سجن جوالمنامة

الشهيد عبدالله العجوز….مقاومة من اجل التحرّر حتّى آخر نفس

من المنامة-البحرين اليوم

عبدالله حسين العجوز شاب بحراني آخر التحق بقافلة الشهداء الأبرار التي تحث السير في القرى والبلدات البحرانية هذه الأيام ومنذ بداية العام الذي شهد رحيل سبعة مقاومين لن يكون العجوز آخرهم.

ولد الشهيد في بلدة النويدرات عام 1995 وفيها تربّى على قيم المقاومة والإباء التي رسّخها لها الأستاذ الملهم عبدالوهاب حسين, فكان الشهيد من السباقين للمشاركة في ثورة الرابع عشر من فبراير التي اندلعت عام 2011, فكان أحد ثوارها الذي عرف بشجاعته التي أغاضت مرتزقة آل خليفة ممن ُعرفوا بجبنهم.

الإعتقال والتعذيب واحكام السجن المطوّلة كانت نصيبه في ظل هذا النظام المتغطرس المشهور بقمعه للأحرار, إعتقل الشهيد في العام 2013, ولفّقت له السلطات إتهامات ما انزل الله بها من سلطان, ومنها التورّط في قتل المرتزق المدعو الظفيري, إضافة الى سلسلة الإتهامات الجاهزة الأخرى التي توجه لكل بحراني يرفع صوته عاليا بوجه عائلة آل خليفة الجائرة, ألا وهي المشاركة في إحتجاجات غير مرخصة وتخريب الممتلكات العامة ومهاجمة دوريات المرتزقة والى آخر قائمة الإتهامات التي لاينقصها سوى تهمة تنشّق الهواء.

تعرض وكباقي الثوار الى تعذيب تعجز عن وصفه الكلمات على أيدي اوباش مستوردين نزعت من قلوبهم الرحمة والإنسانية, بعد أن تحولوا الى عبيد لآل خليفة يوجهونه حيث ما يشاؤون وينتقمون عبرهم من أبناء البلد الأصليين, الذين عقدوا العزم على تحرير بلادهم من الأحتلال الخليفي البغيض الذي احال أرض أوال, وهي أرض الخضرة والنخيل الباسقات والمياه العذبة الى أرض بوار تنعق فيها غربان آل خليفة ومرتزقتهم والجيوش الأجنبية المحتلة التي تحاصر شعبا بأكمله.

محاكم الجور الخليفية أصدرت عليه حكما بالسجن المؤبد وحكمين منفصلين بالسجن لمدة ثلاثة أعوام, وانتهى به المطاف في سجن الحوض الجاف لكن معاناته لم تنتهي. اخلاقه العالية وحبه للمساعدة وشجاعته أغاظت مرتزقة آل خليفة المتجردين من كل القيم الأخلاقية الذين استمروا بتهديده داخل السجن, وفي مقدمة هؤلاء العبيد المدعو عبدالله عيسى والضابط عيسى الجودر, لكنه كان شجاعا لا يأبه لتهديداتهم بل كان يخطط وبإحكام لكسر انوفهم عبر التحرر من سجنهم سيء الصيت.

وبعد تخطيط متواصل لمدة ستة شهور , دقت ساعة الصفر مؤذنة ببدء عملية التحرّر التي كان محورا أساسيا فيها. إذ كان الرابط بين طابقي السجن معلنا إشارة بدء العملية. شجاعته لم تسمح لهم بالتحرر من السجن اولا كما يقول الأسير المحرّر سيد علوي طالب إذ اوضح بان “ضحّى من أجلنا إذ كان يقف خارج المبنى مراقبا لقوات المرتزقة الجبناء ولحين تحرير السجناء”.

الأسرى المحرّرون إثر العملية التي جرت في شهر يونيو الماضي, توجّهوا نحو دار تؤويهم بحسب الخطة المقرّرة, القوات الخليفية أعلنت الإستنفار إثر نجاح خطة كسر أسوار سجن الحوض الجاف, حتى تمكنت من الوصول الى الملجأ الذي احتمى فيه الأحرار, و اقتحمته من بابه الأمامي لكن الشهيد العجوز أفلت من قبضتهم بمعية أربعة من الأحرار الذين فشل الخليفيون في إعادتهم الى السجن ومنهم سيد علوي طالب, الذي فارق الشهيد لكنه لم يستطع نسيان شجاعته وطيبته واخلاقه العالية بحسب ما صرّح به.

ظل الشهيد متخفيا طوال الشهور الماضية لكنه لم يغب عن ميادين العزة والكرامة التي ترتفع فيها شعارات اسقاط النظام وحتى ازفت ساعة التحاقه بالرفيق الأعلى ملتحقا بقوافل الشهداء والمظلومين. شيعته الجماهير البحرانية مشفوعا بزغاريد النسوة التي زفته الى مثواه الأخير بعد ان نال إحدى الحسنين.

خبر استشهاده كان صدمة للسيد علوي الذي حبس دموع عينيه قائلا” إنها رسالة من الله الينا مفادها أن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد المؤدي الى النصر والحرية” مضيفا “سيستجيب شارع البحرين لنداء دماء الشهداء وسيثأر”.

دماء الشهيد العجوز تؤكد على أن أي تغيير لن يحصل في البحرين إلا عبر طريق المقاومة ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى