اوروبا

البرلمان البريطاني يستضيف ندوة في الذكرى التاسعة لثورة البحرين

البحرين اليوم-لندن

يواصل البحرانيون إحياءهم للذكرى التاسعة لإنطلاق الثورة البحرانية في 14 فبراير 2011، نظموا العديد من الفعاليات في العديد من العواصم والمدن العالمية ومن بينها العاصمة البريطانية لندن.

استضاف البرلمان البريطاني ندوة بالمناسبة الخميس عقدت تحت عنوان (بعد 9 سنوات من سحق ثورة البحرين، يستمر الكفاح من أجل الديمقراطية) شارك فيها مختصون وناشطون بحرانيون وبريطانيون استعرضو جملة من الموضوعات بما في ذلك المصاعب التي لا تزال البحرين تواجهها، ودور حكومة المملكة المتحدة في إطالة عمر الديكتاتورية وآفاق الديمقراطية في البلاد.

أدارت الندوة سو ويلمان وهي رئيسة لجنة حقوق الإنسان في جمعية القانون ولديها أكثر من 30 عامًا من العمل في قانون حقوق الإنسان، وتشتهر بعملها في مجال حماية حقوق المهاجرين.

سو ويلمان

افتتحت سو الندوة بالأشارة إلى ان الحراك التاريخي السلمي في البحرين الداعي للتغيير واجهته سلطات البحرين عبر استدعاء القوات السعودية التي سحقت الإنتفاضة، واعتقلت الناشطين والمعارضين الذين تعرضوا للتعذيب والسجن، فيما كان رد الفعل الغربي صامتا وخاصة من بريطانيا والولايات المتحدة.

اوضحت ويلمان أن أوضاع حقوق الإنسان تدهورت في البحرين عام 2019 مشيرة إلى إساءة معاملة السجناء السياسيين وإلى اعدام الناشطين، لافتة إلى أن العلاقات مع بريطانيا توثقت, مشيرة إلى تدريب جامعة هيدرسفيلد لضباط من البحرين متهمين بتعذيب معتقلين، وإلى لعب الوزير ليام فوكس دور لوبي للعائلة الخليفية.

فيل ميلر

أول المتحدثين كان الصحفي الإستقصائي فيل ميلر الذي كتب بشكل مكثف عن السياسة الخارجية البريطانية، بما في ذلك حول البحرين، افتتح حديثه باتأكيد على ان دعم الحكومة البريطانية للنظام في البحرين ليس بالجديد، فهي ”تدعم قمع الشيعة في البحرين تحت ذريعة الوقوف بوجه إيران“.

لكن ميلر أوضح ان بريطانيا كانت تدعم قمع الحراك في البحرين وتعارض التغيير الديمقراطي حتى عندما كان الشاه حاكما لإيران. أشار ميلر إلى أن فواز الحسن مدير مركز المحرق الأمني حصل على تدريب في بريطانيا ممول من أموال دافعي الضرائب، وهو المركز الذي تعرضت فيه ناشطتان للتعذيب وهما نجاح يوسف وابتسام الصائغ .

أكد ميلر على أن بريطانيا ستستمر بدعم الانظمة القمعية مقابل السماح لها بإقامة قواعد عسكرية في هذه المنطقة المهمة من العالم. ودعا ميلر في ختام كلمته الصحفيين البحرانيين إلى التواصل مع الصحفيين البريطانيين وبدء عمل فعال لممارسة ضغوط على الحكومة البريطانية، حاثا على ممارسة ضغوط على جامعة هيدرسفيلد لدورها في تدريب معذبين في البحرين.

علي عبد الإمام

الناشط علي عبدالإمام وهو مدون بحراني ومؤسس لموقع البحرين أون لاين ،شارك في الندوة معبرا عن مشاعره واحلامه قائلا “كان حلمنا العيش في البلد بحرية، لقد كانت جريمتي انشاء مدونة يطرح فيها الناس ارائهم“ إلا أن السلطات اعتقلته مرتين وعرضته للتعذيب قبل أن يتوارى عن أعين السلطات لمدة عامين وينجح في الهروب من البحرين لاحقا.

عبدالإمام لفت إلى أن الأوضاع ساءت في البحرين بعد مرور تسع سنوات على اندلاع الحراك, مشيرا إلى اعتقال وتعذيب ما لايقل عن 100 شخص في العام 2018 على خلفية تغريدات. لكن عبدالإمام شدّد على ان الجيل الجديد قادر على صنع التغيير.

جوزيف إيفانز

تحدث في الندوة أيضا جوزيف إيفانز وهو باحث مشارك ومحامي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية , استعرض خلال حديثه اوضاع حقوق الانسان في البحرين. أشار على هذا الصعيد إلى تقييد الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير حيث استهدف النظام المغردون ومنهم الحقوقي نبيل رجب وإغلاق صحيفة الوسط.

واوضح ايفانز أن البحرين هي الدولة الأكبر في المنطقة من حيث نسبة المعتقلين إلى عدد السكان, وقد دفع المشاركون في الحراك ثمنا باهضا تمثل بالإعتقالات والتعذيب وعمليات الإعدام, وحرمان الرموز من العلاج. لكن إيفانز لفت إلى ان الحقوقيين حققوا العديد من النجاحات خلال السنوات الماضية ومن بينها نجاح جهودهم في إطلاق سراح اللاعب حكيم العريبي الذي كان بواجه خطر الترحيل من تايلند إلى البحرين, وإطلاق سراح الناشطة نجاح يوسف, ونجاح حملة مناهضة تجارة الأسلحة في وقف بعض مبيعات الأسلحة إلى البحرين.

آلاء الشهابي

اختتمت الندوة بكلمة للدكتورة آلاء الشهابي وهي ناشطة مؤيد للديمقراطية في البحرين, ابتدأت كلمتها بالإشارة إلى أن البحرانيين لا يحتفلون اليوم بالذكرى التاسعة للثورة وإنما بمرور قرن على اندلاع الثورات في البحرين التي تنطلق في كل عقد من الزمن.

انتقدت الشهابي الدور البريطاني في البحرين مشيرة إلى دور المستشار بلغريف في قمع الحراك الشعبي أواسط القرن الماضي وكذلك تورط المستشار الأمني السابق إيان هيندرسون في تعذيب المعارضين.

وأكدت الشهابي على أن البحرانيين” لن يتوقفوا العمل ولن يستسلموا فلا خيار لهم سوى العمل من اجل الضحايا وخاصة السجناء الذين يعانون داخل المعتقلات“.

هذا وحضر الندوة جمع من المهتمين وعرض خلالها فلمين قصيرين حول الحراك في البحرين, فيما غطتها العديد من وسائل الإعلام وفي مقدمتها فضائية الجزيرة والجزيرة مباشر ووكالة يونيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى