ساهر عريبيمقالات

شحنة الموت.. من أرسلها إلى عروس الشرق؟

البحرين اليوم – خاص

بقلم: ساهر عريبي

كارثة تزامن وقوعها مع الذكرى 75 لاستخدام أول قنبلة ذرية في التاريخ البشري، كانت ضحيتها مدينة هيروشيما اليابانية. وأما الضحية اليوم فهي عروس الشرق بيروت التي ذكّر الانفجار أو التفجير الذي ضرب مرفأها، بفاجعة هيروشيما التي هزّت الضمير الإنساني ولاتزال آثارها ماثلة حتى اليوم.

أسئلة كثيرة تدور في الرأس حول مأساة بيروت، من المسؤول عنها؟ من أرسل شحنة الموت؟ هل كانت وجهتها لبنان أم بلد آخر؟ من المالك؟ من المسؤول عن إفراغ الشحن؟ وعشرات الأسئلة الأخرى التي قد لايعثر على جواب لها في بلد ينخر فيه الفساد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه!

لكن المقابلة الخاصة التي اجرتها قناة ”العربي“ مع قبطان السفينة “بروكوشوف“ لربما أماطت اللثام أو قد تميطه عن الكثير شحنة الموت.. من أرسلها إلى عروس الشرق؟ من الأسرار التي رافقت رحلة سفينة الشؤم “روسوس“ التي هوت إلى قاع البحر تاركة شحنة الدمار كقنبلة موقوتة تدمر المرفأ الذي آواها لسنوات عدة.

بدأت القصة كما يقول القبطان بانطلاق السفينة نحو الموزمبيق حاملة شحنتها التي اشتراها تاجر مزعوم لايعرف اسمه لصالح شركة متفجرات! لكن مالك السفينة تحجج بأنه لا يملك المال الكافي لدفع رسوم عبور قناة السويس، فقرر تحميلها بشحنة من المعدات الثقيلة من مرفأ بيروت، وهكذا غير مسارها ليكون مصيرها الأبدي هناك! علقت السفينة هناك لمدة احد عشر شهرا تحت ذريعة عدم دفع مالك السفينة لرسوم الميناء! فتخلى عنها مالكها وصاحب البضاعة التي تقدر قيمتها بقرابة 3 مليون دولار!

تخلى المالك عن سفينته لأنه رفض دفع رسوم الميناء! هل هذا معقول؟ وعلى الجانب اللبناني تكفل طرف خفي بالإنفاق على بحارة السفينة لمدة 11 عشر شهرا قربة إلى الله تعالى! من هو هذا المحسن؟ ولماذا تولى أمر البحارة الذين تخلى عنهم مالك السفينة؟ وأما الحلقة الأبرز في هذا المسلسل فهو تفريغ حمولة السفينة في المرفأ مع أنها عالية التركيز وتشكل خطورة كبيرة! من اصدر أمر إفراغها ووضعها في المخازن لمدة ستة أعوام ولحين وقوع الكارثة؟

هذه المعلومات تؤكد وبما لايدع مجالا للشك أن وجهة السفينة كانت لبنان وليس الموزمبيق! فلا التاجر الموزمبيقي المزعوم خرج مطالبا ببضاعته ولا مالك السفينة حاول إنقاذ سفينته! وهنا يثار تساؤل كبير عن الطرف اللبناني الضالع في القضية، فهل باع مالك السفينة الشحنة لطرف لبناني أم أن الشركة الموزمبيقية اشترها أصلا لصالح طرف لبناني ؟

ولعل مايثير الريبة أن السفينة وصلت إلى بيروت في ظل تصاعد كبير في النشاطات الإرهابية في المنطقة! ففي ذلك العام احتل تنظيم داعش الإرهابي ثلث الأراضي العراقية ووصل إلى مشارف العاصمة بغداد! وكانت الأوضاع في لبنان على وشك الانفجار! شحنة كانت لتقلب الأوضاع رأسا على عقب في لبنان لو أنها وجدت طريقها من المرفأ إلى البر! فهل فشلت محاولة إدخالها إلى البلد او المنطقة؟ وهل إن تفجيرها او انفجارها اليوم تزامن عن طريق الصدفة بذكرى هيروشيما؟

أم أن هناك رسالة حملها الانفجار بين طياته ومفادها أن واقعة هيروشيما يمكن تكرارها؟ أسئلة كثيرة تجول في الخاطر ستخضع الإجابة عليها للتوازنات الطائفية والسياسية التي بني عليها البلد! وستخضع لسياسات المحاصصة حالها كحال الفساد الذي يتقاسمه الفرقاء السياسيون مستخفين بالشعب الذي أصبح عن قصد أو دون قصد أسيرا للمعادلات الطائفية، التي يقتات مسوقوها على تخويف أبناء الطوائف من بعضهم الآخر كي يستمر المتصدون بفسادهم وتسلطهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى