات المتحدة. وبينما يواصل التحالف بقيادة السعودية هجومه الجوي على اليمن؛ تحاول البحرين أيضا سحق المجتمع المدني في البحرين” بهدف منع النشطاء من العمل والإفصاح عن الانتهاكات.

وأكد رجب بأن النشطاء “يخاطرون” بسبب نشاطهم الحقوقي، مشيرا إلى تعرضه وزملاء له “للتعذيب والحكم المؤبد، والقتل أيضا”، إلا أنه أكد بأن “احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية هو السبيل إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في أي أمة”، وأضاف “لقد كرست حياتي لهذا المثل الأعلى”.

وأشار المقال إلى الاتهامات التي يواجهها رجب، وبينها التحدث إلى الصحافيين حول “الوضع السيء في البحرين والخليج” والنشر في صحيفة “نيويورك تايمز”، حيث يواجه خطرا بالحكم عليه بالسجن ١٨ سنة، فيما قضى الآن أكثر من ١٠ أشهر في السجن، ومعظمها في الحبس الإنفرادي.

وسأل رجب إدارة ترامب وقال: “هل تعرف إدارة ترامب أن الجنود (البحرينيين) السابقين قد غادروا البلاد للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؟ هل تعرف واشنطن أن البحرين لا تسمح لأي مواطن شيعي للانضمام  إلى جيشها رغم أن الشيعة هم أغلبية السكان؟ هل يعرف البيت الأبيض أن الجيش “البحريني” قوة طائفية تنشر كتبا تؤيد قتل الشيعة الذين لا يتوبوا؟”.

وأضاف “عندما انتقدت تعزيز التطرف داخل “الجيش البحريني”؛ تم ترحيلي السجن لمدة ستة أشهر”، في الوقت الذي وافق الحاكم الخليفي حمد عيسى على “تعديل دستوري يسمح للمحاكم العسكرية بمحاكمة المدنيين بتهمة الإرهاب”. ووصف رجب هذا القانون بأنه “غامض جدا ويحتاح أن أنتقده، رغم أن ذلك قد يؤدي الآن إلى محاكمة عسكرية”.

وقال رجب في المقال بأن البحرانيين يُدركون أن “الولايات المتحدة دولة عظمى، ولكن هذا الوضع لا ينبغي أن يتوقف فقط على قدرتها العسكرية. وينبغي أيضا أن تُبنى السلطة الأمريكية على احترام العدالة والمساواة وحقوق الإنسان – وهي المبادئ الأساسية التي أسست عليها الولايات المتحدة. هذه هي القيم التي يجب أن تُملى على السياسة الخارجية الأمريكية، وليس هامش الربح” من الصفقات العسكرية مع النظام في البحرين.

ودعا رجب إدارة ترامب إلى مراجعة “علاقاتها مع الأنظمة السلطوية، مثل البحرين”، وقال بأن “هذه التحالفات تُكلف الولايات المتحدة على المدى الطويل، أكثر بكثير من أي مكاسب تحققها من صفقات الأسلحة”.

وأضاف “كل مصائرنا مرتبطة ببعضها البعض. ماذا سيحدث للبحرين إذا كان كل من يدعم السلام والديمقراطية وسيادة القانون يُقاد إلى السجن؟ لمن سيتحول الشباب المحرومون في البحرين من الدعم والتوجيه؟ هذه هي الأسئلة التي يجب على إدارة ترامب أن تسألها نفسها”.

وتطرق المقال إلى مجريات محاكمة رجب، وتأجيل جلساتها التي تزامنت مع أحداث معينة، مثل سباقات الفورملا واحد، واليوم العالمي لحرية الصحافة. كما تحدث المقال في نهايته عن الوضع الصحي المتدهور لرجب، وكذلك عرقلة المحامين عن تقديم الدفاع الممكن له، ولكن رجب قال بأن كلّ ذلك “هو جزء صغير مما عانى منه الشعب اليمني، بسبب التدخل العسكري للسعودية والبحرين وحلفائها”.

وختم رجب المقال بالقول “من جهتي، لن أقف مكتوف الأيدي. وأحث الأمريكان على ألا يفعلوا ذلك. وعليهم جميعا أن يطالبوا بإنهاء الدعم غير المشروط الذي تقدمه إدارة ترامب للأخطاء التي يقوم بها النظام (في البحرين) في الداخل والخارج”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى