المنامة

عوائل الشهداء وجموع الأوفياء في ختام عزاء الشهداء الاستثنائيين: حداد في المشاعر.. وحديد في المواقف

البحرين اليوم – (خاص)
من دموع الفقْد، إلى شارات النصر الخفاقة.
هكذا سجل عوائل الشهداء ختام مراسم العزاء اليوم الأربعاء، 18 يناير.

وبين الدموع، وما بعدها، كلامٌ صريح وعبارات فصيحة لا تحتاج إلى تفسير، ولا ينازعها تأويل.

لم تكن الدموع إلا مشاعر فاضت بها نفوس العاشقين وهي تستقبل نبأ فراق منْ لم يفارقوها. مشاعر تجددت وتعالت في قلوب كل البحرانيين خلال أيام ثلاث.. شعر الجميع أن شيئا انكسر في داخلهم، في أعمق مكان تتشكل فيه الأحاسيس.. وكأن يوم الأحد، 15 يناير، أدخلهم في عالم آخر لا يعرفون له معنى غير أنه يعجنهم دون توقف بالتألم والغضب، وبسيلٍ من العواطف الغريبة.

أهالي الشهداء ثبّتوا بوصلة المشاعر في كل مرة وهم يرون الوفاء من أهل البحرين الذين وقفوا في طوابير لا تُحصى في أيام العزاء، ولم يهدأوا، ولم يخبُ صوتهم، ولا استراحت أقدامهم وقبضاتهم طيلة أيام ثلاث عمّها الحدادُ والعصيان.

أمام المنزل، وفي صباح يوم المجزرة، فتح عوائل الشهداء اليوم الطويل من البكاء الثائر. من حقهم أن يذرفوا الدموع الغزيرة.. وجدير بمقام شهدائهم الاستثنائيين أن تثور المآقي لأجلهم، ومعهم. وهكذا كانت لغة البكاء في حضرة عوائل الشهداء التي دخلت في عداد القافلة الطويلة من العوائل التي تقود الثورة، وتتولى حفظ وصايا الشهداء، وتتقدم صفوف العزة بلا خوف أو موادعة مع القتلة والجلادين.

في المغتسل هتفت العوائل ضد حمد ومرتزقته الذين انتشروا داخل المقبرة، وحولها، وفوق المنازل المحيطة بها. هتفوا بشعارات لم تتغير منذ صرخة أم الشهيد علي مشيمع، أول شهداء اللؤلؤة.. هتافٌ لم يُسمَع فيه تردد أو تعجّل أو أي شيء من خرافات مراعاة “الأمر الواقع”. كان يقينا تناسلَ من العقول إلى القلوب فالشفاه. تبادلوا يقينهم على المسامع، وحملوه على الأكتاف والأكفان. ولم يتركوه يتيما في ختام مراسم العزاء اليوم.. بل نثروه على الجموع الحاشدة المحتشدة في تظاهرة التأبين، وطبعوها بسموّ وتكريم على جباه المضحين الذين يتقدمون الخطوط الأمامية وهم يتنافسون لأن يكونوا أول من يردع رصاص القتلة.. ويخرق باب المدرعات الجبانة.

فسلام على شهداء البحرين الأبرار..
السلام على آباء الشهداء الشامخين.. وعلى أمهات الشهداء الزينبيات..
السلام على الجباهِ العاليةِ.. القبضاتِ الصامدة.. والأقدامِ التي أعجزت الطغاةَ وأركست جيوشَ المرتزقة.
والسلامُ كلَّ السلامِ على أهل الوفاءِ والإباءِ في بحرينِ العزةِ والشموخْ.. سلامٌ يمتد من أوالَ ونخيلِها إلى قلاعِ المقاومةِ والممانعة وقادتِها داخل السجون وخارجها.

IMG_2587

IMG_2588

IMG_2593

IMG_2592

IMG_2591

IMG_2590

IMG_2589

IMG_2598

IMG_2597

IMG_2596

IMG_2595

IMG_2594

IMG_2599

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى