مقالات

التّنبل والمجنون: العالم/ الزّار

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين 

 

وقعت الحرب أم وقعت بعضها.. تكررت مسرحية ٢٠٠٣م في سوريا أو زادتها قليلا؛ فالعالم اليوم بلا شك بدأ الانعطاف الحاد نحو حفلات أخرى من الزّار. كلمة السر هي أنه لا يمكن أن تغلق مصانع الأسلحة أبوابَها، فهذه هي التجارة الوحيدة التي تريح جيوب الحكّام في الغرب وأمريكا خاصة، وخصوصا عندما يكون الدفع بالهَبل، وعلى طريقة محمد بن سلمان الذي يقفز من بلد غربي لآخر وكأنه يوزع آخر ما تبقى من أموال شيخ قبيلة أفْقرته عاهرة. مع الفارق الكبير، فإن “التّنْبل” ابن سلمان والمجنون ترامب باتا بالفعل يرسمان اللوحة الكاملة للمنعطف الزمني الراهن. الصورة تبدو على النحو التالي: الوهابية المتوحشة تُصبح ذئباً أشد خطرا عندما يتم تطعيمها بـ”الليبرالية” المزيفة، والأمْركة المتصهينة تكون سلاحا أكثر فتكاً حين يمثلها سمسار وقح. فكيف الحال سيكون – إذن – حينما يلتقي هذا بذاك، وعبر جسر جوي وبحري و”أيديولوجي” يمتد من وإلى إسرائيل؟!

من المفيد أن يُخرِِج البريطانيون إيان هندرسون الذين يعشعش في رؤوسهم الاستعمارية، ولكي لا نُشغل أنفسنا كثيرا بمواعظ حقوق الإنسان التي تأتي من أعرق ديمقراطيات العالم. ومن المفيد أيضا أن يُعيد الأمريكيون إثبات أن نموذج جورج بوش كان مجرد تسلية يتلاعبون بها مع أنفسهم والآخرين، وأن النسخة المطورة منه لن تكون إلا على الصورة الهذيانية التي يرتع بها دونالد ترامب في حسابه على موقع تويتر. كل ذلك مفيد لنا نحن الشعوب، وذلك لكي نطوي صفحات كثيرة من الأوهام والتحليلات التي توزعها علينا مراكز أبحاث يمولها المتحاربون أصلا. ببساطة، وبتحليل موجز، وكما قال الإمام الخميني، فنحن أمام شياطين مستكبرة، وصعاليك وأقزام ملحوقة بها، والشياطين ليس فيها خير ولا أمان، والأقزام هم شذاذ آفاق تزول مع الرياح. لقد قال الراحل الكلمات التي تختصر كل الأشياء:  “إنّ على العالم القضاء على أمريكا، وإلا فإنّ هذه المصائب ستظل تسحق العالم ما دامت أمريكا موجودة، فحيثما لم يتحقق لها ذلك بحثت عن مكان آخر. لقد أشعلت أمريكا نار الحرب في الكثير من مناطق العالم، وهي التي لا زالت تقف وراء الحروب القائمة في الكثير من البلدان. فأمريكا والقوى الكبرى هم الذين يهدّدون العالم بالخطر ويكذبون في ادعاءاتهم بالحدّ من الأسلحة. ولهذا فإنّّ علينا أنّ نصرخ بكلّ ما في وسعنا بوجه هؤلاء”. 

أما آل سعود، فكما قال الإمام الراحل أيضا، فإنهم “لو اغتسلوا ألف مرة بماء زمزم فلن يتطهروا”. والإيرانيون منذ فترة يكررون على آل سعود النصائح بأن يأخذوا العبرة من مصير صدام حسين، ولكن “عمّك أصمخ”! والحق، أن الأمنية هو ألا يُنصت السعوديون لهذه النصيحة وأمثالها، وأن يمضوا فيما هم فيه، وإلى نهاية الطريق، ولو كان – للأسف طبعا – في الطريق ونهايته حرب ودمار، ولكن الدمار الذي فعله آل سعود في لبنان والعراق دمّرهم، والدمار الذي يقودونه حتى اليوم في اليمن يدمرهم باليستيّاً، وحين يفعلون المزيد من الدمار في سوريا فإن المزيد من التدمير بانتظارهم. نصيب آل سعود والصغار الذين يرعونهم؛ سيكون أكبر من مخلفات الدمار الذي ينفخ فيه الأمريكيون. والسبب واضح ومعروف، فالحروب ستكون في هذه الأرض، والأمريكيون وبقية الشياطين الصغار يخربون الديار البعيدة لكي يطمئنوا أن الشَّرَر والشرور لن يطالهم كثيرا، ومن حسن حظهم أنهم لازالوا يُمسكون بحلفاء تنابل من السهل استدراجهم إلى هذه الحُفر/ المقابر. ولذلك، فأنا من الذين يفضلون عدم إشغال النفوس بالقنوط جراء ما يجري بين الشياطين الصغار والكبار، فالدّيار التي يُراد إحراقها لها ربّ يحميها، ولها رجال الله في الميدان الذين إذا قالوا صدقوا، وإذا وعدوا أنجزوا، ولنا في لبنان مثال وعبرة لأولي الألباب.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى