آية الله النمرالشيخ نمر النمرساهر عريبيمقالات

إعدام الشيخ النمر لن يخرج السعودية من أزمتها

ساهر عريبي - إعلامي -  لندن
ساهر عريبي – إعلامي – لندن

البحرين اليوم – (خاص)

استهلت السعودية العام الميلادي الجديد بتنفيذ سلسلة من أحكام الإعدام طالت عددا من الناشطين والمعارضين الإصلاحيين، وفي طليعتهم رجل الدين البارز الشيخ نمر باقر النمر.
أعقب إعلان الداخلية السعودية تنفيذ تلك الأحكام؛ إنهاء التحالف العسكري الذي تقوده السعودية للهدنة المعلنة في اليمن، مما يعني مواصلة العدوان السعودي على اليمن، الذي دخل شهره العاشر على التوالي.
هذه التطورات تشير إلى أن السياسة السعودية في هذا العام تتجّه نحو التشدّد، سعيا لتحقيق مكاسب على صعيد عدد من الملفات التي تتورّط فيها السعودية في المنطقة. فالسعودية عانت في العام الماضي من فشل ذريع وخيبة أمل في مختلف مناطق الصراع، وفي مقدمتها سوريا والعراق واليمن.
فشلت السعودية وبعد مرور قرابة الخمسة أعوام في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالرغم من الدعم الكبير الذي قدمته للجماعات المسلحة هناك، وأصبح نظام الأسد رقما صعبا في المعادلة السورية لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال. وأما رجالها هناك، وأبرزهم المدعو زهران علوش، فقد رحلوا غير مأسوف عليهم.
وأما في العراق فالفشل السعودي جليّ وواضح، حيث إن السعودية التي ناصبت النظام السياسي الجديد في العراق العداء ومنذ العام 2003؛ فشلت في إسقاط العملية السياسية، بالرغم من تسخيرها لماكينتها الإعلامية وللمؤسسة الدينية وللجماعات الإرهابية من أجل تغيير المعادلة في العراق، وودعت السعودية العام 2015 على وقع أنغام البساطيل العراقية التي نجحت في تحرير مدينة الرمادي من براثن تنظيم داعش الإرهابي.
وأما في اليمن، فجراحات السعودية عميقة، حيث منيت بخسائر كبيرة هناك، وبدأت الحرب بالإنتقال إلى داخل اراضيها.
وفي ظل هذا الفشل الذريع، وعلى مختلف الملفات، وعلى الرغم من إنفاق السعودية لمئات المليارات من الدولارات؛ تبدو السعودية مصمّمة على تحقيق انتصارات هذا العام. وأما الطريق لتحقيق ذلك، فهو في مزيد من التصعيد الداخلي والخارجي، وقد ظهر جليا ذلك اليوم عبر قرارات الإعدام وإنهاء الهدنة في اليمن (وإنهاء العلاقات الدبلوماسية مع إيران).
لكن هذه السياسة الإنتقامية لن تفلح في إخراج السعودية من المستنقعات التي تورطت فيها، في كل من سوريا والعراق واليمن. فهي من ناحية ستؤدي إلى ازدياد التوترات والإضطرابات الداخلية، ومن ناحية أخرى؛ فإنها تثير غضبا عارما في العديد من دول المنطقة ستكون له ردود أفعال عكسية.
وأما مراهنة السعودية على الدعم الغربي فلن تجدي نفعا، فالحكومات الغربية الداعمة لها، مثل بريطانيا وأمريكا، تجد نفسها في موقف محرج مع تصاعد الأصوات الداخلية المطالبة بالضغط على آل سعود لوقف انتهاكات حقوق الإنسان داخل المملكة، وفي وقف دعمها للجماعات الإرهابية وعدم استهداف المدنيين في اليمن.
إن قرارات اليوم تقدم  دليلا صارخا على عمق الأزمة التي يمر بها آل سعود، وهي تشير أيضا إلى عزمهم على خوض حرب لا هوادة فيها من أجل الخروج من مأزقهم الذي لم يتورطوا بمثله، ومنذ إنشاء دولتهم الُمسماة – كما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله – زوراً وبهتانا “المملكة العربية السعودية”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى