مقالات

إلى حمد عيسى الخليفة: الإساءة إليك.. لا للوطن

البحرين اليوم – (خاص)

بقلم: كريم العرادي

كاتب من البحرين

 

يصر حمد عيسى الخليفة على تحريض الناس على الإساءة إليه. ظهرَ مساء السبت، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٨م، بكلمة نشرتها الوكالة الرسمية، وكأنه أفاقَ من سكرة طويلة. عمه، خليفة سلمان، توعد الأسبوع الماضي بإنزال “أشد العقوبات” على الناس بسبب كتابة اسم حمد على الشوارع خلال مرور مواكب العزاء، وزبّد وأرعد وقال بأن عقوباته ستكون “عبرة لمن لا يعتبر”، حتى ظن الناس بأنه سيستدعي حبيبه عادل فليفل، مع خليله السابق محمد خالد، ويأمرهم بالنزول إلى مآتم البحرين وإطلاق الرشاشات عليها. بعد أقل من أسبوع، يستيقظ حمد من سكرته الطويلة، ويقول ما معناه: “خلاص، اللّي سويناه فيكم كفاية، فصيروا أوادم، ترى آل خليفة الكرام يستاهلون منكم الاحترام”!

يمكن لأصحاب نظرية “صراع الأجنحة” اعتبار إطلالة حمد المفاجئة على أنها شكل من أشكال الصراع مع عمه خليفة. فهو يريد أن يظهر بشكل مختلف عن مظهر عمه الوحشي، وخاصة مع بدء حفلة الانتخابات. هذا كلام سطحي في نظر الكثيرين، لأن “ما فيهم كلب طاهر”. ولكن، غير بعيد أن الأشرار يمكن أن يطال شرورهم بعضهم الآخر، وأن يأكل الجنون فيما بينهم. وخاصة وأن البعض قال بأن حمد لا علاقة به بالكلمة التي تم نشرها، وأن ما يُسمى جناح الخوالد هو الذي كتبها ونشرها، نكاية في خليفة، وخاصة بأن الكلمة جاءت مكتوبة وغير متلفزة كما يبدو، ومن غير أن تكون في مناسبة استقبال أحد أو في ظهور معين.

بغض النظر عن كل ذلك، فحمد في كلمته يقول بأن العقوبات التي تمت – وخصوصا بإغلاق مأتم الإمام الرضا في المالكية واستدعاء مسؤولي المآتم – كانت كافية، وأن “الإساءة” في عاشوراء – يعني كتابة اسم حمد في الشوارع – قد انتهت بانتهاء العقوبات على المسؤولين عن تلك “الإساءة”. وهذا الكلام دليل قاطع على أن هناك “شيئا مفقودا” في المسرحية، أو أن الشّراب الذي يتعاطاه حمد قد تغير، أو أن مفعوله أصبح أشد من النوع السابق. فـ”الإساءة” لم تتوقف، واليوم تداولت بعض المواقع العربية شريط فيديو لكتابة اسم حمد في شوارع بلدة الديه، وبخط كبير وجمالي، ومن المتوقع أن تزداد هذه “الإساءة” طولا وعرضا. فكيف نفهم كلام حمد بأن الإساءة توقفت؟

البعض يقول بأن كلام السيد عبدالله الغريفي مساء الخميس الماضي، كان كافيا لحمد، وخاصة أن السيد الغريفي وجّه الشكر للسلطة على “حراسة” أمن عاشوراء، وأكد رفضه لـ”الإساءة” لرموز الوطن، وطرحَ فكرة جديدة عن فلسفة عاشوراء، وقال بأنه موسم للسلم والإخاء والتسامح. وهي فكرة لا شك بأنها أراحت حمد كثيرا، وقد تكون كلمة السيد الغريفي “ثمنا” لوقف “مسلسل” التهديدات وجاء وقفها على لسان حمد مكافأة له على خطابه.

الكلام والتحليلات كثيرة، ولكن الأمر المهم تعليقا على كلمة حمد، هو أن “الإساءة” إليه لم تتوقف حتى اللحظة، وما يجب أن يكون واضحا هو أن حمد ليس رمزا، لا للوطن، ولا للشعب، بل هو رمز فقط للقتلة والمجرمين والسكارى، وعليه فإن “الإساءة” إليه هي حق مشروع، ووسيلة سلمية، ومن صميم إحياء عاشوراء كما تعلمناه من الإمام الخميني، والشهيد الصدر والسيد فضل الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى