الخليجالمنامة

تركي البنعلي (أبو سفيان السلمي): الجسر التكفيري بين البحرين و”الخلافة الإسلاميّة”

bnAli

البحرين اليوم – (خاص)

تركي مبارك عبد الله البنعلي ليس جديداً على الملاحقة بتهمة التكفير، وتبنّي أشدّ المواقفِ إلغاءاً تجاه المذاهب الإسلاميّة. ويمثّل ظهوره في “حفْل” تلقين البيعة لأبي بكر البغدادي؛ إشارة إلى دوره الأساس في تجذير الفكر التكفيري بين أتباع “الدّولة الإسلاميّة”، إضافة إلى الجسر “المالي والبشري” الذي تتحدّث مصادر عن إسهام البنعلي في إقامته من الخليج باتّجاه مناطق القتال في سوريا والعراق.

اعتقلت السّلطات الإماراتيّة البنعلي في ديسمبر 2005م حينما كان يدرس العلوم الشّرعيّة في كلية الدراسات الإسلاميّة بدبي (ولم يُكمل إلا عاماً ونصف) وذلك بسبب تبنّيه لفكر القاعدة، والتي كانت تتحرّك وقتها في اتّجاه أسامة بن لادن (أفغانستان)، وأبو مصعب الزّرقاوي (العراق).
البنعلي (مواليد 1985م) خرجَ من بيئة تكفيريّة في المحرّق. وتُظهر الدّروس المحلّيّة التي كان يُلقيها بأنّه كان منخرطاً في حلقات مختلفة يعقدها المنتمون للفكر التّكفيري في المحرق، ومنذ أكثر من 15 سنة، وذلك ضمن اتجاهاتٍ عامة كانت تتحرّك ضمن عنوان “شباب التوحيد في البحرين”.
درس المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة في مدارس الإيمان الخاصة، والتي تُقدِّم تعليماً دينيّاً سلفيّاً. وانتقل إلى مدرسة الهداية في المحرق لاستكمال المرحلة الثانويّة في القسم الأدبي.

وقد اُعتقل في عام 2007م في البحرين بتهمة إقامة تنظيم تكفيري باسم “تنظيم السقيفة”، وهو يمثّل غلاة التكفيريين في المحرّق.

كما يتبيّن من خلال تتبّع انتقالاته في الخليج (في السّعوديّة: حيث تلقّى بذور تكفيره المتشدّد على يد ابن جبرين)، اليمن، ليبيا (قدّم دوريات دينيّة لجماعاتٍ متشدّدة)، تونس، المغرب (وقد ظهر فيها أوائل العام 2013م)، العراق، لبنان (تخرّج من جامعة الإمام الأوزاعي)، وسوريا، بأنّه كان يحظى بحرّية التنقّل، ولا يستبعد مطّلعون على طبيعة البيئة التي نشأ فيها البنعلي أن يكون على صلةٍ بعددٍ من الضّبّاط والعكسر في أجهزة النّظام الخليفي، لاسيما وأنّ أقرباء له بالنّسب والمصاهرة يحتلّون مراتب عسكريّة عليا في الجيش الخليفي وبقية الأجهزة الأمنيّة. مع الإشارة إلى كونه ينتسب إلى قبيلة آل بن علي، والتي لها تحالفها التاريخي مع آل خليفة،
كذلك، فإنّ رصْد الحراك التكفيري الذي ظهر به البنعلي، يكشف بأنّه تنقّل من أكثر من جبهةٍ تكفيريّة، وفي حين أنّه حاليا يتمركز مع تنظيم “الدّولة الإسلاميّة” – حيث أقصى درجات التكفير والعنف المذهبي – فإنّ تسجيلات مُصوَّرة تكشف بأنّه كان يلتقي بجماعات تنتمي إلى جبهة النّصرة.

ظهور تركي البنعلي، أو أبو سفيان السُّلمي، وهو يُلقّن جمْعاً مشتّتاً في أحد المساجد، البيعة لأبي بكر البغدادي، بوصفه “خليفة للمسلمين”، يُقدِّم مؤشّراً على تعمّق الفكر التفكيري لبنعلي من ناحية، كما أنّ يوضّح الخيوط المتشابكة للجماعات التكفيريّة في البحرين، والتي ارتفع صوتها إلى السّطح مع انطلاق ثورة البحرين، وظهرت أكثر فأكثر من انفتاح جبهات القتال في سوريا، وتقاطر المقاتلين التكفيرين عليها، وبموافقة ضمنيّة من النّظام الخليفي في حينه، على منوال موافقة النّظام السّعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى