تقارير

:: وجوه الثورة :: أحمد فرحان.. الجمجمة التي رفعت رأس سترة

البحرين اليوم – (خاص)

كتبت سترة إحدى أبرز حكاياتها في ١٥ مارس ٢٠١١م. الحكاية كانت غارقة في الدم، ولكن الثمن كان أن يبقى رأس سترة مرفوعا. البحّار الذي كان يعرف كيف يواجه الأمواج العاتية، كان بطل الحكاية ورمزها الأول. الشهيد أحمد فرحان الذي يروي جسده عذابات السجن لسنوات في انتفاضة الكرامة؛ لم تنقص منه قطرة من الكرامة، بل زادت وارتقت ارتقاء الرؤوس التي خيّمت في سماء دوار اللؤلؤة، هذا المكان الذي ارتوى فيه أحمد، كما البحرانيون، شهد الحرية وعطرها؛ رسم لمن مثله الطريق الذي لا يعرف الخنوع أو الانكسار، ولو كان العدو أقوى من أمواج البحر، وأشد فتكا من أسماك القرش.

في مشهد اجتياح قوات آل سعود، المصحوبة بمرتزقة آل خليفة وبلطجيتها؛ لم يكن أمام الناس من خيار غير أن يطبعوا مشهدا آخر أشد رسوخا من الرياح، وأوضح من الشمس، ليكون علامة لا تنقطع ودليلا في الليل والنهار على الفظاعة الكبرى التي كانت تزحف نهار ذلك اليوم إلى مناطق البلاد، ومن بوابتها الأبية: سترة.

لم يكن الشهيد أحمد فرحان طفرة في هذا الخيار. لا يكون في هذه الأحوال إلا الصفوة التي اجتمعت فيها الشهامة والطيبة وصلابة الدفاع عن الأعراض. سيقرأ كثيرون أيام الغزو السعودي للبحرين من تفاصيل تلك الجمجمة التي فجّرتها البنادق، وهم في ذلك يصوّبون على القتلة الهاربين حتى اليوم. ليس هناك من خسران بالنسبة للشهيد وأهله، فالفوز والنصر العميق صارَ وتمّ يوم سُجِّل اسم أحمد فرحان في مطلع حكاية مقاومة المحتلين، ليُصبح اليوم رمزا يوازي الأسماء الكبرى في تاريخ العالم، هذا التاريخ الذي سيأتي عليه الحول في آخر المطاف ليتصاغر أمام تلك العينين اللتين بقيتا مشدودتين للحياة حين كان يُسجّى أحمد في القبر ويحمل معه آخر استراحة من هذا العالم وهو مليء بالفرح أنْ كان الرأس الذي يرفع رأس أهله، وداره، وكل شعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى