اوروبا

مدير هيومن رايتس ووتش في بريطانيا: السياسة البريطانية تفاقم المعاناة في اليمن

لندن-البحرين اليوم

كتب “ديفيد ميفام” مدير منظمة “هيومن رايتس ووتش” في المملكة المتحدة مقالة الأربعاء(28 مارس 2018) بعنوان “السياسة البريطانية بشأن السعودية تفاقم المعاناة في اليمن” انتقد خلالها الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية للمملكة العربية السعودية في حربها على اليمن التي دخلت هذا الأسبوع عامها الرابع على التوالي.

وافتتح ميفام مقالته بالإشارة الى أن الحكومة البريطانية تعتبر من أقوى الداعمين للسعودية والتحالف الذي يقود الحر ب على اليمن بالرغم من ان هذه الحرب ادت إلى “تفاقم الوضع الإنساني الضعيف أصلا، وتحويله إلى أزمة إنسانية كاملة هي “الأسوأ في العالم” وفقا لـ “الأمم المتحدة”, مشيرا الى أن حوالي 1.8 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، وهناك أكثر من مليون حالة مشتبه بأنها كوليرا، و8.4 مليون يمني على حافة المجاعة.

ولفت الكاتب الى أن المملكة المتحدة باعت السعودية معدات عسكرية بقيمة 4.6 مليار جنيه استرليني خلال هذه الفترة، فيما تعد وزارة التنمية الدولية البريطانية ثالث أكبر ممول لجهود الإغاثة الإنسانية في اليمن, وهو ماعتبره سياسة غير متسقة تجاه اليمن.

وانتقد الكاتب التبريرات التي تسوقها الحكومة لتبرير سياستها إذ يصر الوزراء على أن البقاء على مقربة من السعودية وتقديم النصيحة وراء الأبواب المغلقة هو أكثر الطرق فعالية للتأثير على أفعال السعودية، إلى جانب المشورة العسكرية والدعم العملي من خلال مبيعات الأسلحة.

لكنه ميفام أوضج أنه بعد مرور ثلاث سنوات، لم يحقق هذا النهج أي نتائج تذكر ,حيث لا نهاية لانتهاكات التحالف، ولا تقليص لمعاناة المدنيين الرهيبة.

واعتبر الكانت أن هناك ثلاثة مجالات للفشل في هذا السياسة وأولها أن المملكة تزعم ترحيبها المستمر بتنفيذ حملتها العسكرية بما يتوافق مع القانون الدولي, واصفا هذا الإدعاء بالسخيف , مشيرا الى أن ألسعودية وطوال سنوات الحرب انتهكت مرارا وتكرارا قوانين الحرب، حيث شن غارات جوية على المدارس والمستشفيات والأسواق والمساجد.

كما ان هناك فشلا شبه كامل فيما يتعلق بالمساءلة, معتبرا أن الدبلوماسية البريطانية لوكانت ذات جدوى, لكان التحالف مستعدا للتحقيق بشكل سليم في هذه الضربات غير القانونية المزعومة. لكن التحالف أظهر اهتماما ضئيلا بذلك, ولم يحاسب أي ضابط سعودي أو إماراتي أو غيرهم من ضباط التحالف على أي انتهاك أو جريمة ارتكبت خلال ثلاث سنوات من هذه الحرب.

واما بشأن إدعاء وزراء بريطانيين أنهم ضغطوا على السعوديين بشدة من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن, فلفت الكاتب الى إنه لا يزال يصعب للغاية وصول السلع الإنسانية والإمدادات التجارية إلى جميع أنحاء البلاد, مؤكدا على فشل جهود بريطانيا في تأمين ذلك.

ميفام طالب الحكومة البريطانية بإعادة التفكير في نهجها تجاه السعودية والصراع اليمني، مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق لهذه الحرب التي تشوبها الانتهاكات.

واعتبر الكاتب ان بريطانيا” تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب من خلال تزويد السعوديين بكميات كبيرة من الأسلحة، في ظل انتهاك قوانين الحرب بشكل روتيني”.

كما وأن عدم اعتراض بريطانيا علنا على الغارات الجوية غير القانونية، والأرواح التي فقدت بسبب القيود السعودية على الموانئ اليمنية الرئيسية، سيقوض بشكل خطير الجهود الإنسانية الجديرة بالثناء التي تقودها وزارة التنمية الدولية، ويلطخها بشكل لا رجعة فيه.

واختتم الكاتب مقالته بالتأكيد على” الحاجة الماسة إلى جهود دبلوماسية بريطانية علنية وقائمة على المبادئ تجاه اليمن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى